السيمر / الاثنين 29 . 10 . 2018
هادي جلو مرعي
حكم مسبق.
من يقود دولة فاشلة هو حتما شخص فاشل، وغايته تحقيق مكاسب سياسية ومادية، وهذا ينسحب على المناصب كافة..وطالما كانت بؤرة المرض قد شخصت فإنها غير صالحة للعيش، وهذا حال الدولة العراقية التي إنهارت عام 2003 وإستحوذت عليها مجموعات تعمل لحساب مخابرات دول اخرى تمكنت من فرض هيمنتها الكاملة، ووظفت سياسيين وقوى نفوذ لصالحها، ودمرت البنية الأساسية، وفككت المجتمع، ونشرت الفوضى والضياع، ونهبت الثروات.
من يرضى بتبوأ منصب في العراق فأمامه خيار واحد هو النجاح في وقف التدهور والفشل والفساد، وإذا لم يستطع فعليه الإنسحاب وإلا فقد حكم على نفسه بالشيطنة، وإنه شخص منتفع يريد تحقيق غاياته ومصالحه وضمانها على المدى الطويل، وليس من شك في أن المستحوذين على الدولة في الغالب هم مجموعات متنفذة مستقوية على الشعب، مهلكة للحرث والنسل لاتعبأ بالتغيير، ولاتريده وسخرت الشعب ليكون تبعا ذليلا صاغرا لاتأثير، ولاقيمة له في مواجهة مايعانيه ومايحيط به من مآس وويلات.
الرئيس الفاشل هو من يحكم دولة محكوم عليها بالفشل ويحيط به الصحفيون والمرتزقة من أصحاب الشركات والسماسرة ليوجهوه كما يريدون لينجزوا معاملاتهم الخاصة، ويسدوا الطريق على منافسيهم. وهو أيضا واحد من آلاف جيروا الدولة لصالحهم ومن كان من الصحفيين ضده، أو ينتقد أداءه، أو يرفضه تحول الى متملق باحث عن فائدة ومكسب.
يسرع صحفيون وكتاب لمد رقابهم ليقرأوا الصورة جيدا، متقربين ومتملقين للحكام الجدد ليكتبوا عنهم خاصة وإن هناك من بدأ يؤسس قروبات دعم على الواتساب لهذا الرئيس وذاك العتريس من أجل نيل الرضا، وسيركض معلقون ومحللون سياسيون ليزورا قصور صدام التي إحتلها الحكام الجدد علهم يحصلون على منصب، أو تكون لهم حظوة ما عند هذا الرئيس وذاك العتريس في بلد يعيش على الفساد والنفاق الديني والإجتماعي ويهوي الى الحضيض.