السيمر / فيينا / الاحد 12 . 05 . 2019
حسن حاتم المذكور
1 ـــ هيفاء الأمين, تم حصادها في موسم التسقيط.. لم تكن مخطِئة, لكنها أخطأت بأعتذارها عن هفوة لم ترتكبها, كانت في مداخلتها مرتبكة, أرادت ان تشير الى ازدهار (كردستان!!) فقارنت معه تخلف الجنوب, ونست ان ازدهار كردستانها, جاء بثروات مسروقة من الجنوب, فوقعت في المأزق, كأحدى مشتريات مسعود البرزاني, اتفق معها, ان محافظات الجنوب متخلفة, من حيث الخدمات وحجم البطالة وكارثة اليتم والترمل, يسبقها الجهل والفقر والأنهيارات الصحية, وليس آخرها العواصف الشرقية للتخريف والشعوذات والمخدرات, وحوانيت التلوث الجنسي, والأنتشار المخيف لشرائع الموتى, ومليشيات سائبة تفترس الشوارع, لكنه (الجنوب), متحفزاً على جرف المتغيرات, الوطنية والأنسانية منذ آلاف السنين, ولا يمكن مقارنتة بمهربي أربيل, كما حاولت السيدة هيفاء.
2 ـــ هيفاء لم ترتكب خطأً او هفوة, انها اقتربت من الحقيقة في حديثها, لكن نقطة ضعفها كانت سياسية, كيسارية اسلامية التحديث, في واقع شديد التعقيد, ونست انها تحت أبط كتلة (سائرون) الأسلامية, ولا تستطيع ان تقنع أبناء الجنوب, ولا حتى حزبها ونفسها, ان لينين انبعث معمماً وماركس كان زيتوني, وعمال العالم لا ولن يتحدوا تحت خيمة الفاسدين, ولا مسعود يبيض لها “وطن حر وشعب سعيد” اتفق معها ان مجتمع الجنوب مسروقاً مخدوعاً مغيباً وبائساً, لكن من يقف خلف مقتدى الصدر خاشعاً متنافقاً, هو الأكثر افلاساً وتخلفاً, هيفاء الأمين ضحية نفسها وحزبها, وفريسة موسم حصاد السمعة, نرجو ألا تندهش, انها تحت خيمة سائرون, وعضوة في مجلس (الطراطير) متأسلمة على ارض, كفرت بفساد المتأسلمين.
3 ـــ الجنوب ليس متخلفاً بذاته, بل فَرَضت عليه التخلف, مراجع استبغلت دين الله ومذهب أهل البيت, وعبرت على ظهر الملايين وكسرته, ثم سلطت على فقرائه دافعي الخمس, من احزاب ورؤساء عشائر, والخمس حالة فساد مشرعن, كما ان الأديان والمذاهب والشرائع, خرجت من رحم السياسة والأقتصاد, لا فرق فيها بين داعش وهابي وداعش سني وداعش شيعي, جميعم يستخرجون مبررات سلطتهم وفسادهم وارهابهم من كتاب واحد, اما مقارنة مجتمع الجنوب بكردستان!!, فيجب ان تكون معكوسة, بعد ثورة تموز 1958 الوطنية, ازدهر الجنوب, بالعلم والفنون والطاقات الأبداعية, ومراكز مكافحة الأمية, والتنظيمات المهنية, والممارسات الديمقراطية, بينما الأكراد حملوا السلاح خلف مصطفى برزاني, ليقاتلوا الثورة ومشروعها الوطني, بالضد من مصالحهم الطبقية, ولا زالوا يطاردون العراق خلف مسعود برزاني.
4 ـــ احتدم الخلاف, بين مؤيد او معارض, لما قالته هيفاء الأمين, حول الجنوب رغم سطحيته, ونسى أغلبهم, انها تعود لكتلة سائرون, وان العقيد مقتدى الصدر رمزها وقائدها, موقعها هذا يجب ان لا يثير اهتمام بنات وابناء الجنوب, سواء ان تحدثت عنهم سلباً او ايجاباً, فهي على الجانب الرسمي في مواجهات الوعي, وبعد ان خرجت من ذاكرة الجنوب, عليها ان تستدير اذا ارادت التحدث حوله, على الأخوات والأخوة, واعني الوطنيين, ان يحترموا الوقت, فالواقع العراقي تغلي في قدره كل الأحتمالات, دعوا هيفاء وشأنها, فلها كتل شيعية وكردية تحميها, واهتموا بأدواركم الوطنية.
11 / 05 / 2019