السيمر / الجمعة 23 . 11 . 2018
صادق القيم
تغيرات ايدلوجية تحكم الساحة العربية والشرق اوسطية، تغير في اسلوب الحزب الجمهوري من حاكم مباشر يدخل الحدود، الى اسلوب زرع شرطي في المنطقة مقتديا بالديمقراطيين، لكن بفكرة مطورة، اذ ان ترامب قرّر انشاء قاعدة فيدرالية في الشرق الاوسط، تحافظ على تطبيق قوانينه.
كانون الثاني هو موعد اعلان حلف الناتو العربي المدعوم اميركيا، لماذا تريد اميركا والعرب تكوين هاذا الناتو؟، ومن هم اعضاء الحلف؟،وهل هو عسكري فقط، ام حلف من طراز جديد يشمل الامور السياسية والاقتصادية؟.
الناتو العربي يتكون من مجموعة دول عربية معادية لايران او حليفة لقائد الناتو السعودية، كمصر والامارات والبحرين والاردن، ومحاولة لاستقطاب عدد من دول المنطقة كالعراق والكويت وسلطنة عمان والسودان ولبنان وقطر.
تكون حلف الناتو عندما ايقنت امريكا ان السعودية غيّر قادرة على ادارة حرب، بعد فشلها وإخفاقها الكبير في حرب اليمن، وهاذا دليل على عدم قدرتها لمواجة ايران الهدف الامريكي الجديد، لذلك تقرر انشاء حلف يضم الدول العربية وغير العربية، لشن حرب كبيره وضروس ضد ايران.
ايران تعرف مدى الخطر المحدق بها، وبدأت تعد العدة حيث وسعت نطاق حركتها، وأوصلت رسائل موجعة للمملكة ولجارتها اسرائيل، لكن هل ما فعلته ايران كان كافيا؟، ام ان الحلف سيتخذ اجراءات رد اكبر وعنيفة.
صدرت تصريحات سعودية واسرائيلية تدل على ان اسرائيل يمكن ان تكون ضمن هاذا الحلف، ومنها تصريح لامير سعودي يذكر، “ان السعودية واسرائيل في خندق واحد ضد العدو الايراني”، الذي امطرهم بالصواريخ من اليمن وغزة.
ما نتحدث عنه ونريد ان ندخل في تفاصيله ما هو موقف العراق؟، فقد تبينت مواقف الدول تقريبا كالكويت التي اقامت اتفاقية حماية مع الصين، وقطر مع تركيا وبنت علاقات مع ايران، وبقيت سلطنة عمان على الحياد كعادتها.
هناك دول ترفض ان تكون جزء من الناتو وهناك وضوح في هذه الفكرة، من خلال فتح افاق مع ايران واتفاقيات الحماية والقواعد العسكرية، التي بنيت من قبل دول اجنبية جديدة كما ذكرنا مسبقا.
اما سلطنة عمان التي تريد ان تبقى على الحياد، وتكون المستفيد الاكبر من ما سوف يجري في المنطقه، حيث كانت زيارة نتنياهو للسلطان قابوس فتح افاق معلنة، وحاول من خلال صوّره لهم ايصال فكره للجانب الايراني، ان دول الخليج تستطيع ان تصدر النفط والغاز عبر السلطنة بأتجاه بحر العرب، ومن يكون معبر اقتصاديا يكون ايضا في معزل عن النزاع في مصلحة الكل.
اما عن العراق الذي هو اكبر الخاسرين اذا ما دخل في الحلف، وذلك ان العراق يمتلك حدود برية بمسافة تتجاوز الالف كيلو متر مع ايران، فاذا اصبح جزء من الناتو سوف تكون المعركة على ارضه، واكبره ايضا اذا كان في جانب ايران وذلك ان امريكا يمكن ان تفرض حصار اقتصاديا على العراق، الذي ما زال يلملم جراح الحصار السابق الذي دام ثلاثة عشر سنه.
الحل ان نكون خارج اللعبة تماما، ولا نكون في احد الجانبين، ونحاول ان نكون نافذة اقتصادية قانونية بموافقات امريكية، ومن مجلس الامن الدولي لايران، ونلعب الدور الدبلوماسي في حلحلة الامور بين طرفي النزاع، فالعراق يقع في المنتصف وما من صاروخ قد اخطأ هدفه، محتمل ان يسقط على القصر الجمهوري في بغداد.
نلاحظ ايضا ان الحلف شمل الامور العسكرية والحربية، ودور السلطنة هو حماية الامور الاقتصادية، لما لايلعب العراق نفس الدور ويحذو حذو السلطنه؟، ويخرج من عنق الزجاجة بدّل ان يكون خاسر اكبر يكون احد الرابحين.