الرئيسية / مقالات / ألم يحن وقت جاستا العراقي؟

ألم يحن وقت جاستا العراقي؟

السيمر / فيينا / الخميس 25 . 04 . 2019

رحيم الخالدي

إنتهى وقت إستباحة العراق وسوريا، بفتوى أطلقتها المرجعية من على منبر الجمعة، وتمر هذه الأيام الذكرى السنوية. هذه الفتوى التي قضت على داعش التكفير، حيث إستباح داعش التكفير الدماء والأرض والنساء.. لكن وبعد يأس رأس هرم الإرهاب ومموليه من سقوط بغداد، والسيطرة على منابع النفط، وتكوين دولة خرافة على مقياسهم، غيروا توجهاتهم متيقنين أن الدور لا يمكن الإستمرار به، بإعتبار أن بلدانهم آمنة مطمئنة تعيش بسلام فأي مقياس للإنسانية هذا! اليمن اليوم تعيش حالة مأساوية تحيّر العقول، نتيجة تدخل السعودية والإمارات في دولة مجاورة آمنة.. وشعارهم المخزي الذي أطلقوه (عاصفة الحزم)، ولا ندري الحزم لمن؟ وما المقصود منه؟ أثبت السيّد عادل عبد المهدي، امكانية إدارة الدولة بشكل واضح دون ضجيج، ويمكن القول أن العراق اليوم يعيش حالة إستقرار، وإن كانت هنالك خروقات لكنها تكاد تكون نادرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهذ يدل عن الحنكة التي يتمتع بها السيّد رئيس الوزراء، لكن هنالك بطيء واضح يخص ملفات الفساد والتي ينتظرها المواطن العراقي بلهفة كبيرة، ويرغب الإسراع في محاسبة أؤلئك السراق. تسعى الحكومة السعودية جاهدة، مهرولة صوب العراق هذه المرة، بعد أن أيقنوا أنهم لا يمكنهم إنهاء الوجود العراقي، ولابد من مسح أثر داعش بهذه الطريقة المكشوفة، والتنصل من تمويله ورعايته، ولابد للمتطلع أن يرى ماذا فعلت المملكة في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد قضية خاشقجي وإغتياله بوحشية تدل على منهج هذا النظام التسلطي، في إسكات أيَّ صوت يعارض المنهج الذي تسلكه، وهو بالأصل تطبيق لنظريات محمد بن عبد الوهاب . الآثار لا يمكن إزالتها بهذه الطريقة السمجة، ولا تنطلي إلاّ على السذج المهرولين صوب الدولار، الذي غزا المنطقة وأصبح منهج إسكات الرأي العام، وما سكوت الأمم المتحدة أزاء الإعتداء على اليمن إلا إحدى الوسائل، وهذا ما إنتهجتهُ المملكة في الفترة الأخيرة، وبالخصوص ترامب ومن على شاكلته، وقانون جاستا الأمريكي الذي أفرغ ميزانية المملكة! وربي يعلم ما تم الإتفاق عليه في الغرف المظلمة والذي لم يتم كشفه للرأي العام. على الحكومة العراقية قبل الدخول بالإستثمارات وبناء ملعب لا يعوض قطرة دم عراقي بريء، أن يجبر الجانب السعودي على تعويض عوائل الشهداء، الذين سقطوا جراء المفخخات والإنتحاريين الذين أرسلتهم المملكة، وفجروا أنفسهم وسط الأبرياء وفق فتاوي لا تمت للإسلام بأي صلة، فهل ستخطوا الحكومة العراقية هذه الخطوة؟ أو هل ستقّدم عليهم شكوى في الأمم المتحدة، والمبارز الجرمية متوفرة، وخاصة إعترافات بندر بن سلطان، وهي منتشرة في مواقع التواصل في العالم؟ العراق بعدما كان محطة صراع، أصبح اليوم محطة محور يدير المنطقة ولا يمكن الإستغناء عنه، ومنه تنطلق القرارات الصائبة، في إصلاح العقول المتحجرة، التي لا تعرف لغة الإنسانية والعقل سوى البلاء والحروب، وبالخصوص السعودية والإمارات والبحرين، بإستثناء قطر التي حركت بوصلتها في الفترة الأخيرة، بعدما تدخلت بأمور دول عربية بأوامر خارجية، وأيقنت أنها وصلت لطريق مسدود .

اترك تعليقاً