السيمر / الجمعة 03 . 03 . 2017
زيد شحاثة
لا يوجد دم أغلى من غيره, وكل الناس متساوون من حيث القيمة الإنسانية, لكن تلك القيمة تختلف فيما بعد, بإختلاف الأثر الذي تركه كل واحد منهم, خلال مسيرة حياته.
منذ أن أبتلينا, بالهجمة البربرية, التي تلبست رداء, ظاهره الفكر الإسلامي المتطرف, وكانت حلقته الأخيرة داعش, ونحن لازلنا ندفع ثمنا غاليا, لدور ربما لم نختره بداية, لكننا قبلناه وتحملناه على صعوبته.
هذا الثمن الباهض, صار إختيارنا لاحقا, لعلمنا اليقيني, أنه دور رباني مقدر لنا, ولن ينهض به غيرنا لو فرض عليهم, لكننا كنا أهلا له, وها هي دمائنا تشهد لنا.
سبق صدور فتوى التسديد الألهي, ونهوض أتباع المرجعية, للدفاع عن العراق, , وكان غالبيتهم إسلامي الهوى, مرجعي العقيدة, وقلبهم موازين القوى.. سجالات شديدة, خاضها ضدهم أدعياء العلمانية, هاجموا فيه الإسلاميين, لضعفهم وخوفهم من مهاجمة, المرجعية وحوزتها صراحة, فهاجموا أذرعها والمقربين منها.. وحجتهم كان إدعائهم أن الإسلاميين, لم ينجحوا في بناء دولة, وأن العمامة أداة للتعويق, وسبب للتأخر.
رغم أن الإسلاميين كأحزاب سياسية, أرتكبوا كثيرا من الأخطاء, لكن إسقاط تلك الأخطاء, وتحميلها للحوزة وعمامتها, كان مغالطة كبرى.. وكانت فرصة سانحة, ومحاولة من العلمانيين, لمهاجمة خصومهم الفكريين, كحوزة وتيار فكري إسلامي.
أثبتت المعارك الكبيرة, التي خاضها العراقيون, خلال تحرير أراضيهم ومدنهم, التي وقعت بيد التنظيمات الإرهابية, أن الإسلاميين وعمامة الحوزة, هي من قدمت الدماء الغالية, و هي من تحملت مسؤولية الفتوى والقرار, فيما كان غيرهم, مشغولا بملذاته وملاهيه, ويكتفي في أحسن الأحوال, بخطاب أو بيان, يغرد خارج السرب الوطني العام.
أثبتت العمامة مصداقيتها, وإنطباق أفعالها مع أقوالها, وأنها نفذت ما تدعوا الناس إليه, ولازالت تقدم الشهداء, من طلبة العلوم والمبلغين, ومن أتباعها بالعشرات ولازالت, بما لا يحتاج لإثبات, أو شهادة عادلة.. فيما أكتفى الأخرون, بمهاجمتها وشتمها؟!
عمامتنا قد أثبتت صدق كلامها بدمائها, هل أثبت من ينتقدهم ويشتمهم, صدق ما يقوله ويدعيه؟
هذا ما قدمته عمامتنا.. فما ذا قدم علمانييكم؟