الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / ما أسباب موقف الغرب الخجول من قضية خاشقجي؟

ما أسباب موقف الغرب الخجول من قضية خاشقجي؟

السيمر / السبت 13 . 10 . 2018 — ‏يلتزم الغربيون نوعا من الحذر في تعليقاتهم على قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالنظر إلى أن الرياض شريك على كافة الصعد الاستراتيجية والعسكرية والتجارية، وسلطاتها لا تتوانى عن إصدار رد الفعل.
وقالت كامي لون الباحثة المتخصصة في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية تعليقا على التصريحات الحكومية الغربية إثر اختفاء الصحافي السعودي، “حتى الآن شهدنا ردود فعل خجولة”.
ولم يظهر جمال خاشقجي المنتقد للنظام السعودي والمتعاون مع صحيفة واشنطن بوست منذ دخوله في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر القنصلية السعودية في إسطنبول.
ولخص دونالد ترامب الأمر بقوله يوم الخميس 11 أكتوبر 2018 إن السعوديين “ينفقون 110 مليارات دولار في المعدات العسكرية وأشياء تحدث فرص عمل في هذا البلد. أنا لا أحب فكرة إنهاء استثمار 110 مليارات دولار في الولايات المتحدة”.
وبالنسبة إلى فرنسا الاستثمارات أقل لكن الإشكالية هي ذاتها وتلخص في أن السعودية هي ثاني زبون لصناعة السلاح الفرنسية في الفترة بين 2008 و2017 مع 11,1 مليار يورو.
كما أن المملكة لاعب من العيار الثقيل جدا في سوق النفط. وتتولى أيضا دورا دينيا رئيسيا في العالم الإسلامي. وهي نقطة ارتكاز عسكري من الدرجة الأولى بالنسبة للغربيين ولاعب أساسي في كامل الشرق الأوسط حتى القرن الإفريقي.

صعوبة التكهن برد فعل ولي العهد
ترى مضاوي الرشيد الأستاذة السعودية في كلية الاقتصاد بلندن انه “من وجهة نظر تجارية واقتصادية وعسكرية وأمنية، ليس لدى معظم الحكومات الغربية الاستعداد لإعادة النظر في علاقاتها مع المملكة السعودية، لكن يمكن أن تكون هناك بعض الضغوط في الكواليس على محمد بن سلمان” ولي العهد السعودي الذي كان قام بحملة لنيل إعجاب الغرب.
لكن على المستوى العلني يبقى الأمر باهتا وخصوصا أن محمد بن سلمان يمكن أن يرد بعنف كما خبرت ذلك كندا التي تشهد أزمة دبلوماسية عميقة مع المملكة بعد انتقادها اعتقال ناشطين حقوقيين في السعودية.
وأكدت الباحثة لون أن “محمد بن سلمان كانت له أحيانا ردود فعل قوية وغير متوقعة”.
في المقابل تبدو وسائل الضغط محدودة على السلطات السعودية خصوصا بالنسبة للأوروبيين. “وإذا مارس ترامب ضغوطا سيكون لذلك إثر أهم بكثير” بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة لدى السعودية التي يقوم وجودها من الأصل، على تحالف متين مع واشنطن.
وأضافت لون لكن “سيكون من الصعب على الأوروبيين عدم رد الفعل متى توفر دليل رسمي” على تورط سعودي في اختفاء خاشقجي، مع احتمال التعرض لانتقام محمد بن سلمان.
من جانبها اعتبرت سارة بولينغر المقيمة في عمان أنه مهما يكن من أمر فان قضية خاشقجي “ستضع المملكة السعودية في موقف حرج. فهي تحاول الظهور باعتبارها تتجه للتحديث والانفتاح على الغرب”.

“خط أحمر”
مكنت شهرة خاشقجي الأخير من العمل في صحيفة واشنطن بوست، وتدفع ملابسات اختفائه الرأي العام الغربي للتعبير، الأمر الذي يثير بلبلة، بحيث طلب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بتحقيق أميركي، في وقت يأخذ مستثمرون على غرار ريتشارد برانسون مسافة من الرياض.
وتقول مضاوي الرشيد “أن رد فعل المجتمع المدني كان أقوى بعد أكثر من عام من الدعاية (…) لإظهار القيادي السعودي باعتباره مصلحا كبيرا وصاحب رؤية مستقبلية”.
أما رد فعل الحكومات الغربية فميزته انه حصل رغم انه معتدل، بحسب باسكال مينوري صاحب كتاب “مملكة الإسفلت: شباب سعودي ثائر”.
ورأى “انه رد فعل وهذا يصنع الفرق مع الصمت الدولي التام عن القمع الدامي” في المملكة السعودية مضيفا أنه “تم توقيف سلسلة من الناشطين ولم نسمع شيئا عندما وضع هؤلاء الناس في السجن”.
وتابع “الغربيون بصدد توجيه رسالة ذات معنى واضح ودقيق إلى (أفراد الأسرة المالكة) آل سعود يمكنكم فعل ما يحلو لكم داخل بلدكم والتسبب بكارثة إنسانية في اليمن، والخط الأحمر الوحيد هو المساس بصحافي يعمل لواشنطن بوست أحد أعمدة صناعة الإعلام الأميركي”.

اترك تعليقاً