السيمر / الخميس 16 . 08 . 2018
عبد الجبار نوري
ثمة ملاحظات على قرار العبادي رئيس الوزراء العراقي وهو في أعلى قمة الهرم الحكومي في البلاد بأعتقادي أن العبادي قد فقد حظوظ الفوز بالولاية الثانية تماماً وذلك للأنتفاضة الجماهيرية في تظاهرات مدن الوسط والجنوب للمطالبة في نقص الحاد لخدمات الماء والكهرباءوأرتفاع خط الفقروالبطالة الروعة أضافة إلى قراره المتهافت والخالي من الوطنية ، الذي جاء سريعاً أستغرق يومين فقط فكان عاطفياً أكثر من أن يكون عقلانياً منطلقاًمن حنكة سياسية مدروسة ، ثم أنهُ وضع العراق في خانة المحاور بالذات في المحور الأمريكي السعودي بالوقت الذي أقسم اليمين الدستوري عند تنصيبه بأن يبعد العراق عن سياسات المحاور أليس هذا حنثاً لليمين ؟! ، وكان المفروض أن يضع العراق كدولة لها سيادتها وتأريخها النضاليمنذ الأستعمار الكولينالي البريطاني والأحتلال الأمريكي في (حيادية) تامّة بالنأي عن سياسة المحاور لقطبي الرحا الأيراني السوري الروسي والأمريكي السعودي ، وللحقيقة أن التخندق مع أيران ضد أمريكا شيءٌ صعب وعصي التطبيق على أرض الواقع الآن ، وعلى الأقل ان يعلن التحفظ على القرار في تقديم المبررات الموضوعية لوضع العراق الراهن والموضوعي العقلاني في اطول حدود مع الجارة أيران ب1482 كم من المستحيل السيطرة عليه لتطبيق تلك العقوبات وأن السوق العراقية معتمدة على أستيراد مشتقات الطاقة ومواد أساسيةكمواد غذائية ومواد بناء ومواد أولية لأدامة مصانع عراقية يفقد فيها آلاف الوظائف للعاملين في مصانعها مثال صناعة السيارات ، وكان المنتظرمن العبادي كرئيس وزراء أن يبني علاقات للعراق صاحب السيادة مع دول الجوار على أساس التكافؤ ولتكن لضمان مصلحة العرا ق بدل الصداقةكما يقول ديكول : للدولة مصالح لا أصدقاء .
آثار العقوبات الأمريكية على العراق :
بعد ما تبين لللوبي الأمريكي وصقور حربها الفشل الذريع لأستراتيجيتها في محاربة الشعوب لأخضاعها ولكن أنقلبالسحر على الساحر في صعوبة الخروج من مستنقع جنوب شرق آسيا ودول البحر الكاريبي ومناطق الطاقة في الشرق الأوسط أتجهت لخطٍ آخر في تركيع الشعوب وأذلالها في أستراتيجية ( العقوبات الأقتصادية ) ربما من خلال تجويع الشعوب الضغط على حكوماتها في تغيير أو ربما أنقلاب ، وهي الأخرى فشلت في التأثير على الحكومات بقدر ما تؤثر على الشعوب وأن العالم الصناعي بحاجة ماسة للطاقة وأن اوبك عاجزة عن سد النقص الذي سيحصل بعد منع أيرانمن تصدير نفطها وأن سوق النفط يظل تحت خيمة الأزمات المتلاحقة وخصوصا عند تنفيذ أيران تهديداتها في غلق مضيق هرمز الذي يعتبر تهديداً مباشرا للسوق الخليجي :
-يعتبر السوق العراقية رئة أقتصادية كبيرة بالنسبة لأيران للتخفيف عن الحصار الأقتصادي علىها سوف تسعى إلىورقة ضغط لأنعاش وضعها عبر حلفائها من المرشحين الفائزين علماً أن أيران لها في العراق ما بين 80- 90 حليفاً وبالتالي سوف لن تكون المعادلة سهلة .
– أن العقوبات الأقتصادية على أيران ستؤثر على الحوالات المالية والتعاملات المصرفية المقوّمة بالدولارالأمريكي سيكون من الصعب الحفاظ على المستوى التجاري في ظل العقوبات المفروضة على طهران .
– أن العراق يستورد 99% من أحتياجاتهِ التي تقدر بنحو 50 مليار دولار وفقاً لمصدر رسمي في وزارة التجارةالعراقية : تقدر مبالغ حجم الصادرات الأيرانية للعراق في العام الماضي 7-6 مليار دولار مقابل 77 مليون دولار فقط هي قيمة صادرات بغداد ÷لى طهران ، وتحتل أيران المرتبة الثانية بين أكبر شركاء العراق التجارية بعد تركيا من حيث حجم التبادل التجاري .
– سيكون العراق المتضرر الأكبر من دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ بسبب أعتمادهِ الكبير على مشتقاتالطاقة أضافة إلى السلع الأستهلاكية والغذائية ، أضافة إلى فقدان العراق لآلاف الوظائف العاملين في مصانع تعتمد على أستيراد المواد الأولية من أيران كصناعة السيارات التابعة للشركة العامة لصناعة السيارات ، وكذا على الأقتصاد السياحي حيث يفد العراق بين 2-3 مليون زائرسنوياً للسياحة الدينية حيث يدفع كل سائح أربعين دولار كرسوم تصريح الدخول إلى العراق .
– أثارة موضوع التعويضات بعد ميل قرار العبادي للجانب الأمريكي أرتفعت صيحات الجانب الأيراني في المطالبةبالتعويضات برقم ملياري بالوقت الذي لا يوجد قرار ألزامي من الأمم المتحدة بدفع تعويضات مثل القرار الأممي رقم 687 / سنة 87 في دفع التعويضات للكويت وسوف يولد أزمات متلاحقة في الدبلوماسية العراقية مع جيرانها .
– أمريكا تعاقب أيران وأيران تعاقب العراق وتثير موضوع التعويضات وبأرقم مليارية 1100ملياردولار تعويضا لحرب الثمان سنوات ، ووضعت العراق كأداة تنفيذ بيد الغول الأمريكي ورئيسهُ الأهوج ترامب الغارق في دوامة الصراعات الدولية المستمرة مما أتاحت الفرصة الذهبية في سياسة ملآ الفراغ .
– الغاية من الحصار الأمريكي هو التأثير المباشر على الشعب الأيراني ولك الأستراتيجية الأمريكية تهدف ( الأبعد ) من هذا التأثير : وهو حصر الشعب الأيراني في زاوية فقدان الأمل وفلتان الأعصاب التي حصيلتها وخيمة وكارثية على الشعب الأيراني .
كاتب محلل سياسي عراقي
في 16/8/2018الشعب الايراني