الرئيسية / مقالات / هل يبحث السنة في العراق عن محرقة جديدة؟

هل يبحث السنة في العراق عن محرقة جديدة؟

السيمر / الثلاثاء 07 . 08 . 2018

قاسم الموسوي

ما جرى على السنة في حكومة المالكي انصافا، كان مؤامرة فريد من نوعها وحدث لا يمكن السكوت عنه، وغض النظر بخصوص كشف ملابساته والتحقيق به، وضرورة معرفة أطراف المؤامرة، التي قادت إلى محرقة المناطق السنية في العراق، لينال المتآمرون جزائهم العادل حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه، خيانة شعبه ووطنه من أجل مصالحه الشخصية.
سياسة وجرائم صدام حسين بحق الشيعة والأكراد، من المقابر الجماعية والإعدامات واستخدام الغازات السامة (الكيمياوي) في الأنفال وحلبجة وغيرها، كانت جرائم إبادة جماعية أغاضت الشيعة والأكراد، ولم يهدأ لهم بال ولم تنطفئ جمرة غضبهم ، حتى قارعوا النظام الصدامي وكشفوا عن إجرامه في كل المحافل الدولية والسياسة، إلى أن أسقطوا النظام الصدامي وقدموا رموزه إلى المحاكم بكل شفافية، حيث نالوا جزائهم العادل وذهب صدام وأعوانه إلى مزبلة التاريخ.
هذه المعادلة يجب أن تطبق بحق كل من تسول له نفسه خيانة شعبه ووطنه، من أي لون كان أو طيف ، أبناء الوطن جميعا أمانة في ذمة الحاكم، لا يحق له التفريط بهذه الأمانة بأي شكل من الأشكال.
المناطق السنية التي تشكل ثلث مساحة العراق، سقطت تحت وطأة داعش، وأضحت الجرائم لا تعد ولا تحصى، الاغتصاب وقتل الشباب وسبي النساء فضلا عن التهجير والنزوح الجماعي، ودمار المدن والبنى التحتية برمته في تلك المناطق، حتى أصبحت الديار كأنها ديار عاد وثمود.
كان ذلك بسبب السياسة الرعناء لرئيس الوزراء السابق ، الذي تنصل عن شيم الرجولة، وخلع رداء المبادئ والقيم الإنسانية، لينفذ مشروعه الخبيث دون أدنى رحمة أو إنسانية في سقوط الموصل في ما يسمى( مؤامرة الثأر) التي سنكشف عن أطراف التآمر فيها في مقال لاحق.
الأمر الغريب في الموضوع إن السنة بكل رموزهم وتوجهاتهم، لم يحركوا ساكنا ولم يقدموا اي دعوة قضائية لا في الداخل ولا في الخارج، على مستوى الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية، عجبا هل السنة قد خنعوا وأصابهم الذعر من ذباحهم إلى هذا الحد؟ والأغرب والأعجب من ذلك كله، يعود ساسة وقادة السنة في العراق يتفاوضوا مع ذباحهم لتشكيل الحكومة، برئاسة من احرقهم سابقا أو من يكون من نمطه، ألا يخشون أن يكون حطبا لمحرقة ثانية؟ في حين يتجاهلون التفاوض مع النفس الوطني، ألذي كان يدعوا لحل الأزمات والإشكاليات بالحوار والتفاهم، دون خلق الأزمات واللجوء للصراع والقتال، أليس في هؤلاء القوم رجل رشيد؟!

اترك تعليقاً