فيينا / السبت 02 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله جل جلاله “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ” (العنكبوت 14) “ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه” وعمره أربعون سنة أو أكثر “فلبس فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً” يدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه “فأخذهم الطوفان” أي الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا “وهم ظالمون” مشركون. وعن معاني القرآن الكريم: فقوله تعالى: “وحرمنا عليه المراضع” (القصص 12)، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك: “وحرام على قرية أهلكناها” (الأنبياء 95)، وقوله تعالى: “فإنها محرمة عليهم أربعين سنة” (المائدة 26)، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي.
اليوم الذي فيه الليل والنهار هو اليوم الدنيوي، وهنالك ايام ذكرت في القرآن الكريم تختلف عن ايام الارض كما قال الله تعالى “وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ” (الحج 47)، و”تَعْرُجُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍۢ” (المعارج 4). جاء في موقع سماحة العلامة السيد منير الخباز في حديث القران عن ولادة الكون: لفظ اليوم اُسْتُعْمِل في القرآن الكريم بعدة معانٍ: المعنى الأول: النهار، كما في قوله تعالى: “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا” (الحاقة 7). المعنى الثاني: مجموع الليل والنهار، كما في قوله تعالى: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ” (البقرة 203). المعنى الثالث: ما يقارب ألف سنة، كما في قوله تعالى: “وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ” (الحج 47). المعنى الرابع: خمسون ألف سنة، كما في قوله تعالى: “تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ” (المعارج 4). المعنى الخامس: الحالة، كما في قوله تعالى: “وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ” (النحل 80)، أي حال ظعنكم، وحال إقامتكم. المعنى السادس: مطلق الفترة الزمنية، كما في قوله تعالى: “فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ” (يوسف 54)، أي في هذه الفترة، أو قوله جل وعلا: “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” (ال عمران 140)، أي تلك الأزمنة نداولها بين الناس. جاءت كلمة “الروح” في القرآن الكريم بصور شتى، فتارة تأتي مجرّدة عن أيّة قرينة، و غالبا ما تأتي في قبال الملائكة، كقوله تعالى: في الآية (4) من سورة المعارج: “تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ” (المعارج 4).
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة 28) لما تقدم النهي عن ولاية المشركين، أزال سبحانه ولايتهم عن المسجد الحرام، وحظر عليهم دخوله، فقال: “يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس” معناه: إن الكافرين أنجاس، “فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا” (التوبة 28) أي: فامنعوهم عن المسجد الحرام. قيل: المراد به منعهم من دخول الحرم، عن عطا قال: والحرم كله مسجد وقبلة، والعام الذي أشار إليه هو سنة تسع، الذي نادى فيه علي عليه السلام بالبراءة، وقال: لا يحجن بعد هذا العام مشرك. وقيل: المراد به منعهم من دخول المسجد الحرام على طريق الولاية للموسم والعمرة. وقيل: منعوا من الدخول أصلا في المسجد، ومنعوا من حضور الموسم، ودخول الحرم، عن الجبائي. واختلف في نجاسة الكافر، فقال قوم من الفقهاء: إن الكافر نجس العين، وظاهر الآية يدل على ذلك. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب: امنعوا اليهود والنصارى من دخول مساجد المسلمين، وأتبع نهيه قول الله تعالى: “إنما المشركون نجس” الآية. وعن الحسن قال: لا تصافحوا المشركين، فمن صافحهم فليتوضأ. وهذا يوافق ما ذهب إليه أصحابنا من أن من صافح الكافر، ويده رطبة، وجب أن يغسل يده، وإن كانت أيديهما يابستين مسحهما بالحائط. وقال آخرون: إنما سماهم الله نجسا لخبث اعتقادهم، وأفعالهم، وأقوالهم، وأجازوا للذمي دخول المساجد قالوا: إنما يمنعون من دخول مكة للحج. قال قتادة: سماهم نجسا لأنهم يجنبون، ولا يغتسلون، ويحدثون ولا يتوضؤون، فمنعوا من دخول المسجد، لأن الجنب لا يجوز له دخول المسجد. “وإن خفتم عيلة” أي: فقرا وحاجة، وكانوا قد خافوا انقطاع المتاجر بمنع المشركين عن دخول الحرم “فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء” أي: فسوف يغنيكم الله من جهة أخرى إن شاء أن يغنيكم، بأن يرغب الناس من أهل الآفاق في حمل الميرة إليكم، رحمة منه، ونعمة عليكم. قال مقاتل: أسلم أهل نجدة، وصنعاء وجرش، من اليمن، وحملوا الطعام إلى مكة على ظهور الإبل والدواب، وكفاهم الله تعالى ما كانوا يتخوفون. وقيل: معناه يغنيكم بالجزية المأخوذة من أهل الكتاب. وقيل: بالمطر والنبات. وقيل: بإباحة الغنائم. وإذا سئل عن معنى المشيئة في قوله: “إن شاء”، فالقول فيه: إن الله تعالى قد علم أن منهم من يبقى إلى وقت فتح البلاد، واغتنام أموال الأكاسرة، فيستغني، ومنهم من لا يبقى إلى ذلك الوقت، فلهذا علقه بالمشيئة. وقيل: إنما علقه بالمشيئة ليرغب الانسان إلى الله تعالى في طلب الغنى منه، وليعلم أن الغنى لا يكون بالاجتهاد. “إن الله عليم” بالمصالح، وتدبير العباد، وبكل شيء “حكيم” فيما يأمر، وينهي.
تجربة نوح عليه السلام الذي استمر به العمر قروناً متمادية ينذر قومه، ولكن كانت النتيجة هي عذاب الطوفان الذي أصابهم كما يعبّر عن ذلك القرآن الكريم”وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ” (العنكبوت 14). جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: (طوف)”الطوفان” (العنكبوت 14) سيل عظيم. (وزع) “أوزعني” (النمل 19) (الأحقاف 15) أي إلهمني، يقال: فلان موزع بكذا، ومولع بكذا، ومغري به. قوله عز وعلا “تعرج الملائكة والروح إليه” (المعارج 4) أي إلى عرشه ومهبط أوامره.
وقد احتج نفر من صغر الامام الجواد عليه السلام عندما أشار أباه الرضا عليه السلام الى ولده الصبي بالامامة. ورُوي أنّ الإمام الرضا عليه السّلام قال لعليّ بن أسباط: يا عليّ، إنّ الله احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ في النبوّة، فقال”وآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبِيّاً” (مريم 12)، وقال”ولمّا بَلَغَ أشُدَّه” (يوسف 22)،”وبَلَغَ أربعينَ سَنة ” (الاحقاف 15)، فقد يجوز أن يُؤتى الحُكم صبيّاً، ويجوز أن يُعطاها وهو ابن أربعين سنة. أي أنّ الاصطفاء الإلهيّ اصطفاءٌ طليق لا يخضع لاعتبارات السنّ والعمر، بل يرتبط بالمضمون الإلهيّ في داخل من يصطفيه الله تعالى ويختاره. وجاء في وراية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تُر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا” (الاحقاف 15). يقول الدكتور فاضل السامرائى: في قوله تعالى “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا” (الأحقاف 15) الحمل والوضع ثقيل شاق على نفس الأم، وأي إنسان لا يريد المشقة لنفسه أصلاً. الكُره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل.
جاء في موقع موضوع عن ما هو الفرق بين السنة والعام؟: الفرق بين السنة والعام العام والسنة تعبران عن الفترة الزمنية التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس دورةً كاملةً، لمدة 365 يوم تقريباً أو 12 شهراً، قبل أن تبدأ دورةً جديدةً، وتعتبر كلمتا العام والسنة من المترادفات في اللغة العربية، حيث يمثل كلاهما نفس العدد من الأيام والشهور والفصول، إلا أنّ الاختلاف بينهما ظهر في مواضع استخدامهما في القرآن الكريم. الفرق من حيث المعنى يوجد العديد من المعاني ومنها ما يلي: السنة كلمة مفردة مؤنثة، جمعها سنين أو سنوات، وتدل على الشدة، والجدب، والشر، والقحط، بدليل وصف العرب للشدة بقولهم، أصابت البلدة سنة. العام كلمة مفردة مذكرة، جمعها أعوام، وتدل على الرخاء، والراحة والخير، والرفاهية. تستخدم كلمة السنة بشكل أساسي، كوحدة قياس للتعبير عن عمر الإنسان، والتاريخ، والفترات الزمنية، بينما تستخدم كلمة العام، للإشارة إلى السنوات الاستثنائية في المواضع المتعلّقة بالتخصيص والترتيب، والعام أخصّ من السنة، فكلّ عام سنة، وليست كلّ سنة عاماً، كما يرى أهل العلم أنّ العام لا يكون إلا شتاءً أو صيفاً، أمّا السنة فمن أيّ يوم عددته إلى مثله.
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك