السيمر / فيينا / الاثنين 26 . 08 . 2019
حيدر ابراهيم علي / السودان
انفعلت مع المندوب الاثيوبي الذي كان يغالب دموع الفرح وهو يتلو بيان الاتفاق السياسي المبدئي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وقلت في نفسي هؤلاء هم الاشقاء الحقيقيون والذين يفرحون لفرحنا مثلنا وأكثر من فرحنا نحن بينما اخرون يتحدثون كثيرا عن الاشقاء السودانيين ولكن ينطبق عليهم المثل العامي ” حلو لسان وقليل إحسان ” الاثيوبيون صادقون في مشاعرهم تجاهنا وللسوداني مكانة عالية ومحترمة لا يجدها بين “الاشقاء” العرب وقد أثبتت الهجرة إلي البلدان العربية والاغتراب مكانة السوداني لدي العرب رغم ماقدمه لتلك البلاد ، صحيح هوعمل مدفوع الاجر ولكننا تميزنا بالامانة والصدق والمودة وعدم الفردانية مقارنة بالاخرين .
لم تظهر أي عاصمة عربية اهتمامها بما يحدث في السودان ولم يحظ الشأن السوداني بمايستحقه من متابعة وتحليل موضوعي ولا أقول مساندة أو دعم معنوي وتشجيع من وسائل الإعلام العربي ماعدا الاهتمام المتأخر من قناة الجزيرة مباشر وهذا سببه النزاع الخليجي – الخليجي ونكايةبدولة الامارات والسعودية ، وتحريضي لتغيير دور النظام السوداني في التحالف العربي في حرب اليمن بالتحديد .ولاسباب صحية خاصة بالنظر كان علي الاستماع أكثر من النظر والقرأءة ولذلك تابعت إذاعة “صوت العرب ” بانتظام وقد صدمت للتجاهل التام لاخبار الانتفاضة الشعبية في السودان وكانت الاذاعة تظهر أخبار المظاهرات في البرازيل وتقدمها بالتفصيل مهملة للسودان وهو علي بعد مرمى حجر منها . وكان هذا تعبيرا حقيقيا من موقف الاشقاء العرب وتكشف تعاملهم مع السودان والسودانيين .
يضحي التحالف العربي بالجنود السودانيين بينما يكتفون بالقصف من الجو، والمشاة هم السودانيون الذين يموتون بالعشرات ولا يعلن حتى عن اسمائهم فهم مجرد أرقام قد تعلن أو لا تعلن ! وللمفارقة للسودانيين علاقة خاصة جدا مع اليمنيين، فعرفناهم كأشقاء حقيقيين وغنى عنهم الازيرق ” في الهوي صرت يماني” ولكن نظام الأخوان المسلمين باع تلك العلاقة بحفنة من الدولارات .حرب اليمن تمثل عار لنا ، ولهم الحق في وصفنا بالمرتزقه .
لقد عذرت في بعض الأحيان “الاشقاء العرب ” فقد كانوا مشغولين بصفقة القرن ولقاء البحرين للتطبيع الاقتصادي مع الكيان الصهيوني أما جامعة الدول العربية فحدث ولاحرج لم تقدم أي مبادرة أو مقترح مهما كان مضمونه ومن ناحية أخرى لا نريد ان نمجد مواقف بعض اليساريين والتقدميين باصدار بيانات تضامن مع الشعب السوداني .
لازمني أثناء متابعة الموقف العروبي فكرة كنا نناقشها مع الصديق المرحوم محمد ابوالقاسم حاج حمد عن ” كونفدرالية القرن الافريقي ” وهي فكرة بعث وإحياء علاقة السودان بمحيطه الافريقي لتكون قائمة على المصالح المشتركة وتستفيد من مكانة السودان لدي دول هذه المنطقة من القارة وبالتالي الدور الذ يمكن يلعبه السودان في مثل هذا المحور والذي سيكون بالتاكيد دورا قياديا ليتعامل مع السودانيين كأنداد واستثناء من الدرجة الاولي . ولكن هذا الأمر يتطلب تنازلا عن أسطورةالنسب العباسي العروبي والتأكيدأننا سودانيون وكفي .
التغيير السودانية