السيمر / فيينا / الجمعة 05 . 07 . 2019
اياد السماوي
خميس الخنجر رئيس تحالف المشروع العربي أسم أشهر من نار على علم , لا أحد في العراق لا يعرف السيد خميس الخنجر ودوره في الأحداث السياسية قبل وبعد سيطرة داعش على محافظات الغرب العراقي .. وهذا المقال ليس لمحاكمة دور السيد خميس الخنجر في الأحداث الدامية التي مرّ بها العراق ولا لمهاجمته شخصيا .. بل هو مجرد كلمة حق في زمن ضاع فيه الحق وقلّ فيه الوفاء والشرف السياسي .. صحيح أنّ عالم السياسة هو عالم المصالح ولا مكان فيه للصداقات والعداوات الدائمة , وصحيح أنّ ألأخلاق في السياسة نسبية .. لكن ليس لهذا المستوى المنحدر من اللا أخلاق .. لم أكن متفاعلا مع المبررات التي ساقها قادة كتلة البناء في ضم تحالف السيد خميس الخنجر إلى كتلة البناء , وكنت أعتبر ضم الخنجر إلى كتلة البناء والجلوس معه على طاولة واحدة هو تنّكر وعدم وفاء لدماء شهداء الشعب العراقي الذين سقطوا بسبب أموال السيد الخنجر التي موّلت منصات الفتنة الطائفية .. وكلّنا نعلم الدور الذي لعبته هذه المنّصات اللعينة في تهيأة الأجواء لداعش وسيطرتها على محافظات الغرب العراقي , ولكن حين انضمّ السيد الخنجر إلى كتلة البناء وجلس مع قادته الثلاثة الكبار وزارهم في بيوتهم قبل الظهور في اجتماع البناء الشهير الذي نقلته وسائل الإعلام إلى الشعب العراقي .. بات لزاما على قادة كتلة البناء أن يتعاملوا مع السيد الخنجر كونه أحد أركان تحالف البناء .. أنا شخصيا كنت متألما جدا ولكنّي قبلت مبررات تحالف البناء على مضض بالرغم من عدم قناعتي الشخصية بها , وحدّثت نفسي حينها أنّ الضرورات تبيح المحظورات , وإذا كان الظرف السياسي يوجب ضم السيد الخنجر إلى العملية السياسية , فليكن ذلك ما دام يصبّ في النهاية بمصلحة إرساء الأمن والاستقرار في البلد .. وكوني شيوعيا سابقا فقد وقّع الحزب الشيوعي العراق عام 1973 ميثاق الجهة الوطنية مع حزب البعث الفاشي الذي أباد الشيوعيين بعد انقلاب شباط الاسود عام 1963 , وتناسى الشيوعيين دماء شهداء الحزب سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد حسين أبو العيس ومئات الشهداء وتناسوا كذلك جرائم الحرس اللا قومي ضدّ الشيوعيين وأصدقائهم .. وحين تشّكلّت الحكومة الجديدة برئاسة السيد عادل عبد المهدي وتمّ توزيع الكعكة بين الإصلاح والبناء كانت كعكة التربية بموجب هذا التوزيع من حصة تحالف السيد خميس الخنجر , وكان من المفترض أن يفي تحالف البناء بالتزاماته وتعهداته التي بموجبها انضمّ السيد الخنجر إلى التحالف , هذا الانضمام الذي رجحّ كفة البناء كونه الكتلة الأكبر , على الأقل لإعطاء مصداقية للتبريرات التي ساقها قادة التحالف للرأي العام العراقي حين قرروا ضمّ الخنجر إلى التحالف , وكان من المفترض أن يصوّت أعضاء تحالف البناء من الشيعة على مرّشح السيد الخنجر لوزارة النربية , وأن لا ينساقوا وراء الخلاف الذي يقوده السيد محمد الحلبوسي ضدّ السيد خميس الخنجر , فلا شأن لنا نحن الشيعة بهذا الخلاف المتفّجر بين الجانبين , كم إنّ السنّة لا شأن لهم بالخلاق بين التيار الصدري ودولة القانون .. اليوم قرأت تصريحا للسيد عزّت الشابندر مفاده أنّ السيد خميس الخنجر سيتنازل خلال الساعات القادمة عن مرّشحه لوزارة التربية ويرّشح مرّشحا من الشيعة من كتلة البناء .. وبغض النظر عن صحة هذا الخبر , فإن تنّكر تحالف البناء لتعهداته التي تعهدّ بها للسيد خميس الخنجر قد أثبت أنّه تحالف تنقصه الكثير من الأخلاق السياسية , خصوصا بعد أن تأكدّ لي زيارة السيد خميس الخنجر للقادة الثلاثة الكبار في تحالف البناء في بيوتهم قبل الإعلان عن ولادة تحالف البناء .. وعلى العكس من ذلك فقد أثبت السيد الخنجر أنّه أكثر شرفا في السياسة من أغلب قادة البناء …