السيمر / الجمعة 14 . 07 . 2017 — أكدت صحيفة روسية، الجمعة، أن تنظيم داعش مبني على التعايش بين الإسلاميين المتطرفين وضباط بعثيون وأعضاء من حزب البعث، وفيما أشارت الى ان المؤسس الحقيقي للتنظيم كان عقيدا في هيئة أركان الجيش العراقي، شددت على ان البغدادي لم يكن القائد الأوحد لداعش.
ونشرت صحيفة أرغومينتي إي فاكتي مقابلة مع مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون باغداساروف، قال فيها حول أنباء مقتل البغدادي ومدى تأثير ذلك في نشاط التنظيم، ان “هناك العديد من القادة الاحتياطيين، الذين يمكنهم أن يحلوا محل البغدادي في زعامة التنظيم”.
وأضاف باغداساروف انه “يوجد داخل داعش نظام إدارة ذاتية يشمل بعض المجموعات في سوريا والعراق، أي أن القضاء على القائد الأعلى لن يؤثر كثيرا في فعاليتها”.
وتابع أن “تنظيم داعش مبني على التعايش بين مختلف المجموعات الإسلامية المتطرفة، وضباط بعثيين وأعضاء حزب البعث العراقي”، مؤكداً ان “المؤسس الحقيقي لداعش” كان عقيدا في هيئة أركان الجيش العراقي، وقد قتل عام 2015 في معركة بشمال سوريا”.
وبين باغداساروف خلال المقابلة ان “مؤسس داعش لم يكن من المتوقع ان يكون متديناً، حيث لم يعثر عند تفتيش مسكنه بعد مصرعه على أي كتاب ديني، في حين تم العثور على مشروبات كحولية وسجائر وما شابه ذلك هناك”، موضحاً ان “مؤسسي داعش كانوا بحاجة إلى إيديولوجيا، وقرروا اعتماد إيديولوجيا الإسلام المتطرف، التي وحدت معظم السكان السنة في العراق، ثم في سوريا”.
وأوضح أن “هذا يعني بأنه لا يمكن القول إن البغدادي كان إلها في داعش وبمصرعه أصبح التنظيم يتيما، رغم انه كان شخصية مؤثرة ومتنفذة ولكن ليس إلى حد يجعل التنظيم ينهار بغيابه”، مبيناً ان “داعش تنظيم إيديولوجي راسخ يستند ليس فقط إلى الوهابية المتطرفة، بل وإلى فكرة (يظلموننا لأننا سُنة) لذلك سيظهر قادة آخرون على غرار البغدادي في التنظيم من دون أي مشكلة”.
وأشار مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى انه “قضي خلال الحرب في العراق وسوريا على ثلثي أعضاء المجلس العسكري الذي يعدُّ السلطة العليا في التنظيم وأعضائه من ضباط صدام”.
ولفت باغداساروف الى أن “النصر العسكري على داعش غير كافٍ، لأن مسلحيه سيستمرون في عملياتهم الإرهابية فترة طويلة، والشيء المخيف جدا هو أن هذه المجموعات مدعومة من معظم السنة في العراق وسوريا، أي أنها ستتحول إلى النشاط السري على شكل خلايا”، موضحاً ان “هذا الحال سيبقى قائما إلى حين تهيئة ظروف معيشية طبيعية للسكان السنة في البلدين”.
وعن إمكانية اتفاق واشنطن وموسكو على توجيه ضربة قاضية مشتركة إلى التنظيم، اكد باغداساروف ان “الأمريكيين ليسوا بحاجة إلى هذا، فبعد أن يستولوا على الرقة سيقولون لنا، نحن حررنا الموصل والرقة، فماذا حررتم أنتم؟”، موضحاً ان “حلب لا تدخل في الحساب، لأن المعارك هناك كانت ضد المجموعات الموالية لتركيا (الإخوان المسلمين وجيش سوريا الحر وجبهة النصرة) وغيرها، وهذه ستكون ورقة رابحة في الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب ضد روسيا”.
روسيا اليوم