الرئيسية / مقالات / إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات أردوغان/ 3 !!!!
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات أردوغان/ 3 !!!!

السيمر / الثلاثاء 25 . 04 . 2017

لماذا، إذاً، يقول الشيخ شعلان إن الجميع مرتعبون من الحشد الشعبي؟
نباهة الشيخ شعلان الذي “يقرأ الممحي والمكتوب ويلكَفهه أُوهيّه طايرة” جعلته يفهم قصدَ الشيخ كروكر في إشادته للعبادي إشادة مدسوسة فهو، بصريح العبارة، يريد التحريض ضد الحشد الشعبي لأن الحشد يمثل الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها جميع المؤامرات ولأنه جيش الشعب، والشعب موحد وراء الديمقراطية التي رعتها المرجعية والشعب في حالةٍ ديمقراطيةٍ لم يألفها العراقيون منذ فجر التأريخ ما يجعل كلامي هذا عن الصمود واقعياً وليس فيه من العنتريات والحماس الفارغ شيئاً، بينما طالما عهدناه خائباً لأن مطلقيه قبلاً لم يكونوا ديمقراطيين بل كانوا يسوقون الشعب سوقاً الى سوح قتال غير شريف كانت تُقصد منه حماية الحاكم وليس الوطن ومصالحه العليا.
وقرأ الشيخ شعلان في الإشادة أيضاً نداءً لذوي الشأن وعلى رأسهم الطغمويون ليصعّدوا حملتهم ضد الحشد الشعبي لإهداف إمبريالية مكشوفة لا تنطلي على الحشد الشعبي ولكنها قد تنطلي على الكثيرين من أبناء القوات العسكرية والأمنية الطيبين وهي، أي الأهداف، تلقى الدعم والتأييد من قبل الطغمويين من ضباط صدام الذين أعادهم بريمر الى الخدمة في إطار إعادة 80% من ضباط جيش صدام حسب إفادة بريمر نفسه في فضائية “الميادين” بتأريخ 17/11/2013.
لذا فهم يريدون إختفاء الحشد تماماً لأنه مصدر إشعاع على أفراد جميع الصنوف المقاتلة الأخرى يكشف لهم المؤامرات وينبههم اليها.
لما يئس الطغمويون من إستعادة سلطتهم بالقسر وبكافة السبل غير المشروعة (الإنقلاب العسكري، إرهاب القاعدة الزرقاوي، ثورة العشائر الداعشية، عرقلة بناء الدولة بالتخريب ونشر الفساد والإفساد ثم “الثورة” على الفساد بصيغ كاريكاتورية، تسفيه الديمقراطية والإستهانة بها تمهيداً لوأدها….إلخ)، ولما تلقوا ضربة إستراتيجية قاصمة بفشل مخططهم الداعشي الواسع، لجأوا الى وضع أنفسهم في خدمة الإمبريالية الأمريكية لإستلام السلطة نيابة عنهم والعودة الى صيغة الحكم التقليدية أي بالتخادم. وهذا يتطلب إزاحة الحشد عن طريقهم.
وهكذا صعّد الشيخ شعلان وكذلك صعد أردوغان وغيرهما مقياس رعبهما من الحشد تصنّعاً وإفتعالاً للتجاوب مع نداء الشيخ كروكر ومن يمثلهم كروكر من إمبرياليين ساعين الى إخراج الحشد الشعبي من المعادلة وذلك للتمهيد لإنجاح خطة ترامب وهي تنفيذ “ترامبي” لمشروع المحافظين الجدد الذي إستقر في المؤسسات الحاكمة الأمريكية والقاضي بتمزيق شعوب وأوطان فلسطين والعراق وإيران وسوريا واليمن والبحرين وليبيا ومصر والجزائر ولبنان وتونس (وتركيا والسعودية لاحقاً بعد إستنفاذهما، ولكن قطر تبقى عصية على التجزئة!!!) بهدف تفتيتها وتمكين إسرائيل من التحكم بالمنطقة بقفاز سعودي وهابي (مرحلي) نيابة عن أمريكا وتحت إشرافها وهي تواجه تحدياً خطيراً في بحر الصين الجنوبي وشرق آسيا وتريد الإلتفات إليه.
أما كيفية بلوغ هذا الهدف فبالعودة الى التكتيك الموصوف في مشروع المحافظين الجدد الأصلي أيام الرئيس بوش الإبن بدءاً بإحتلال العراق الذي أفشل نسختَه الأولى التحالفُ الوطني بقيادة إئتلاف دولة القانون وزعامة نوري المالكي ويريد ترامب اليوم إنجاح نسخته الثانية.
يتلخص مشروع ترامب وتكتيكه بتسخير أموال نفط العراق وجنود من شباب العراق لهذا الغرض التمزيقي التدميري بقيادة “مستشارين” عسكريين أمريكيين. لقد أفصح عن ذلك بكل وضوح، قبلاً، ذلك المسؤولُ الكبير في وزارة الخارجية أيام الرئيس بوش حينما صرح لهدى الحسيني، مديرة مكتب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية في واشنطن، قائلاً: “كنا نأمل أن نعقد حلفاً نفطياً عسكرياً مع العراقيين وكنا نتوقع أن يسقط مباشرة ياسر عرفات والأسد ولكن ذلك لم يحصل…”. أسألُ … “لماذا لم يحصل ذلك”؟
الجواب: لأن الشعب العراقي وقيادته المنتخبة إنتخاباً حراً ديمقراطياً لأول مرة في تأريخ العراق مدعومة بمرجعية النجف الدينية الوطنية القومية الأممية وفي مقدمها مرجعية السيد علي السيستاني، أبوا أن ينخرطوا في مشروع إمبريالي صهيوني رغم أنهم إستنكفوا عن الدفاع عن النظام البعثي الطغموي ورأسه الفاشي صدام يوم تصادم مع حليفه الأمريكي الذي أراد لفظه لفظ النواة بعد أن أنجز، صدام، كل ما كان منوطاً به من مشاريع مدمرة للأمتين العربية والإسلامية وللشعب العراقي والوطن العراقي وللقضية الفلسطينية بالذات، إذ مارس سياسة التطهير العرقي والطائفي بصورة ممنهجة وإقترف جرائم حرب وجرائم الإبادة الجماعية وإستخدم أسلحة محظورة ضد الشعب العراقي في حلبجة الكردستانية وأهوار جنوب العراق؛ ودمر التضامن العربي، المهزوز أساساً بفعل العملاء، بإحتلاله دولة الكويت.
لقد أخرج العراقيون بقيادة حكومة نوري المالكي القوات الأمريكية من العراق وعبَرَ آخر جندي أمريكي الحدود العراقية بإتجاه الكويت ليلة 16/12/2011. ولكن الطغمويين أدعياء القومية (المنزوعة حتى من مجرد الطموح الديمقراطي) تعاونوا مع حكام السعودية وتركيا وقطر وبعلم الأمريكيين، سلموا الفلوجة والموصل وصلاح الدين وديالى وجرف الصخر والرمادي الى “ثوار العشائر” الذين أصبحوا “داعش” بعد فشل مخطط سيطرتهم على كل العراق وإضطروا لطرح المخطط البديل القاضي بتحقيق المطالب الأمريكية بالنعومة بدءاً بمحاصرة العراق مالياً في مؤامرة ضرب أسعار النفط وحجب السلاح مدفوع الثمن عنه وذلك لقبول عودة الأمريكيين من الشباك تحت إسم “مستشارين” وبذريعة محاربة داعش وصولاً الى الهيمنة على القرار العراقي ليرضى العراقيون بخطة ترامب التي تريد “إعادة إعمار” المناطق التي مكّنوا داعش من تدميرها و”متابعة”!! مقاتلة داعش بعد فوات الأوان أي بعدما إندحرت داعش في كل المحافظات على يد القوات المسلحة والأمنية والشرطة الإتحادية والحشد الشعبي!!! – يريد ترامب متابعة قتالها بمال النفط العراقي وبشباب العراق وبقيادة أمريكية تضرب لنا داعش الجديدة التي جمّعوا لها البعثيين في جيش النقشبندية و “ثوار العشائر” في “وادي القذف”(1) الذي يساهم الأردنيون في تدريب عناصره حتماً بإيعاز أمريكي وتمويل سعودي قطري إماراتي، أو ربما إذا “نضجت” الأمور لضرب “الجهات التي تحمل السلاح خارج إطار الدولة” حسب إحدى بنود خطة ترامب التي يُقال إنه قدمها لإعادة إعمار العراق وحمايته من المخاطر المحتملة!!!
واليوم عادت الإسطوانة تُعزف ثانية بنسختها الجديدة. فهل ينجحون هذه المرة؟

(يتبع في الحلقة 4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على تفاصيل عسكرية تآمرية مذهلة عن “وادي القذف” برجاء مراجعة الرابط التالي حيث فيه حديث الخبير السيد محمد السعبري ضيف السيد وجيه عباس في برنامج “كلام وجيه” اليومي في فضائية “العهد” بتأريخ 12/3/2017:

http://www.google.ca/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82+-++%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D9%81&rlz=1C2SNNT_enCA458&tbm=isch&imgil=cNnwGyvFSIDihM%253A%253BgzdSnqXYWgUvdM%253Bhttps%25253A%25252F%25252Fwww.youtube.com%25252Fwatch%25253Fv%2525253DL9i9MDiMQHw&source=iu&pf=m&fir=cNnwGyvFSIDihM%253A%252CgzdSnqXYWgUvdM%252C_&usg=__Txz3RgpXMbt0yIVDlq9B4de67FM%3D&biw=1366&bih=662&ved=0ahUKEwju96CSzvHSAhUJJpoKHZksCQsQyjcIOQ&ei=U1zWWK6CG4nM6ASZ2aRY#imgrc=vKJhKyKkqrdUmM

اترك تعليقاً