الرئيسية / مقالات / من السيد أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر

من السيد أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر

السيمر / الثلاثاء 04 . 09 . 2018

اياد السماوي

سماحة السيد مقتدى الصدر أعزّه الله … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

بسم الله الرحمن الرحيم … لا شّك أنّ سماحتك تتابع باهتمام ما يجري في الساحة السياسية العراقية باعتبارك زعيما سياسيا تقود تكتلا جماهيريا كبيرا جاء بالمرتبة الأولى في الانتخابات الحالية , ولا شّك أيضا أنّ المساعي التي تقوم بها كتلة سائرون ومن معها من أجل تشكيل الكتلة الأكبر هي مساع صحيحة وصحية في آن واحد ولا غبار عليها , وتدخل من باب المنافسة السياسية المشروعة , والحقيقة أنا لست في معرض الرّد أو الاعتراض على هذه المساعي , فهذا حق لسائرون وغيرهم في تشكيل الكتلة الأكبر التي سترّشح رئيس الحكومة القادمة بموجب الدستور العراقي , وهذا الحراك ممدوح وليس مذموم , بل على العكس أن هذا الحراك يؤسس لبناء مؤسسات ديمقراطية صحية وبعيدة عن المحاصصات التي دمرّت البلاد والعباد , وتؤسس لنظام ديمقراطي لا عودة فيه لهذه المحاصصات , وإن كان هذا مستحيلا في الظرف الراهن .
سماحة السيد مقتدى .. ما أريد قوله لا يتعلّق بهذا الحراك السياسي حول تشكيل الكتلة الأكبر , بل لأمر خطير يجري تحت أنظارنا وأنظاركم وأنظار المرجعية الدينية العليا والشعب العراقي وأنظار الرأي العام , فالتدخل الأمريكي السعودي السافر في تشكيل الحكومة العراقية القادمة والتهديد والوعيد الذي تمارسه أمريكا والسعودية من خلال السفير الأمريكي والسعودي ومبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك , وتهديدهما للنواب السنّة والأكراد برسائل وصلت إلى معظمهم , وهذا الأمر لم يعد سرا فقد تحدّثت به كافة وسائل الإعلام وأصبح الحديث عنه يدور في كل مكان , ولم تنفي حكومة أمريكا وسفارتها الأنباء التي تحدّث عن هذه التهديدات .
سماحة السيد مقتدى .. هل سألت نفسك يوما لماذا تدعو أمريكا والسعودية النوّاب العراقيين السنّة والكرد إلى الالتحاق بمحور سائرون ؟ وهل سألت نفسك لماذا تصرّ أمريكا والسعودية على إعادة حيدر العبادي إلى رئاسة الحكومة مرة ثانية ؟ أليس هنالك ريبة في هذا الاندفاع الأمريكي السعودي لدفع النوّاب السنّة والأكراد للالتحاق بكم ؟ ألا يشكل هذا علامة استفهام لدى سماحتكم ؟ وهل تعتقد أنّ أمريكا التي عاداها أبوك الشهيد محمد محمد صادق الصدر تريد أن تكافئك على عداء أبيك لها ؟ وهل وقفت مع نفسك وسألتها لماذا يدعمنا الأمريكان والسعوديون ويهددون الآخرين بالقوة من أجل الالتحاق بنا ؟ ما الذي يريده الأمريكان من خلال دعم كتلة سائرون ؟ ( نسخة من السؤال للحزب الشيوعي العراقي ) , هل تقرأ تغريدات المسؤولين الأمريكان والسعوديين ؟ أليست إيران وسوريا ولبنان واليمن والحشد الشعبي ثمن هذا الدعم الأمريكي السعودي ؟ هل تستطيع أن تنكر هذه الحقيقة سماحة السيد ؟ وهل تستطيع أمريكا والسعودية ومن سار ويسير في فلكهما أن ينتصروا على مقاومة شعارها لبيك يا حسين ؟ .. أنا افترض أنّ طريق الحق الذي استشهد عليه أبوك رضوان الله تعالى على روحه الطاهرة لا زال يجري في عروقك , وإنّك لن ولن تسمح لأمريكا والسعودية وإسرائيل أن يمضوا بمشروعهم في العراق .. أدعوك باسم دماء أبيك وأخوتك رضوان الله عليهم أن تلتحق مع الفتح وتقطع الطريق على أعداء ديننا وبلدنا وحشدنا المقدس .

أياد السماوي
كوبنهاغن في 4 / أيلول / 2018

اترك تعليقاً