الرئيسية / مقالات / جناس التصحيف في القرآن الكريم (ضبحا، صبحا) (ح 1)

جناس التصحيف في القرآن الكريم (ضبحا، صبحا) (ح 1)

فيينا / السبت 02 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن ضبحا “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا” ﴿العاديات 1﴾ “والعاديات” الخيل تعدو في الغزو وتضبح. “ضبحا” هو صوت أجوافها إذا عدت. قوله عز من قائل عن صبحا “فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا” ﴿العاديات 3﴾ الخيل تغير على العدو وقت الصبح بإغارة أصحابها.
جاء في منتديات براق عن الجناس للكاتب وسام اليمني: الجناس غير التام: ويقال له الجناس الناقص، والجناس المشبه. وهو ما اختلف فيه ركناه في واحد،أو أكثر من الشروط اﻷ‌ربعة السابقة التي يجب توافرها في الجناس التام وهي: (1) نوع الحروف (2) عددها.(3) ترتيبها. (4) هيئتها (حركاتها). وذلك مـع اختﻼ‌فهما فـي المعنى.  وهو ينقسم وفقا للتعريف السابق إلى أربعة أقسام، تحت كل منها أقسام أخرى كثيرة:اﻻ‌ختﻼ‌ف في هيئة الحروف: وقد قسم البلا‌غيون هذا القسم الى نوعين: (1) جناس تحريف. (2) جناس تصحيف.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن ضبحا “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا” ﴿العاديات 1﴾ قيل هي الخيل في الغزو تعدوفي سبيل الله عن ابن عباس وعطاء وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة والربيع قالوا أقسم الله بالخيل العادية لغزو الكفار وهي تضبح ضبحا وضبحها صوت أجوافها إذا عدت ليس بصهيل ولا حمحمة ولكنه صوت نفس وقيل هي الإبل حين ذهبت إلى غزوة بدر تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي تضبع روي ذلك عن علي عليه السلام وابن مسعود والسدي وروي أيضا أنها إبل الحاج تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى قالت صفية بنت عبد المطلب: ألا والعاديات غداة جمع * بأيديها إذا سطع الغبار.  واختلفت الروايات فيه فروي عن أبي صالح أنه قال قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة قال ابن عباس هي الخيل في القتال فقلت أنا قال علي عليه السلام هي الإبل في الحج وقلت مولاي أعلم من مولاك وفي رواية أخرى أن ابن عباس قال: هي الخيل أ لا تراه يقول “فأثرن به نقعا” فهل تثيره إلا بحوافرها وهل تضبح الإبل إنما تضبح الخيل قال علي عليه السلام ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلا فرس أبلق للمقداد بن الأسود وفي رواية أخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال بينما أنا في الحجرة جالس إذ أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحا فقلت له الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني وذهب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن العاديات ضبحا فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال الخيل حين تغير في سبيل الله قال فاذهب فادعه لي فلما وقف على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام بدر وما كانت معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون العاديات الخيل بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى قال ابن عباس فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علي عليه السلام. قوله عز من قائل عن صبحا “فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا” ﴿العاديات 3﴾ يريد الخيل تغير بفرسانها على العدو وقت الصبح وإنما ذكر وقت الصبح لأنهم كانوا يسيرون إلى العدو ليلا فيأتونهم صبحا هذا قول الأكثرين وقيل يريد الإبل ترتفع بركبانها يوم النحر من جمع إلى منى والسنة أن لا ترتفع بركبانها حتى تصيح والإغارة سرعة السير ومنه قولهم (أشرق ثبير كيما نغير) عن محمد بن كعب “فأثرن به نقعا” يقال ثار الغبار والدخان وأثرته أي هيجته والهاء في به عائد إلى معلوم يعني بالمكان أو بالوادي المعنى فهيجن بمكان عدوهن غبارا.
جاء في موقع اسلام ويب عن المحسنات اللفظية في القرآن الكريم: يُقصد بـ (المحسنات) ما بها تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال، ورعاية وضوح الدلالة بخلوها عن التعقيد المعنوي. والمحسنات البديعية ضربان: معنوي يرجع إلى تحسين المعنى أولاً وبالذات، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضاً. وضرب لفظي يرجع إلى تحسين اللفظ أصلاً، وإن تبع ذلك تحسين المعنى، لأن المعنى (إن) عُبِّر عنه بلفظ حسن، استتبع ذلك زيادة في تحسين المعنى. في مقال سابق تحدثنا عن المحسنات المعنوية، ونتحدث في هذا المقال على المحسنات اللفظية، والتي تشمل: الجناس، وائتلاف اللفظ مع المعنى، والإيجاز، والإرداف، والتمثيل. والبداية مع الجناس. أولاً: الجناس: عُرف الجناس بتعريفات عدة، حاصلها أنه تشابه اللفظين مبنى، واختلافهما معنى، فـ (البَيْن) هو الفراق، وهو الوصل أيضاً، و(الجَوْن) الأبيض، وهو الأسود أيضاً، و(الصارخ) هو المغيث، وهو والمستغيث أيضاً، و(الصريم) الليل المظلم، وهو الصبح أيضاً، و(غَبَر) الشيء بقي، وهو مضى أيضاً، و(القَرء) الطهر، وهو الحيض أيضاً، و(الناهل) العطشان، والريان أيضاً، و(وراء) بمعنى خلف، وقد يكون بمعنى قُدَّام. وأسلوب الجناس في القرآن كثير، وهو أنواع، ومن أمثلته الآتي: قوله تعالى: “ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة” (الروم 55) فقد تضمنت الآية جناساً، لاختلاف معنى اللفظين، إذ “الساعة” الأولى: القيامة، والثانية: المراد بها اللحظة من الزمن. ويسمى عند البلاغيين الجناس التام. – قوله سبحانه: “والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين” (الشعراء 80) فالجناس بين: يسقين ويشفين. وهذا من الجناس المصحَّف، وضابطه أن تختلف الحروف في النقط. – ومنه قوله عز وجل: “ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فانظر كيف كان عاقبة المنذرين” (الصافات 73) فالجناس بين منذرِين ومنذرَين. وهذا من الجناس المحرَّف. وضابطه أن يقع الاختلاف في الحركات. – وقد اجتمع الجناس المحرف والمصحَّف في قوله تعالى: “وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا” (الكهف 104).

*****

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة

الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك

فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً