المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 21 . 03 . 2016 — الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يستبعد أن تعمد إسرائيل إلى شن عدوان في المدى المنظور على لبنان، مشيراً إلى أنها لا تقدم على حرب من دون موافقة أميركية لكنه أبقى على احتمال “أن يكون هناك حمقى”.
استبعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تعمد إسرائيل إلى شن عدوان في المدى المنظور على لبنان، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تقدم على حرب من دون موافقة أميركية. وقال: “أستبعد شن أي حرب إسرائيلية على لبنان لكن نُبقي احتمال أن يكون هناك حمقى”.
السيد نصرالله اعتبر أن أي حرب إسرائيلية على لبنان بمثابة مغامرة ونتائجها مجهولة بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين، لافتاً إلى أن كلفة الحرب بالنسبة للإسرائيلي مهمة جداً.
كلام السيد حسن نصرالله جاء خلال لقاء مباشر في إطار “حوار العام”على قناة الميادين، حيث أكّد السيد نصرالله أن المقاومة تمكنت من خلال إنجازاتها من إيجاد قناعة لدى إسرائيل بأن كلفة أي حرب باهظة.
وأوضح أن الإسرائيليين يعرفون أن المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكنها أن تصل إلى أي نقطة في فلسطين المحتلة، مؤكداً على أن تل أبيب تعرف أن كلفة الحرب على لبنان كبيرة وباهظة جداً وأكبر من أي جدوى.
وقال: “أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء”. وفي ما يتعلق بتلويحه في حديث سابق إلى مسألة خزانات الأمونيا داخل فلسطين المحتلة أوضح السيد نصرالله أن “تهديدنا باستهداف خزانات الأمونيا وضع الإسرائيليين في إرباك، حين نكون في موقع المعتدى عليه ومهددين نؤكد في المقابل أننا لسنا ضعفاء”.
وتابع “من حقنا الطبيعي ان نضرب أي هدف في فلسطين المحتلة يمكن ان يردع العدو بما فيها المفاعلات النووية، من حقنا ان نضرب أي هدف إذا اعتدى الإسرائيلي على بلدنا”، مؤكداً على إمكانات المقاومة في ضرب أي هدف تريده في أي مكان في فلسطين المحتلة.
وأكد على وجود قائمة كاملة من الأهداف في فلسطين المحتلة بما فيها المفاعلات النووية ومراكز الابحاث البيولوجية. وقال “لا نقدم ضمانات أمنية للعدو لكن نقول له بألا يعتدي”. وقال “من حق المقاومة والجيش والشعب في لبنان امتلاك أي سلاح يمكّن البلاد من الدفاع عن نفسها، هناك معركة جهوزية وامنية مستمرة مع العدو ومن حقنا مواجهتها”.
ونوّه إلى أن المقاومة ليست في موقع تبادل رسائل مع العدو وإن كان يحاول إيصالها لكن المقاومة على حد تعبيره ليست معنية بالإجابة.
وكان السيد نصرالله استهل حواره بتهنئة أمهات المعتقلين والشهداء ووالدته وكل الأمهات بعيدهن اليوم. وقال “الأمهات لهن دور كبير في استمرار المقاومة وانتصارها”.
ورأى السيد نصرالله أن المناورات والتدريبات الاسرائيلية الجارية لا تؤشر بالضرورة إلى العزم على شن حرب على لبنان، وإلى أن الاسرائيليين يسعون منذ العام 2006 إلى سد الثغرات التي واجهوها في عدوان تموز. وشدد على أن حزب الله لن يقبل أن يفرط بتضحيات مقاوميه أو بأي معادلة تعتبر ان المقاومة مردوعة. وقال “ينبغي على الاسرائيلي ان يتوقع اي أمر منا ولن نتسامح مع اي اعتداء”. وتوقف عند وجود استباحة اسرائيلية لاجواء لبنان ليلا نهار، مؤكداً على أنه لا يجوز السكوت عن الامر. واعتبر أن الاختراق الاسرائيلي للانترنت في لبنان خطير جدا، وأن الانتهاك الاسرائيلي للاجواء اللبنانية يعني التحضير لاي عدوان على لبنان في المستقبل. وأشار إلى أنه لن يُسمح للجيش اللبناني بامتلاك اي سلاح يردع العدو وطيرانه المنتهك للاجواء، وإلى أن من حق المقاومة ان تمتلك سلاح ردع لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية من اجل حماية البلاد. وقال “نحن لا نُلزم حلفاءنا بشيء في مواجهتنا مع العدو ولهم الحرية في اتخاذ خياراتهم”، وتابع أن الاسرائيليين لم يخرجوا إلى الحرب مع لبنان لأنهم ليسوا أغبياء، وقال “الاسرائيليون اعترفوا بأن بعض العرب طالبهم بعدم وقف الحرب علينا عام 2006”.
السيد نصرالله: حزب الله وإيران وسوريا وروسيا في موقع واحد في سوريا
وبالانتقال إلى الملف السوري أكّد السيد نصرالله على على أن دخول حزب الله الى سوريا كان بالتنسيق الكامل مع القيادة السورية. ونفى أي خروج للحزب في الوقت الحاضر من سوريا “لأن وجودنا هناك مرتبط بهدف”. وقال “وجودنا في سوريا يهدف الى المساهمة في منع سقوطها بيد داعش والتكفيريين ولحماية لبنان وفلسطين، سنكون حيث يجب أن يكون بمعزل عن الآخرين ومصيرنا ومصير السوريين واحد”.
وشدّد على أن حزب الله وإيران وسوريا وروسيا في موقع واحد في سوريا. وقال إن القرار الروسي بالدخول إلى سوريا لم يكن مفاجئاً بل نوقش على مدى أشهر على أعلى المستويات وأن المقاومة كانت على اطلاع.
وأوضح أن “النقاش بين إيران وروسيا وسوريا كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الأركان”، مشيراً إلى أن تشكيل غرفة عمليات وطوارئ في بغداد فيها ممثلون عن العراق وروسيا وايران وسوريا نتيجة النقاشات.
وعن دور حزب الله قال “نحن أطراف في التشاور من قبل الجانبين الإيراني والسوري”. ووصف الانسحاب الروسي من سوريا بأنه جزئي “شبه كبير”.
ورأى أن حجم الانجازات ضد التكفيريين في سوريا في الأشهر الأخيرة كان كبيراً. وأوضح أن روسيا قررت بعد إسقاط تركيا لطائرتها إرسال قوات إلى سوريا لم تكن مقررة مسبقاً، وأن القوة الروسية التي جاءت إلى سوريا بسبب احتمال تدهور الأوضاع مع تركيا لم تعد هناك حاجة إليها، شارحاً أن “ما يحتاجه الميدان في سوريا من قوة جوية روسية ما زال موجوداً في سوريا”.
وقال “أخذنا علما بالقرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا قبل الاعلان عنه”. ورأى أن روسيا وإيران والقيادة السورية تريد حلاً سياسياً لكن الطرف الاخر كان يرفض. وأشار إلى أن الأميركيين أدركوا أنهم عجزوا وفشل حلفاؤهم في سوريا وأنهم باتوا يبحثون عن البديل في سوريا ولا سيما بعد اعترافهم بخطئهم في ليبيا، كما أنهم أدركوا أن البديل في سوريا بات داعش والنصرة، وأنهم باتوا يريدون حلاً سياسياً يخدم أهدافهم وأهداف حلفائهم وليس الشعب السوري.
واعتبر أن الرئيس بشار الأسد لا يمثل شخصه بل يمثل تياراً عريضا في سوريا وحلفاؤه لن يقبلوا بحل ترحيله، وأكد على أن الحل السياسي في سوريا هو عبر الوصول إلى تسوية ما وليس عبر الإلغاء والاقصاء، وأن ما يطالب به الطرف الآخر برحيل الأسد هو خداع سياسي ويهدف لتحقيق ما فشل به في الميدان. وقال “لا يصح أن يُمليَ الخارج على سوريا الحل السياسي بل يجب تركه الى السوريين أنفسهم”، لافتاً إلى أن الاتراك يمكن ان يكونوا اكثر واقعية من السعوديين حيال شرط رحيل الرئيس الاسد.
معطيات على وجود مشروع سعودي بإلغاء المقاومة في لبنان
وبالانتقال إلى السعودية أوضح السيد نصرالله أن السعودية هي التي تعطّل بالدرجة الاولى اي حل سياسي في سوريا ومن ثم تركيا. وقال “النظام السعودي ربما يراهن على الانتخابات الاميركية لذا لا اتوقع تقدما في المسار السياسي”.
وفي ما يتعلق بقرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله ارهابيا اعتبر نصرالله أنه قرار سعودي اولا و”الباقون يرضونها”. وتابع “السعودية تملك سطوة المال والاعلام والفتوى والتكفير الديني والتكفيريين وتهدد بها من يعارضها، بعض دول مجلس التعاون الخليجي لم يكن بمناخ تصنيف الحزب ارهابيا لكنه ارضى السعودية، العراق لم يستطع المجاملة في قرار مجلس التعاون الخليجي لانه كان مستهدفا”.
وأضاف “من يعتبرنا حقيقة ارهابا هم آل سعود وليس السعودية”، مشيراً إلى أن النظام السعودي لديه تراكم في المواقف حيالنا له علاقة بالمشروع السعودي في المنطقة ولبنان. وأكد على أن هناك مشروعاً سعودياً بإلغاء المقاومة في لبنان و”لدينا معطيات بهذا الشأن”.
وأكد على أن هناك من كان يعمل لتستمر حرب تموز على لبنان. وقال إن لديه معطى حول المشروع السعودي في لبنان بإلغاء المقاومة رافضاً إعلانه في الوقت الحاضر “لأنو بيعمل مشكل بالبلد”.
وقال إن المشروع الاخطر لآل سعود هو على ايران ولا علاقة له بالسنة والشيعة، لافتاً إلى أن آل سعود هم من اطلقوا الحرب على ايران والعراق كان حينها اداة بيدهم. وأشار إلى ان النظام السعودي سيعمل ليلا نهارا في كل مراكز القرار الدولي حتى لا يُنفذ الاتفاق الدولي مع ايران. ورأى أن النظام السعودي بحث عمن يحمله مسؤولية فشله على كل الصعد فاستهدف حزب الله، وأضاف أن حزب الله ما زال يحظى بالاحترام والتأييد في العالمين العربي والاسلامي.
وقال “آل سعود لا يقبلون ان يقف أحد في وجه الارادة الملكية السامية، النظام السعودي لجأ الى سلسلة خطوات ضد الحزب في لبنان وهو ليس حريصا على بلدنا”، نافياً بشدة كل ما قيل عن تسليح وتدريب حزب الله لأحد في البحرين، عاداً إياه كلاماً كاذباً. وقال “لطالما دعونا الشعب البحريني الى الحراك السلمي وكان هناك التزام واسع بهذا الحراك، نحن لا نتدخل ابدا في البحرين واي تهمة توجه إلينا في هذا الاطار هي كاذبة وباطلة”. وطالب الوزراء العرب التدقيق في المعطيات التي تحدثت عن تدخل الحزب في البحرين والتي يقف وراءها النظام السعودي، بحسب تعبيره. وقال “نحن ندعو ودعونا دائما الى الحوار السياسي في منطقتنا سوى مع عدونا الاسرائيلي”، كما قال إن النظام السعودي هو من يرفض الحوار السياسي مع ايران.
وتابع “النظام السعودي لا يريد حوارا لا مع ايران ولا مع سوريا ولا معنا لان موقعه ضعيف.. ندعو الى كل اشكال الحوار على امتداد العالم الاسلامي ولا نمانع بأي حوار وهذا هو المطلوب أصلا”.
واضاف “على السعودية ان تبقي مشاكلها معنا ولا تسحبها على من لا علاقة لهم، ما يمارسه النظام السعودي حاليا لم تمارسه الجاهلية الجهلاء”، واشار إلى أن تحالفاته لم تقم على الاساس الديني او الفكري وانما كانت تحالفات سياسية.
استعداد للقاء مع سعد الحريري
وفي حديثه عن الملف اللبناني أشار إلى أن الرئيس سعد الحريري شن منذ اليوم الاول لعودته الى لبنان هجوما على حزب الله، لكنه أبدى استعداده للقاء معه في حال كان نجاح الحوار بين حزب الله والمستقبل يحتاج الى هذا اللقاء. وقال “لم نر ايجابية في كل كلام الفريق الاخر في لبنان الا باستمرار الحوار”. ورأى أن الحل العادل لكل الافرقاء في لبنان هو النسبية في قانون الانتخاب لكن تيار المستقبل يرفضها، مشيراً إلى أن لبنان لا يبنى الا على مبدأ الشراكة. ولفت إلى أن حزب القوات اللبنانية يحاول دك اسفين بين حزب الله والتيار الوطني الحر في مسألة رئاسة الجمهورية، مؤكداً على أن علاقة حزب الله مع حركة أمل ورئيسها نبيه بري متينة وليست مبنية على ممارسة الضغوط. وأكد على التزامه بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، مشدداً في هذا الإطار على أن حزب الله فعل وسيفعل كل الممكن لوصوله الى سدة الرئاسة. واعتبر أن الامور ليست ناضجة للحوار مع حزب القوات اللبنانية وهي تحتاج الى وقت وظروف، لكنه أكد على وجود التزامات واضحة حيال مرشح حزب الله العماد عون و”طالما هو مرشح نحن معه”. وقال “نريد رئيسا قويا ثابتا ولا يُشترى بالمال ولا يرتعب امام بعض القوى الاقليمية والدولية، العماد عون يمتلك الحيثيات لمنصب الرئاسة وحين ندعمه لا يعني ذلك اننا نرفض مرشحا اخر”. وعلى صعيد آخر رأى أنه إذا صح أن السفينة التي ضبطت باليونان محملة بالأسلحة فهذا مؤشر على رغبة في اخذ البلد الى حرب. وقال “لا خلاف بيننا وبين مختلف قيادات التيارات في ايران حول القضايا الاساسية والعلاقة دائما جيدة” مشيراً إلى لقاء جمعه مع الرئيس حسن روحاني بعد انتخابه ووصف هذا اللقاء بأنه كان طيبا وبناءً. وعن زيارة وفد من حزب الله الى القاهرة، أوضح السيد نصرالله أنها كانت فقط للتعزية برحيل الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل. وكشف عن أن هيكل طلب لقائه بعد استشهاد ابنه هادي و”كان لقاء مؤثرا أعقبته سلسلة لقاءات”. وتابع “العلاقة استمرت مع الراحل الكبير هيكل حتى بعد ذهاب حزب الله الى سوريا ودافع عنا في اصعب الظروف”، وخلص إلى أنه برحيل هيكل يخسر العالم العربي البقية الباقية ممن صمد في وجه المال والترهيب والتكفير.
الميادين