الرئيسية / مقالات / وحي الصدور 53

وحي الصدور 53

السيمر / الثلاثاء 09 . 02 . 2016

معمر حبار / الجزائر

أقصى الخير.. قرأنا مغرب اليوم الراتب، فاستقوفني قوله تعالى ” وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ”، يس – الآية 20 . فصاحب الخير يسعى سعيا لكل خير ولو كان في أقصى المدينة. فلا ينتظر المرء أن يدعى لإقامة الخير ونشره، فإن ذلك أقل درجة من السعي الحثيث إليه.
طلب المساعدة.. قال تعالى وهو يتحدث عن سيّدنا ذي القرنين، “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا “الكهف – الآية 95 .
سيّدنا ذي القرنين ورغم القوة التي رزق إياها، إلا أنه طلب المساعدة في التغلب على يأجوج ومأجوج. إذن طلب المساعدة ممن هو أهل لها لايعيب الرجال، بل يزينهم إن لم يستطيعوا القيام به لمفردهم.
سماحة القرآن.. جاء في كتاب “الرموز الفقهية في الأحكام الشرعية”، للإمام الفقيه الاستاذ احمد فواتيح​، صفحة 12، أن عدد مرات ذكر سادتنا أولو العزم في القرآن الكريم..
موسى عليه السلام 136 مرة.
إبراهيم عليه السلام 62 مرة.
نوح عليه السلام 43 مرة.
عيسى عليه السلام 25 مرة.
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 04 مرات..
أقول.. هذا من سماحة القرآن الكريم. ينزل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يذكر إلا 04 مرات، ويفوقه موسى عليه السلام الذي أرسل لبني إسرائيل، من حيث عدد المرات بـ34 مرة.
مؤمن ومصلح.. قرأ إمام صلاة الفجر، قوله تعالى..
سرعة الإصلاح.. قال تعالى.. “وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، الحجرات – الآية 9..
الاقتتال بين الأخوة المؤمنين وارد.
والسرعة في الإصلاح مطلوبة ومقدمة على غيرها.
ولا يكون المؤمن مؤمنا، إلا إذا أصلح وكان عادلا ومقسطا.
يظل الإصلاح قائما، أثناء الاقتتال وبعده.

اترك تعليقاً