الرئيسية / مقالات / وحدة العراق تدعم الامن والسلام في المنطقة

وحدة العراق تدعم الامن والسلام في المنطقة

السيمر / الجمعة 02 . 03 . 2018

د. ماجد احمد الزاملي

وحدة وقوة العراق تمثل وحدة وقوة للجميع، وتساعد بفاعلية على دعم جهود السلام والامن في المنطقة والعالم، وان الرهان على تفتيت نظام الدولة الحديثة في الشرق الاوسط اثبت انه رهان خاسر ولن يربح فيه الا الطغاة واصحاب الاجندات الخارجية المغرضة والارهابيين المحليين والدوليين. ومن اجل ازاحة هذا السيناريو من الواجهة بالكامل من الضروري ان يكون العراق هو القطب الاساس في حماية نظام الدولة الحديثة من خلال الحفاظ على وحدته وتعزيز سيادته, اقليميا، تتجلى أهمية وحدة العراق من خلال درء الخطر الذي قد يصيب كافة دول الإقليم فيما لو تفككت وحدة هذا البلد. إذ ان ذلك سوف يحفز إنهيار نظام الدولة الحديثة أي -الدولة القومية- في منطقة الشرق الأوسط. فعدوى التقسيم سوف تنتشر الى باقي الدول الإقليمية . وعليه فان وحدة العراق تعد بمثابة مركز قوة للدول الإقليمية وتقسيمه يشكل خطرا عليها. كذلك دول الخليج فهي لن تستفيد من تقسيم العراق؛ لأن تقسيمه الى ثلاثة دول (شيعية، سنية، كردية) يشكل تهديداً مباشراً لأمنها الوطني، لما يتركه من انعكاس سلبي على ميزان القوة والنفوذ مع غريمتها اللدود ايران. ان ما يوحد الدول الاقليمية في الوقت الحاضر ليس تقسيم العراق، فهذا السيناريو مزعج لمعظمها، ولكنها تبدو متفقة على بقاء العراق ضعيفا وغير قادر على منافستها في صراع النفوذ والقيادة.
ضرورة القضاء على الإرهاب كخطوة مهمة باتجاه العديد من الاجراءات اللاحقة، وتقليص سلاح العشائر والافراد بشتى السبل كالشراء وغيرها، ووضع استراتيجية أمنية موحدة للدولة، واشراك المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في الموضوع، وتوعية الافراد والجماعات بأن اي دعم او تشجيع لانتشار السلاح خارج سلطة القانون فيه خدمة لأجندات أجنبية لا تصب في مصلحة البلاد، وفك الإرتباط بين الجماعات المسلحة في الداخل وبين الدول الإقليمية التي ترعاها، وتفعيل قانون ضبط السلاح وحصره بيد الدولة، وتجريم اي وجود عسكري غير مرخص، وربما يكون التفكير بايجاد صيغة ما من التجنيد الإلزامي خطوة صحيحة اذا ما تم دراستها وتطبيقها بشكل صحيح، وايجاد معالجات حقيقية لمشاكل الفقر والبطالة فاتساع هذه المشاكل ينذر بمخاطر كثيرة مستقبلية تهدد الامن العام، كذلك من المهم جدا تجفيف المنابع المادية والفكرية الخارجية الداعمة لوجود الجماعات المسلحة غير النظامية، وعد اي دعم تقدمه اي دولة بدون المرور بنافذة الحكومة العراقية تهديدا مباشرا للامن الوطني العراقي، وتعزيز التعاون مع المحيطين الاقليمي والدولي لايجاد صيغ مناسبة من الامن الجماعي يتم من خلالها تكثيف اليات المراقبة وأمن الحدود وتبادل المعلومات والخبرات، والسعي الى ادراج القوى والجماعات التي تهدد أمن العراق في قائمة القوى والجماعات التي تهدد الامن والسلم الدوليين؛ من اجل الحصول على الدعم الدولي في محاربتها واضعافها وربما انهاء وجودها.
ان بعض الساسة يرى إن التقسيم قدرا لا مفر منه فيقابله بتخاذل واستسلام كامل ، وربما هناك اطراف تشارك في المشروع سرا وتستنكره علنا ، ثم يسأل البعض الا يمكن تقسيم العراق بدون مذابح ؟ فالدم اهم من الوحدة ! وللانسان ثلاث حرمات الدم والعرض والمال يهون امامها كل شيء ، اصحاب المشروع يعتقدون ان تقسيم بلد موحد ليس سهلا ، يتطلب الأمر اراقة انهار من الدماء وزرع الثارات بين مكوناته ، وجعل المواطنين العاديين يتقاتلون من بيت الى بيت ، يصبح العراقي مستعدا لقتل العراقي الآخر من المكون الطائفي المختلف ، الى أن يشعر الجميع بأن استمرار الوحدة الوطنية اهانة له وتهديد لوجوده ! وفي النهاية يبدو التقسيم وكأنه يجري تلبية لطلب المواطنين ، لانه الحل الوحيد ، لكن اصحاب هذا المشروع يقولون : لا ، هذه خيانة ، ان وحدة العراق خط احمر ، يقولوها وهم ضاحكون ، مشروع التقسيم هو ليس مشروع الشعب بل مشروع نخبة سياسية مكلفة ومدعومة ، الشعب يحلم بوطن موحد قوي غني مستقل وذو سيادة ، دول في المنطقة تنفق المليارات لتنفيذ هذا المشروع ، كان الهدف القديم ازاحة (الشيعة) من السلطة ، لكن اتضح لاحقا ان هذا المشروع لاقيمة له مقابل مشروع دولي اكبر هدفه تقسيم دول المنطقة ، مصر وسورية والعراق ، اهم ثلاث دول في الشرق الاوسط ، منع التقسيم ممكن اذا قرر الساسة الشرفاء افشاله ، و السياسي الشريف هو ذلك السياسي الذي يمثل مصلحة شعبه ولا يقبل ان يكون عميلا للقوى الاجنبية ، هذا النوع من الساسة هو الذي يجب ان يتصدر المشهد لمنع الكارثة المتعددة الوجوه ، ولا نعرف دويلة واحدة ناتجة من تقسيم بلد كبير استطاعت ان تعيش بعافية وتتطور.
ومن أهم الأولويات في العراق ضمن فترة ما بعد داعش هي العمل على توحيد وانسجام وتكامل الدولة العراقية. دفع العراق والعراقيين ثمناً باهظاً غرامة التفكك و التفرقة، مئات آلاف المشردين، ودمار المناطق المأهولة وتخريب في البنية التحتية، و تواجد الآلاف من عناصر التنظيم في مدن ومناطق مختلفة، وانخفاض حادٌ في الاقتصاد، و تفكك البنية الاجتماعية، والطموحات و المؤامرات الداخلية من أجل الانفصال وإعلان استقلال بعض المناطق والعشرات من المشاكل المستعصية الأخرى، الناشئة من أصل واحد وهو الاختلاف وعدم الاتحاد والانسجام القومي والديني، هذه الأمور كان لها الدور الأكبر في دخول داعش الأراضي العراقية، وأيضاً سهّل تطور مسيرته في البلاد. أن تواجد تنظيم داعش على الأراضي العراقية قد وحد الصفوف العراقية المختلفة لمحاربته، ولكن لم يستطع توحيد الآراء ووجهات النظر العراقية حول مستقبل بلدهم، لذلك فإن الفرصة قائمة للشعب والدولة والعراقيين لكي يمعنوا النظر في الأولويات والموضوعات المهمة التي تؤثر على بناء مستقبل بلدهم ويوحدوا جهودهم لبناء مستقبل تعيش وتندمج فيه كافة المذاهب والأعراق والقوميات مع بعضها البعض.

اترك تعليقاً