أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / نعم للسوداني للأسباب التالية ..

نعم للسوداني للأسباب التالية ..

السيمر / فيينا / السبت 14 . 12 . 2019

أياد السماوي

كنّا ولا نزال نعتقد أنّ ما حصل في العراق منذ الأول من تشرين الأول وحتى حادثة ساحة الوثبة المفجعة , هو ثورة شعب خرج إلى الشارع مطالبا بتغيير النظام السياسي القائم الفاسد , وكنّا ولا نزال نعتقد أنّ هذه الثورة قد استكملت مقوماتها وأسباب ديمومتها واستمرارها , وقد وقف الشعب بأسره مع مطالب الثوار أصحاب الصدور العارية المشروعة والعادلة , وفي مقدمة من وقف وساند وحمى هذه الثورة هي المرجعية الدينية العليا , بسبب مشروعيتها وعدالة أهدافها في الخلاص والتحرر من نظام المحاصصات السياسية والقومية والطائفية .. وفي المقابل كنّا نرى بأم أعيننا أنّ قوى وأجندات شيطانية مرتبطة بأجهزة مخابرات دولية وإقليمية قد اخترقت طولا وعرضا هذه الثورة وأصبحت توجهها صوب القتل والتدمير والفوضى الشاملة , مستّغلّة وقوف ودعم ومباركة المرجعية الدينية العليا والقوى الوطنية المخلصة لهذه الثورة .. وهذا ما حذرّت منه المرجعية الدينية العليا في خطبها الأخيرة .. حيث اتجهت المجاميع الشريرة المدفوعة من سفارات أمريكا والسعودية والإمارات في العراق إلى تدمير الممتلكات العامة والخاصة وقتل الناس الأبرياء في الشوارع والتمثيل بجثثهم من أجل دفع البلد إلى حالة الفوضى الشاملة , لتكون ذريعة للتدّخل الدولي وفرض نوع من الوصاية الدولية على العراق , أو لدفع أمريكا للقيام بانقلاب عسكري تحت ذريعة حماية الشعب العراقي وإنهاء الفوضى .. وما حصل في الأيام الأخيرة من أحداث مؤلمة والتي توّجت بحادثة ساحة الوثبة المفجعة , ما هو إلا دليل على هذا التوّجة الشيطاني ..

إنّ المرجعية الدينية العليا والقوى الوطنية المخلصة التي ساندت ودعمت ووقفت مع الثورة في مطالبها العادلة , ترفض رفضا قاطعا ما يحصل الآن في البلد من قتل وتدمير وحرق للمتلكات العامة والخاصة , وتدعو الجميع العودة إلى الدولة وسيادة القانون , والاستمرار بالمطالب المشروعة والعادلة , وقطع الطريق على كلّ من يريد السوء ببلدنا وشعبنا , والقبول بتشكيل حكومة انتقالية تأخذ على عاتقها تحقيق ما يصبو إليه الشعب العراقي من إصلاح وتغيير في بنية النظام السياسي القائم وإعادة بناء المؤسسات الديمقراطية من جديد على أسس جديدة بعيدة كل البعد عن نظام المحاصصات .. ويوم أمس أعلن في بغداد عن ترشيح السيد محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الانتقالية القادمة في هذا الوقت الحرج والعصيب الذي يمر به البلد من حالة فوضى واختلاف .. وبحكم معرفتي القريبة جدا من السيد محمد شياع السوداني .. أقول نعم للسوداني للأسباب التالية :

أولا – أن السيد محمد شياع السوداني لا يتمتع بالخلق الرفيع والأمانة والصدق فحسب , بل هو رجل مخلص ونزيه وكفوء وصدوق ويخاف الله سبحانه وتعالى .

ثانيا – أن السيد السوداني يتمّتع بخبرة إدارية لا يملكها أحدا غيره من المرّشحين لتبوء هذا المنصب الحساس .

ثالثا – إنّ السوداني رجل نزيه ومخلص ولم تسجّل عليه أي مخالفة للقوانين أو وجهت له تهمة أو شبهة بفساد خلال مسيرته في العمل مؤسسات الدولة المختلفة ..

رابعا – إنّ السيد السوداني نفسه من أشد دعاة الإصلاح والتغيير , وقد عبر لي منذ أكثر من سنة عن عزمه لإعلان استقالته في حزب الدعوة تنظيم العراق ومن ائتلاف دولة القانون , والله على ما أقول شهيد .

خامسا – إنّ الوضع الأمني المتدهور والخطير والفوضى العارمة التي يشهدها البلد , تتكلّب الإسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية والتي ستتحمّل أعباء المرحلة الانتقالية القادمة .

سادسا – إنّ ما يميّز السيد السوداني عن غيره من المرّشحين لهذا المنصب , أنّه من عراقي الداخل ومن أبناء جنوب العراق المسحوق وعاش حياته كلّها كما عاشها أبناء الجنوب المسحقوين .

سابعا – السيد السوداني ينحدر من عائلة قارعت نظام البعث المجرم وهو أبن شهيد وخمسة شهداء من عائلته .

وبمجرد أن أعلن عن ترشيح السيد محمد شياع السوداني لقيادة الحكومة الانتقالية , حتى انبرت تلك القوى الشريرة التي تدفع بالاوضاع في البلد إلى الفوضى والتي ركبت موجة تظاهرات الشعب ضد الفساد , إلى إعلان رفضها له ليس لسبب منطقي سوى كونه منتميا لحزب الدعوة تنظيم العراق , بالرغم من إعلان استقالته من الحزب .. إنّ كلّ الوطنيين والغيارى والحريصين على مستقبل هذا البلد وانتشاله من هذه الفوضى , قد سارع لإعلان تأييد اختياره باعتباره الأكفأ والنزه والأقدر على قيادة البلد في هذا الظرف العصيب .. وبالنسبة لي باعتباري أحد الكتّاب الذين وقفوا مع الثورة من اليوم الاول لانطلاقتها المباركة .. أدعوا كلّ أبناء الشعب العراقي الساعين للخلاص والتغيير وكلّ منصف وغيور على مصلحة هذا البلد , أن يقف ويدعم ويساند ترشيح السيد محمد شياع السوداني والالتفاف حوله لانتشال البلد من هذه الفوضى العارمة وتحقيق مطالب الشعب في الخلاص من الفساد والفقر والبطالة , وتحقيق الرفاه والنمو الاقتصادي لبلدنا وشعبنا .. أيها العراقيون الغيارى أن السيد السوداني هو خير من اؤتمن لهذه المهمة الشاقة .. فعلينا أن نضع مصلحة بلدنا وشعبنا فوق مصالح الجميع .. وما التوفيق إلا من عند الله العلي العظيم ..

في 14 / 12 / 2019

اترك تعليقاً