السيمر / الأحد 15 . 01 . 2017
رواء الجصاني
* ويجادلون ولكن ليس بالحسنى، ويحاورون ولكن ليس بالفصحى، وهكذا تروح الكلمات تُلقى على عواهنها، لا خشية من رقيب ولا حسيب، وكل مباح تحت راية “حرية الرأي” المبتلاة .
* الجميع منحاز لأسلاف ومقولات ومواقف محسومة بنظره، ولا ندري لمَ ياترى نسهب بالوقت ونتعب اللسان- دعوا عنكم العقل- ما دام الامر مفروغاً منه، وذلكم الرأي المعتمد: تنزيل ذكرٍ أو يكاد ..
* الجبهات، وأفرادها متحصنون، والقوافل سائرة بلا ريب الى خواتمها المقررة سلفاً. أما حداة تلكم القوافل، فكثير منهم لا يفقهون، ولا يهمهم سوى ما يهدفون، بلا نبلٍ طبعا، بل بنبالٍ ورماح، على الاقل.
* كل الأحتمالات قائمة وتسود بحسب الرغبة والاشتهاء، وأن تعذرت سيادتها، فما من وجلٍ بأن تسود، وباية تضحيات حتى وإن غلت لابهض الاثمان، وإن كره الكارهون.. وما الجدال حولها وعنها، وفي صميمها، سوى “مزركشات” تضيف بعض جمال ليصبح الأخراج معاصراً، ولكي يبدو المخرجون كأنهم حديثو التعلم والمعرفة المزعومة، موشاة بعسل الكلام، ليزول الالتباس بحسب ما يتكهنون، وربما يؤمنون حتى .
* وكما الاجابات جاهزة وصالحة لكل آنٍ وأوان، تفيض ثمة بعض أعتراضات ايضاً، صالحة لكل حين، وخاصة عندما تضيق الدائرة، وتصغر الزاوية، فلا منجى آنذاك لاولئك المعنيين، غير كيّل الاتهامات والعنف اللفظي، ووقينا ما أدهى وأمر.
* وإذا ما كانت الحال هكذا، والتخندق – عاطفة أو قناعة – راسخاً مثل رسوخ الجبال الشمّ، أو غيرها، فما جدوى الحوار أذن؟ّ! ولمَ كل هذا، وذلك الجهد؟!.. أما حريّ باهل الحل والربط، وأعوانهم، وتابعيهم، القانعين، أو الخانعين – ولا فرق سوى حرف واحد بين الكلمتين ليس آلا- أن يتكفوا “شرور” الاراء والافكار التي لا تسمن جائعاً، أو تروي ظمِئا ؟!
* نكتب كل هذا، وندري – كل الدراية – ان المعنيين، الاوائل، ورهطهم، سيزيدون من التصدي، فلا حياة – أو حياء!- لمن تنادي، والنحت في الحجر أبلى، ومن شبّ على شئ شاب عليه، و”لا يُخلق المرء لا هراً ولا سبعاً، لكن عصارة تجريب وتمرينِ” .
* ولكن – وكم هي لافتة ومثيرة تلكم الكلمة ذات الحروف الاربعة – هل ينبغي الاستسلام، فيصبح الصمت منجاة، وملحفة أمان؟ .. أم ترون بأن ” أوسط الايمان” أحرى في مثل حالنا اليوم؟.. نتساءل ونحير جواباً وفي البال رهبة تستبد من احتمالات زمن قاتم “منتظر” و “مأمول” كما يحتم منطق الحياة العراقية الراهنة، ومسارتها التي نراها بإم العين، لا بحواليها. وذلكم – أشهدُ – انها أشد قسوة وبلاء ” فـشرٌ من الشـرّ خوفٌ منه أن يقعا” …
* ما رأيكم ؟! .