الرئيسية / ثقافة وادب / أجيبيني سيدة الكون

أجيبيني سيدة الكون

السيمر / الاثنين 25 . 02 . 2019

د . إبراهيم الخزعلي

سَألَتْني كَيْفَكَ أنت
فأجِبْتُ أنا حَيٌّ  
مازِلْتُ بإذْنِ الله 
لأنَّ المَوْتَ..

بَطيءٌ في الغُرْبهْ 
ومَخالِبُ ذاكَ الكابوس 
المِئَةُ،
الألْف…

في كُلِّ خَلايا القلْب  
لكِنِّي أتَشَبَّثُ فيكِ كَغَريق 
وأقاوِمُ فيك ذاكَ الكابوس 
تُمَزِّقَني مَحَطّات الغُرْبهْ 
وتَنْهَشني  
كأنْيابِ المَوتْ
روحي رحيق النخل

والقلب..

من دجلة يستسقي النبض
دُموع الحَوْراء تُبَرّء أوجاعي
وحروف السّياب تُناغيني
الحُبُّ شِراعي سَيّدتي
الحُبُّ شِراعي
شِراعي
شِراعي سَيِّدتي
ومَوْجُ البَحْرِ

عَذاب سنيني
في الغُرْبَةِ ما أخْطَرَهُ الإبْحارْ
ما أصْعَبَهُ العَوْمَ بِوَجْهِ التَيّارْ
حيتان الوَحْشَة والرّوع
تَبْتَلِعُ أشْواقي وحنيني
آهٍ سَيِّدَتي..
لا أعْرِفُ أيْنَ أنا 
لَمْ أعْرِفْ أنّي جَريح
وأنتِ جَنْبي تُداويني
عَيْناكِ سَماواتُ الرّوح
ودُموعك مَطَراَ يسقيني
فأنا يا أمّي أسألكِ
كَيْفَك أنتِ أجيبيني؟
أما زالِت نَخْلَتيَ الحُبْلى بِحنيني ؟
أما زالت ملاعِبُ حارتنا 
تَشْتاقُ لِهَرْوَلتي وضجيجي
أو تَشتاقُ لِهدوئي
أو قَهْقَهَتي 
لِبَعْضِ دموعي
بَعْضَ أنيني ؟
أجيبيني
أجيبيني
أجيبيني
أسْتَحْلِفُكِ بالقُرآنِ
الأنْجيلِ
التَوراةِ
بالأيمانِ
بالصَلواتِ
بِشهورِ الحَمْلِ التّسْعِ
بالصّبْرِ
بالآلامِ
بأصُولِ الدّينِ
أسْتَحْلِفُكِ
بالجَنَّةِ
بِالقدمين
فحليبك منه حنيني 
أجيبيني سَيِّدَة الكَون
لَوْلاكِ ما كانَتْ بِضْعَ سِنيني
يُكْفيك رُعودُ العَبَرات
وتُكْفيني…
صواعِقُ حُزْنكِ تَحْرِقُني
وغَزارة أدْمُعُكِ
تَقْتَلِعُ جُذُوري وشَراييني
وتَكْسِرُ أغصاني
وتَرْميني
أجيبيني
أجيبيني
أجيبيني
قَلْبي مِصْباحُ عَلاءُ الدّين
بَيْنَ يَدَيْكِ
قولي ما شِئتي
تَجِديني
قولي للحَرْبِ وللنار
كونا بَرداَ وسلاما
والنّخْلةُ
رَطباَ للسّائل والمِسْكينِ
قولي 
فليرجع كُلّ الغُرَباء الى الأوطان
كُلّ المَفْقودين
بَناتاَ وبَنيني
ويَعود الحَقّ للمَحْرومين
وتَسْقي دِجْلَة كُلّ الكَون
وتصبح كل الأرض

نخيلا وورودا وبساتين
والشّمْسُ لا تَغْرِبُ أبَدا
ويَنْدَحِرُ الجَلاّدون
وسماسِرَة الحَرْب
سَماسِرَةُ الأحْزاب
سَماسِرَةُ الدّين
واشباح الذبح الدموية
قولي لِكُلّ الأشْياءِ ما شِئْت
أيّتُها الجَنّةُ 
كوني عِراقاَ
أمْناَ وسلاماَ كوني
أيّتُها الجَنّة 
كوني عِراقاَ
أمْناَ وسَلاماَ كوني

28/5/2006

اترك تعليقاً