أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / حمام دم في غزة تزامنا مع ذكرى النكبة

حمام دم في غزة تزامنا مع ذكرى النكبة

السيمر / الثلاثاء 15 . 05 . 2018 — تنظم تظاهرات جديدة الثلاثاء المصادف ذكرى “النكبة” وغداة حمام دم على حدود قطاع غزة راح ضحيته 59 فلسطينيا بينما يعقد مجلس الامن الدولي جلسة وسط قلق دولي.
ومن المقرر ان تتم تعبئة جديدة بالقرب من الحدود بين قطاع غزة واسرائيل الثلاثاء غداة تظاهرات حاشدة في القطاع احتجاجا على تدشين السفارة الاميركية في القدس.
وتُعقد الجلسة التي دعت اليها الكويت عند الساعة 14,00 ت غ بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وكان الاثنين الاكثر دموية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014 مع اصابة أكثر من 2400 فلسطيني بجروح.
ونددت السلطة الفلسطينية بـ”مجزرة” بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللجوء الى العنف بحق اسرائيل في الدفاع عن حدودها ازاء الاعمال “الارهابية” لحركة المقاومة الاسلامية حماس.
وأثارت هذه الاحداث قلقا دوليا عارما فقد استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في اسرائيل، بينما نددت دول ومنظمات غير حكومية بالاستخدام المفرط للعنف. وصباح الثلاثاء توفيت رضيعة فلسطينية اثر تنشقها غازا مسيلا للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين.
وارتفع بذلك الى أكثر من مئة عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء “مسيرات العودة” في 30 مارس في غزة حيث يتجمع الاف السكان من القطاع المحاصر على طول السياج الامني مع اسرائيل للتظاهر.

قلق دولي
وفي الوقت الذي احتفل فيه مسؤولون أميركيون واسرائيليون بلحظة “تاريخية” داخل المقر الجديد للسفارة الاميركية، تظاهر الاف الفلسطينيين طيلة النهار في قطاع غزة الذي أعلنت اسرائيل محطيه منطقة عسكرية مغلقة.
وتحدى قسم منهم نيران الجنود الاسرائيليين برشقهم بالحجارة او من خلال محاولتهم اقتحام السياج الامني. وكانت اسرائيل حذرت من انها ستستخدم “كل السبل” لمنع أي تسلل الى اسرائيل.
وطالبت الكويت بعقد جلسة لمجلس الامن الدولي بينما منعت واشنطن تبني بيان للمجلس الاثنين يدعو الى اجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة.
وجاء في مسودة البيان “ان مجلس الامن يعرب عن غضبه واسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي”. وتستمر الثلاثاء حالة التأهب بين القوات الإسرائيلية خاصة عند السياج المحيط بقطاع غزة تحسبا لتجدد الاحتجاجات، وذلك بعد يوم دامٍ شهد مقتل 59 فلسطينيا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول إن “القوات على أتم الاستعداد للتعامل مع أي سيناريو”. وعقد نتنياهو الليلة الماضية جلسة مشاورات مع رؤساء الأجهزة الأمنية، واعتبر أن “العمل الحازم لقوات الجيش على امتداد السياج الأمني المحيط بقطاع غزة الاثنين حال دون محاولات حماس التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية”.

جرائم حرب
ومضت منظمة العفو الدولية الى حد اتهام اسرائيل بارتكاب “جرائم حرب”، بينما دعا الاتحاد الاوروبي ولندن الى ضبط النفس ونددت باريس “باعمال العنف”.
كما اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء ان بلاده ترفض وتدين “الاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة”، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي.
وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل اخير. وداخل السفارة الاميركية التي فرض حولها طوق امني مشدد لم يكن شيء يوحي بالاحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.
وحضر صهر الرئيس الاميركي ومستشاره جاريد كوشنر المراسم مع زوجته ايفانكا المح على ما يبدو الى الاحداث عندما قال “الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل”. من جهته، اشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة على انه “يوم عظيم لاسرائيل”.

يوم عظيم
وتثير المبادرة الاميركية الاحادية الجانب غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.
واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وكان اعلان ترامب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.
ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض اقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.
ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الاميركية.
ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتان هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.

العرب

اترك تعليقاً