الرئيسية / مقالات / إيصال هذا الرجل الى الحكم جريمة مخلة بالشرف !!

إيصال هذا الرجل الى الحكم جريمة مخلة بالشرف !!

السيمر / الاثنين 08 . 10 . 2018

صائب خليل

عبد المهدي هو أخطر من يمكن أن يستلم حكم العراق ، وإن لم يتدارك المخلصون الكارثه التي يحملها ، فسوف تكون نهاية العراق على يده . سوف أبيّن هذا في هذه المقاله ، وكذلك إن كلَّ من أسهم في إيصاله الى السلطه ، سواءبالإنتخاب أو الترشيح أو الضغط ، أو حتى مجرد الموافقه ، قد إرتكب جرماً مخلاً بالشرف بحق وطنه ، وخيانةً لشعبه وإنسانيته ، ومهما كانت صفته الحزبيه أو الدينيه !
بينا في مقالتين سابقتين (1) (2) عن عادل عبد المهدي ، لماذا نعتبره أخطر شخصيه على العراق على الإطلاق في هذه اللحظه التأريخيه ، فهو بإختصار :
1- يمثل الخضوع التام والعلني للأوامر الأمريكيه كما كشفه حادث التصويت على قانون المحافظات في سنة 2008 ، عندما كان نائباً لرئيس الجمهوريه ، حيث قاوم إقرار القانون بكل شراسةٍ حتى هدد ذلك بإسقاط الحكومه ، لكنه تراجع فوراً بمجرد أن أبدى تشيني رغبته بذلك ، وهذايشي بنوع العلاقه ذات التبعيه التامه والمطلقه للإراده الأمريكيه .
2- يمثل الخضوع التام لإرادة كردستان ( وهو نتيجةٌ للنقطةِ الأولى بلا شك وأسباب أخرى ) حيث إنه الرجل المسؤول عن إطلاق الإبتزاز الكردستاني للعراق بزيادة حصتها من الميزانيه العراقيه حينما كان وزيراً للماليه ، بمقدار مرة ونصف ( من 11,5% – إذا حسبنا أقصى نسبةٍ تمإحصاؤها لكردستان في التأريخ ، إلى 17% ) وبدون تقديم أي مبرر .
3- قام فور توزيره على النفط ، وبدون أن يصحب أي مستشار يفهم في النفط ، بزيارة كردستان وتوقيع إتفاقيه فوريه ، أطلقت فيها الحريه لكردستان لتصدير النفط ، حيث كانت شاحناتها تطارد في الموانئ قبل ذلك بإعتبارها محملةً بنفط مسروق ، إضافةً إلى شرعنة سطوها العسكري على كركوك ونفطها .
هذا يكفي ليجلل بالعار هذا الرجل وكل من دعمه ، لكن هناك أخطر قادم …
في وزارته للنفط ، حاول عبد المهدي إعادة العلاقه مع شركات النفط الى ما كانت عليه حتى قبل ثورة 14 تموز ! فنعى ما أسماه ” القوانين الجائره ” التي تعرضت لها ” الدوله العراقيه ” منذ أكثر من خمسة عقود ! ووصف فترة حكم عبد الكريم قاسم بأنها ” خربت الكثير من البناءات التي حصلت سابقاً ” .(3)
كيف ولماذا سمى عادل قوانين الفتره التي أنجزت أكبر الإنجازات في تأريخ العراق ، وبإتفاق الغالبيه الساحقه من أبناء الشعب بكل أطيافه ، بأنها ” قوانين جائره ” ؟
كما نعلم ، فقد إستعادت حكومة عبد الكريم قاسم المناطق غير المستثمره ، للعراق ، وقامت بتأسيس وزارة النفط بكل الكادر الفني النفطي القادر على مراقبة الشركات في نشاطاتها المعقده المختلفه . وتم تأسيس منظمة البلدان المصدره للبترول – أوبك ، ووضعت الأسس اللازمه لتأميمالنفط بعد ذلك . إضافة إلى ذلك تم إقرار قانون الإصلاح الزراعي الذي حدد ملكية الاقطاعيين في الأرض ، ووزع الباقي على الفلاحين الذين يزرعونها ، إضافة الى قوانين إجتماعيه كانت ثوره كبيره في تأريخ البلد . وفوق هذا تم بناء المساكن التي وطنت ” المعدان ” الذين كانوايسكنون الصرايف حول بغداد ، فأمنت لهم مساكن كريمه ، وغيرها من الإجراءات المماثله التي أكسبت قاسم شعبيةً عظيمه . هذه هي إذن ” القوانين التي تعرضت لها الدوله العراقيه ” التي يُريد عادل عبد المهدي إلغاءها ، لأنها حسب قوله ” خربت البناءات ” ، فمن وجهة نظر مَنْتُعتبر هذه القوانين جائره ؟
لا يمكننا أن نفهم هذا الكلام ، إلّا بالعودةِ إلى تأريخ هذه العباره وتأريخ عبد المهدي وتأريخ علاقة الشركات العالميه بالنفط العراقي .
بالنسبة لتأريخ العباره ، فلدهشتنا ، نجد أن شركات النفط أيضاً قد إستعملت حينها ذات التعبير في وصف تلك القوانين وقالت بأنها ” جائره ” وطالبت بالتحكيم الدولي ، الذي تجاهله عبد الكريم قاسم !
لماذا يتكلم عادل عبد المهدي بلسان الشركات ؟ وكيف بقي يحفظ التعبير ستين عاماً !
ذكّر الأستاذ علاء اللامي (4) أن عادل عبد المهدي هو إبن الوزير الملكي عبد المهدي المنتفكَي ، الإقطاعي المعروف ووزير المعارف عام 1926 . وهذه الحقيقه تشرح لنا دوافع الرجل لمواقفه ، وقد تشرح لنا أيضاًتصرفاته الماضيه المثيره للإستفهام في التنقل بين الأحزاب .
فأمثال عادل عبد المهدي يحكمهم حقد طبقي لا تُشفيه السنين ، فينطبق عليهم الوصف الذي ذكره عامر محسن في مقالته ” زفرة ماو الأخيره -1 ” ، حين تحدث عن
” طبقة تكنوقراط طفيليه أرستقراطيه ، وأحفادها ” ، فقال ” لا حقد في العالم يشبه الحقد الذي يحمله النخبوي على من « سرق » منه ، أو من جدّه ، أملاكه

وإمتيازاته . “(5)
فهؤلاء يعتبرون الزعيم الذي إستعاد أملاك البلاد ليوزعها بطريقةٍ أقل ظلماً على الناس ، بأنه قد ” سرقها منهم ” ، وإن هذا الحقد يحدد نظرتهم إلى أنظمةِ الحكم التي يرونها ” إشتراكيه ” ويجعلهم ” لا يكلّونعن تعميق قبرها ، حتى بعد عقودٍ على فشلها وإندثارها ” !
هذا الحقد يجعل منهم الماده الخام الأنسب لخدمة أي إحتلال أو إستعمار ، وإلى أقصى الحدود ، خاصة إن كان في ذلك أمل إستعادتهم لما يعتبرونه حقوقهم الموروثه في ثروة البلد .
هؤلاء يحتقرون الناس ويشعرون أن الفقراء ليسوا بشراً مثلهم ، لكنهم تدربوا جيداً على إخفاء هذه المشاعر وتدربوا على إستدرار تعاطف الناس . فترى عبد المهدي في مواقفتستعرض الإيمان والتدين المفتعلين بشكل مفضوح أحياناً ، وتراه ، بدلاً من أن يقول صراحةً : ” فترة حكم عبد الكريم قاسم ” ، فهو يفضل أن يقول :
” فترة نهايات الخمسينات وبدايات الستينات ” ، لأنه يدرك إن ذكر قاسم بالسوء لا يخدم صورته !
لقد تمكن رفاق عادل بتوجيه من السي آي أي ، من إغتيال قاسم ، وحطموا ما إستطاعوا من إنجازاته ، وها هو عبد المهدي يعود لإكمال المهمه . ولنلاحظ إن الإحتلال دفع بعادلعبد المهدي منذ البدايه ووفر له الفرص للوصول إلى مناصب عديده لم يكن لإختصاصه أية علاقةٍ بأي منها ! فمن أتى به ، يعلم أنه لم يكن مطلوباً منه أن يعمل على تطوير مكان عمله ، بل على توقيع إتفاقيات قد تم تجهيزها له مسبقاً ، مثلما حدث في إتفاق النفط مع كردستان . كذلك يضع عبد المهدي هدفاً له ، تغيير عقود تراخيص الشركات إلى عقود أنسب للشركات ، كما هي عقود أصدقائه في كردستان . وهو اليوم يضع نفسه داعيةً لكل المشاريع الرأسماليه ، مثل منح المصافي للإستثمارات العالميه ، وهو يدعم صراحةً كلَّ إجراء لصندوق النقد الدوليوبقية المؤسسات الماليه الدوليه المشبوهه ، والتي يمتلئ سجلها الإجرامي بضحايا من الشعوب ، وبمساعدة الفاسدين والخونه من أبنائها أمثال عادل عبد المهدي .
المؤامرة لن تقتصر على النفط ، فعادل عبد المهدي ” جوكر ” أمريكي يستطيع الإحتلال وضعه في أية وزارةٍ أو أية مهمةٍ ، طالما المطلوب منه هو التوقيع فقط . العبادي الذيتم تعيينه قبله وبطريقة مشابهه ، لم ينجح في إنجاز كل التدمير المخطط . فقد فشل في أخطر مشروع كُلِّف به وأقره في أول جلسةٍ لحكومته وهو مشروع ” الحرس الوطني ” الذي كان مخططاً له أن يُقسّم العراق عسكرياً إلى محافظات متفرقه ، ويمنع الجيش العراقي من دخول أية محافظهبدون إذن سلطاتها المحليه !!
عادل عبد المهدي ، لن يُكلَّف فقط بإكمال ما عجز الحرس القومي في 63 عن إنجازه ، بل أيضاً ما عجز العبادي عن إنجازه من أهداف أمريكيه ، وخصوصاً ما يتعلق بإزالة الحشد . وهذا ليس ضرباً في الغيب ، فقد صرّح عادل عبد المهدي في وقتها داعماً : ” الحرس الوطني يمنع تكوين المليشيات ” !(6) ، بل إنه يكاد في مقالةٍ أخرى يكشف تآمره حتى على وجود العراق كأرض و وطن . فهو يهاجم ما أسماه ” عراق الجغرافيا ” ، وينصحنا أن نستبدله بشيء أسماه ” عراق الشعوب “(7) .
ليست هذه العبارات مجرد ألعاب لفظيه ، فقد إعتدنا أن تسبق مؤامرات مُعدّه جيده ، لتهيئ الإنسان لقبول تخليه عن وطنه بإضاعة المفاهيم عليه .
لكن لعل أخطر ما يحمله عبد المهدي في جعبته هو مؤامرته لخصخصة النفط العراقي ومنحه للشركات الأجنبيه من خلال ما أُسمي غشاً ” قانون شركة النفط الوطنيه ” . القانون مُرِّرَ في نهاية الدوره البرلمانيه بطريقةٍ غريبه ومشبوهه ، تماماً كما مُرِّرَ إنتخاب عبد المهدي وحيدرالعبادي قبله . وقام عادل عبد المهدي بدور قيادي في دعم القانون وتمريره ، مع مجموعةٍ من أمثاله من الفاسدين ، مدعومين بعصابةٍ من نوع جديد غير معروف في البلد ، تطلق على نفسها ” القوه المجتمعيه ” وبإمكانيات تثير الدهشه !
أرجو أن أكون قد إستطعت أن أُبرر رأيي بمن أسهم أي إسهام في إيصال هذا المسخ ليحكم بلده ، كما أشرت في بداية المقاله ، وأتمنى أن يفتضح هؤلاء جميعاً ويعرف الشعب حقيقتهم الوضيعه . أكتب هذا قبل أن أعرف من يكون هؤلاء ، خشية أن يؤثر على تعبيري معرفتي بهم ، تحيزاً لهم أو ضدهم .
لقد أطلق هؤلاء وحشاً إضافياً على بلدهم الذي تتناهشه الوحوش ، وفي لحظةٍ حاسمه ، ليخنقه بمؤامرةٍ تُهدد بقطع متنفسه الوحيد : موارد نفطه . لكن لحسن الحظ أن هذه المؤامره تُجابه اليوم ، رغم تمريرقانونها وإقراره بسرعةٍ مشبوهه ، بتصدٍ باسلٍ قادته شخصيات نزيهه من الكادر النفطي العراقي القديم ، فقدمت طعناً بالقانون في المحكمه العليا ، ونأمل أن ينجحوا بإسقاط هذه المؤامره وكل مؤامرات هذا المسخ الذي لا يعلم أحدٌ حتى اليوم كيف تم إيصاله الى السلطه ، بمساعدةمن تخلى عن ضميره من القاده . وسوف نكتب عن تلك الطريقه وعن ما يُراد لنفط العراق على يد عادل عبد المهدي .. الأخطر !

(1) سر المرشح – كيف عرفت عادل عبد المهدي ؟
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1998581790198880
(2) عادل عبد المهدي – الأخطر
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1999650366758689
(3)
صائب خليل : عادل عبد المهدي يهاجم الزعيم قاسم ويعّد لـ 8 شباط جديدة
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/879017382155332
 (4) علاء اللامي – من هو عادل عبد المهدي الذي أجمعت عليه ..
https://www.facebook.com/allamialaa/posts/1973373442723242
(5) عامر محسن في مقالته ” زفرة ماو الأخيرة -1 ”
https://www.al-akhbar.com/Opinion/251848
(6) – عادل عبد المهدي : الحرس الوطني يمنع تكوين “المليشيات”
http://www.khabaar.net/index.php/permalink/46183.html
(7)
عادل عبد المهدي : التحديات والمستقبل .. ” عراق الجغرافيا “.. و” عراق الشعب ”
https://www.facebook.com/Adil.Abd.Al.Mahdi1/posts/1403295939734942

 

اترك تعليقاً