السيمر / فيينا / الاحد 21 . 07 . 2019
د . صالح الطائي
بعد ستة عشر عاما من الاستعمار الخفي تحت حجج تحرير العراق، وبعد أن عجزت القاعدة وداعش والتحريض الطائفي عن شل قدرات العراق كليا وتحويله إلى مجرد خرقة تستخدم لمسح ارضيات إسرائيل وأذنابها من دعاة الفرقة والطائفية، أمريكا تعلن استلام مقاليد الحكم في العراق رسميا وعلنا، وسيكون ذلك بموجب القانون، أقصد قانون H.R. 4591 الذي جاء ليعيد لسمعة إسرائيل هيبتها في العراق بعد أن تبنت التنظيمات العراقية، وتبنى الحشد الشعبي سياسة الوقوف بوجه التطبيع مع العدو الإسرائيلي. جاء سن هذا القانون ليتقصد تحديدا إيران وكل ما ينسب إليها ويمت إليها بصلة، وأضع خطين أحمرين تحت (كل ما يمت إليها بصلة) للتوضيح، بما في ذلك بعض فرق الحشد الشعبي التي تطلق عليها أمريكا وأعوانها في المنطقة والعراق اسم (الميليشيات)، وهذا ما يفهم من تغريدة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على حسابها بموقع “تويتر”، مساء الثلاثاء: (إن المجلس مرر مشروع قانون يهدف إلى التصدي لمحاولات إيران زعزعة الاستقرار في العراق). وما يتضح أيضا من قول أحد الذين أسهموا في تعديل هذا القانون بعد أن أضاف إليه أسماء حركات عراقية هي لواء “الفاطميون” ولواء “الزينبيون”، بعد أن كان مشروع القانون مقتصرا على “عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء”، التي يدعون بأنها ترتبط بصلة وطيدة بمليشيا “حزب الله” اللبناني. هذا الشخص هو “جو ويلسون” عضو الكونجرس الأمريكي عن المقاطعة الثانية بولاية كارولاينا الجنوبية؛ الذي قال في بيانه: “لا بد من توفر استراتيجية شاملة لمكافحة النفوذ الإيراني المدمر في المنطقة. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات على منظمات إرهابية محددة في العراق وسوريا تدعمها إيران”. يذكر أن قانون H.R. 4591 سن ليعطي للرئيس ترامب والحكومة الأمريكية صلاحية فرض عقوبات مشددة على كل من يزعمون أنه يتسبب بزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن في العراق، وهذا ما يتضح مما جاء في تقرير “معهد راند بول” الأميركي من أن القانون الجديد يدعو الرئيس الامريكي الى فرض عقوبات على اي اجنبي ينوي بشكل متعمد ارتكاب عمل من اعمال العنف له غرض او تأثير مباشر على تهديد السلام والاستقرار في العراق او حكومة العراق وتقويض العملية الديمقراطية في العراق او تقويض الجهود الكبيرة لتعزيز البناء الاقتصادي والاصلاح السياسي أو تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب العراقي. والغريب في الموضوع أن هذا القانون وفقا لما جاء في تقرير معهد راند بول يتضمن دعوة للعمل من شأنها المساعدة في الدفع باتجاه تصعيد مشروع امريكا لزعزعة الاستقرار في ايران، ويمكنه استخدام ادعاءات التدخل الإيراني في العراق لبناء قضية التدخل الشامل في إيران للقيام بعملية عسكرية. وهذا يعني بالقلم العريض أن أمريكا هي أكبر من يهدد استقرار المنطقة واستقرار العراق بعد ان دمرته، وشلت حركته، وسلطت عليه إمعات ودمى يحكمونه، وأن كل من يقف بجانبها في تطبيق هذا القانون هو خائن خيانة عظمى!