الرئيسية / مقالات / انقسم العرب لمعسكرين وكليهما ارهابيان وتدخلا بالصراع الليبي

انقسم العرب لمعسكرين وكليهما ارهابيان وتدخلا بالصراع الليبي

السيمر / فيينا / الاثنين 08 . 04 . 2019

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

تركيا وقطر ضد حفتر، والغرب والخليج مع حفتر، في الايام الثلاثة الماضية طغى المشهد الليبي على المشهد الاعلامي والخبري في العالم، وبرز للعيان قطر وتركيا ومعهم الاخوان مع حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، بعد تقدم قوات الجنرال حفتر ووصولها للعاصمة طرابلس، اصدر الشيخ الغنوشي الاخواني بيان لدعم حكومة السراج وتله المنصف المرزوقي والذي ايضا اخواني، وتلاهم القرضاوي في اصدار بيان لمجاهدة قوات حفتر، اردوغان ندد بعملية حفتر ودعم السراج، وتم عقد اجتماعات بين تنظيم القاعدة والاخوان في انقرة لمساعدة السراج، وارسلوا له الاف الانتحاريين من مدن ليبيه كدرنة والزاوية ومصراته، بالمقابل السعودية والامارات والغرب مع حفتر، هناك رغبة مصرية سعودية اماراتية اردنية لدعم حفتر وايصاله للقيادة ليبيا، ترحيب الشعب الليبي بالجيش ليس مفاجئاً لان الليبيين يتطلعون إلى نهاية كابوس الاقتتال والفوضى الذي دام ثماني سنوات، بسبب سيطرة التنظيمات الاخوانية الوهابية السلفية المتطرفة، بحيث سأم الليبيين بسبب الحروب الداخلية ويتمنون دولة موحدة بحكومة مركزية واحدة وجيش واحد، هذا التمني بات أقرب إلى الواقع مع تقدم الجيش الوطني الحفتري الليبي السريع، الذي وصل إلى طرابلس، العاصمة حاضنة الميليشيات وحرر عدداً من المناطق المحيطة بالعاصمة. وليس الليبيون فقط من يريد نهاية كابوس الحرب، والتخلص من التنظيمات الاخوانية والوهابية، وإقامة سلطة مركزية واحدة، بل هي رغبة العالم، بعد ان اصبحت ليبيا طريق لتهريب المخدرات القادمة من امريكا الجنوبية لاوروبا وللشرق الاوسط، وايضا باتت ليبيا معسكرات للقاعدة وداعش والاخوان، معظم القوى الإقليمية والدولية مع دعم حفتر. ولاحظنا أن كل الحكومات دعت إلى الحل السلمي ووقف العمليات العسكرية بالعلن، لكن بالسر معظم الدول لا يمانعون وهم مع الحل العسكري الحاسم بقيادة قائد الجيش خليفة حفتر، البيانات السياسية التي صدرت عن باريس، وواشنطن، وموسكو، والقاهرة لم تلجأ إلى التهديد بالعقوبات، بل اعتمدت الدعوة الى الحل السياسي، الذي بات بخبر كان واخواتها وغير قابل للتحقيق في ظل الوضع الميداني الجديد، توقيت التوجه لطرابلس اتخذ قبل يوم واحد من المفاوضات الاممية . فالمفاوضات كانت ستفشل طالما أن الفصائل الارهابية الاخوانية الوهابية مصرة على الاحتفاظ بسلاحها وحقول البترول المخصص لها ومناطق نفوذها. غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، الذي كان قد أعد طاولة الحوار، قال إنه يرفض التراجع نتيجة التطورات الجديدة، وإن التفاوض على الحل سيتم في مكانه وموعده المحددين. قال: «لن ألغيه بعد أن أمضينا عاماً حتى نصل إلى هذه المرحلة». الحقيقة السياسي اللبناني غسان سلامة والحامل للجنسية الامريكية سوف يدير المفاوضات وبظل سقوط قذائف المدفعية والدبابات على مناطق التنظيمات الارهابية ويرغمهم في القبول بالحل السلمي، ميزان القوة تغير لصالح القيادة العسكرية ضد الميليشيات المسلحة التي أصبحت أحياؤها في مرمى مدفعية القوات المسلحة. العصابات المسلحة في الأيام الماضية ومن خلال اعلامها واعلام قناة الجزيرة رفعوا شعارات مصطلح الشرعية ضمن دعايتها السياسية، وتخويف الليبين ان قادة جيش حفتر من انصار معمر القذافي وان لهم سجل سيء بحق الشعب الليبي، الجيش الذي يقوده الجنرال حفتر، بات مؤسسة شرعية ويحظى بدعم كامل من البرلمان الليبي، غالبية نواب البرلمان الليبي مع حفتر وجيشه، حفتر يحضى بالشرعية واذا احكم السيطرة على طرابلس يعترف به العالم ويدعمه الشعب الليبي، معظم الميليشيات المسلحة جماعات وهابية متطرفة تتبع تنظيم القاعدة، وهناك حكومات تدعمها مثل قطر وتركيا، وقادة وساسة الاخوان المسلمين بكل اصقاع العالم.

اترك تعليقاً