السيمر / الاحد 02 . 09 . 2018
عباس راضي العزاوي
أغلب ابناء الشعب العراقي ليسوا من السادة ولا من أصول عريقة وتاريخ عريض وطويل مكلل بايات الفخر والمباهاة، لكنهم اكيد من عوائل محترمة وبسيطة لاتمتلك ان تكره وتحب لمصلحة ذاتية اوحزبية اي انها عوائل صالحة ومواقفها وطنية فالفقير في العراق هو الوطني الأكيد بدونشك ويبقى كذلك حتى يسرق فيتحول إلى مسخ، ولكن هذا لا يمنع أن يكون لنا رأي خاص لا يخضع لآراء كبار القوم وقادتهم، وأن استهجنه بعض الجهلة والمغيبين.
لذا ارى ان الاحزاب التي شفطت الميزانيات منذ 15 سنة وتضخمت وتوحشت بشكل مرعب ، ولم يعد من الممكن تحسينها أو تحجيمها أو حتى تحييدها داخل العملية السياسية فقد اتفقت هذه الأحزاب ضمنيا وبايحاء من لون الدولار وبريق السلطة ان تقود الوضع بما يخدم ديمومة بقائها
لهذا سيكون من الصعب اختيار رئيس وزراء مستقل لان جميع الاحزاب ستعمل على افشاله، وسيعيش جحيم كسب الرضا اولا ومصلحة ما يسمى بالوطن بالمرتبة العاشرة بعد المائة، وسيتم تسقيطه أو اسقاطه بجدارة وبدعم إعلامي حتى من عاهرات الانستغرام.
وان جاء قوي من اي جهة من الجهات المارقة وتلكأ مع اخرى او لم يقدم فروض الطاعة بما يجب سنجد ان السنة بعقليتهم السلطوية وشعورهم بالامتياز كشعب مختار ، يفعلون تلقائيا ماكنة الارهاب لاستئناف مهامها الجليلة والكرد من جانبهم يستكملون المشوار الاستثماري لشفط ما تيسرشفطه لصالح الإقليم الكردستاني الوطني العظيم
وللبيوت الشيعية ودكاكينها الحزبية شأن اخر اشد خطرا على الوطن والشعب فاختلافهم يمنح الأطراف الأخرى متسع مريح للقفز على رقابهم ومصالح شعبهم من جهة وتهشيم الصف الشيعي من جهة أخرى ، فلكل حزب او بيت قدسية خاصة وعظيمة وأهمية لاتقل عن أهمية الوطن واي رئيس وزراء ياتيبدعمهم، سيتحول تلقائيا الى خرقة يمسحون بها أعتاب بيوتهم وعليه طلب الإذن في كل صغيرة وكبيرة وان بتغيير مكان مكتبه في مكتب رئاسة الوزراء قرب الشباك او قرب الباب واختيار نوع ولون السجاد والستائر ، علاوه على احترام جميع أتباعهم وتصرفاتهم في الشارع واي تعرض لهمستكون كابينة رئيس الوزراء وجميع مفاصل الدولة في خطر.
ولا اعرف كيف حسبت المرجعية العليا الأمر بضرورة اختيار رجل مستقل من خارج دائرة التوحش الحزبي، وهي تعرف بان العبادي كان خيار الاحزاب جميعها بديلا للمالكي وقد حظي بدعم السماء والأرض ولم يستطع إقالة حتى مدير عام في اي وزارة منخورة بالفساد،
فكيف الأمر مع الشخص المستقل والذي لايستند الى حائط حزبي شديد أو خط صد مسلح يؤمن ظهره سيما والقانون خاضع لمزاجات الكبار وأتباعهم، وبقراءة سريعة لجميع الأحداث والمواقف السابقة يتضح بما لا يقبل الشك أن الأهواء السياسية والمصالح الحزبية كانت هي المعيار الاساسيفي تحديد مصالح ” الوطن”.
فالسياسي الناجح والمناسب لقيادة الدولة الآن – وفق مواصفات ديمقراطية العراق – لا يحتاج لدعم الشارع ولا المرجعية بل لدعم الأحزاب وقادتها، فصراخ الشعب العراقي ضد الفساد سيبقى يدور في فضاء الانترنت لانه تخلى عن قوته في صناديق الاقتراع لصالح بيادق مجلس النواب الجدد.
لهذا ستحتاج الدولة لرئيس مجلس وزراء مرسل من السماء ومدعوم من ملائكة الرحمن وجنود مجندة تقوم باعتقال الفاسدين وضرب المخربين ومحاربة الارهابيين ورد كيد المتآمرين وتخويف أمريكا وإسرائيل وزجر دول الجوار المتنمرين.