السيمر / الثلاثاء 16 . 02 . 2016
عمار الحر
حَجَرُ حجرُ
تربّع حب علي في قلبه
حتى أضحى قصرُ
وصار له في صوته في خطواته
في أنفاسه من ذاك الحب
أعظم أثر
قالوا له: رأسك أم قصر
في قلبك بعناهُ
وخذ ما شئت من الدُرَرُ
أجاب بأيمان تجلّى
في أبهى صُوَر
: والله لن ابيع أبا حسن
لو كانت دنانيركم شمس
و سيوفكم في وجهي
قمر
هيهات أبيع كنوز الأيمان
بدنانير الكفر
أو أخاف على رأس إن
يبقى بعد اليوم سنيناً
سيحين له موعد للسفرُ
أيكون زادي يومها
بعلي غدرُ؟
وكيف أحيا وعليٌ
في رأسي في قلبي في جسدي
هيهات أخونُ
فحب علي لي قدرُ
فأكتب يا تأريخ الدهرُ
انساناً
كسّر بصلابة موقفه
كل سيوف الكفر
هُدمت معالم كل جوارحه
ولم يُهدم في قلبه لعلي
قصر
أنّه ابن عدي
حجرُ
نهرٌ يسقي نهرُ
كل الشهداء من حضن
محمد (ص)
وعلي وحسين أبطال
مرّوا
لكن لم يشبه حِجرٌ
غير النمرُ
فجرٌ من حب علي
يولدُ من غُرّته بحب
حسين نمرُ
أه يا نمرُ!
ياغصّة في قلب
الحُرّ
عريّت بموتك كل أبواق
الثورة
وكل ثوار الأبواق
ها نحن مازلنا ندفن ابطالاً
من أجل كرامتنا ماتوا
نُأبّنهم بالشجب والبتنديد
وبالشعرُ
كنت أظنّ .. حين وقفتَ وحيداً
ومت وحيداً
(أقسم أنك مقطوع اللسان ذُبحت
مفقوء العين دُفنت
كبدك ككبد حسين
أضناه العطش وأجمره الحَرّ)
كنت أظنّ
أن هدم عرش الجلادين
هو أول غيض من فيض
الثأر
ولن تُبقي جموع محبّيك
بعد رحيلك
لآل سعود حَجرُ على حَجرُ
آه يانمرُ
مازلنا نداري جبناً فينا
بأسم الوحدة والمنطق والعقل
خيباتنا نجترّوا
كأنّك ماكنت حسيناً
حين وقفت بوجه الطاغوت
وما كنت ابن عدي
حجرُ!
عش قرير العين فموتك
طول عمرُ
في جنان الله مخلّد
وذكرك في الثائرين
نصر وفخر
ستبقى كوابيس ليل الطغاة
وفي خاصرة البغي
ستظل الخنجر
فدع الحياة.. فهي مع الجبناء
برم ٌو وظلمة قبر
ومع الطغات ذل وقهرُ
وكن نهراً يسقي نهرُ
نهرُ
حتى ظهور البحر!