السيمر / فيينا / الاثنين 08 . 04 . 2019
حسن حاتم المذكور
1 ـــ رسالة للأستاذ عادل الهاشمي, تفتح نافذة لأختراق جدار الغموض, الذي يحاصر الوعي العراقي, بالف احتمال وتأويل, عتمة سقط فيها المثقف بعد السياسي, رسالة انقلها نصاً ومضموناً للتأمل, ناهيك عن الحوار, قبل ان يتناثر ريش الهوية, على رمال الأحباط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي سيد حسن
اتفق معك ان يكون العراق أولا ولكن اي عراق؟ العراق التاريخي ام العراق الذي خطه الإنكليز في عام ١٩٢٠ او بعدها بقليل. للأسف العراق الحالي لن يرى الاستقرار والازدهار, لان إيران وتركيا والخليج السعودي وكذلك الأردن وصديقتها إسرائيل لايريدون ذلك, والعراق حاليا يحكم من قبل عملائهم سواء على المستوى السياسي او الديني.
لا ارى حلا لوضع العراق على المدى القريب لان الشعب لن يثور وعملاء إيران والآخرين لن يذهبون.
التغيير في العراق غير مرتبط بالشعب العراقي إلى حد كبير. التغيير يحدث إذا حدث تغيير في النظام الإيراني. كذلك يحدث التغيير إذا فقد النفط قيمته الاقتصادية وأثر ذلك على مشايخ البترول. الموضوع فيه تفاصيل كثيرة.
مع أطيب الأمنيات
عادل الهاشمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـــ الأستاذ عادل الهاشمي: يشير الى الطريق والطريقة, لأستيعاب واقعنا, في سؤال غاية في الأهمية “اتفق معك ان يكون العراق اولاً, ولكن اي عراق؟ العراق التاريخي ام العراق الذي خطه الإنكليز في عام ١٩٢٠” ندفع بالسؤال ابعد, كيف ومتى يمكن لنا, ان نفكر بتغيير واقعنا الكئيب؟؟, نتلفت قليلاً الى الوراء, امريكا دولة مصالح متمردة شريرة, ومن العبث ان نطلب او ننتظر منها موقف صداقي, فقط عبر حكومة وطنية, تحظى بدعم وحماية شعبية واسعة, يمكنها ان تتعامل مع امريكا, بمنطق الحفاظ, على المصالح العليا للشعب والوطن, غير ان الواقع الراهن, لا يدعو للتفائل مع حكومة فضائية, كيانها مزور شكلتها وتتصرف فيها ولاية الفقيه.
3 ـــ التغيير الذي يراه الأستاذ عادل, “يحدث اذا حدث تغيير في النظام الأيراني” نذهب معه الى “التفصيلات الكثيرة” ايران دولة قومية, استعملت اسم الله الى ابعد حدود المكيدة, والمذهب (جوكر) بين اوراق لعبة مصالحها, وبدنائة وظفت احزاب شيعتها, ليرهنوا العراق في مزاد صراعاتها, نرى هنا, ان انتظار التغيير في ايران, من دون اضعاف نفوذها في العراق, امر سيجعل معاناة الشعبين (العراقي الأيراني) تأخذ مداها الأبعد, وهذا الأمر ترفضة “التفصلات الكثيرة” التي اشار اليها مضمون الرسالة, هنا يجب على المتبقين, من تاريخ الحركة الوطنية, ان يضمدوا جراحهم ويضعوا حداً, يفصلهم عن انتهازية وتبعية, يساريي المراحل الميته, ويتخذون من حراك الجيل الجديد الرافض, وثقافة الأنتفاضة دليل عمل, بلا هوادة ولا تهادن, وعدم الخشية من مليشيات احزاب الخيانة, في الجنوب والوسط, انها مجاميع مؤجرة, اذا ضاق الخناق بها, ستهرب بملابسها الداخلية, كما فعلها فدائيي صدام حسين.
4 ـــ العراق لا يملك حصة في كيانه, السلطات الثلاثة والرئآسة, ومؤسسات الدولة الأمنية والمليشياتية, تعمل لخارجه, احزابه الأسلامية والقومية, نزف تاريخي في جسده, اي حدود لم تتسلل منها المفخخات والمخدرات, وتُهرب منها الثروات والعملات والآثار, اي جار ليس له مخلب في كتف العراق, لماذا الخلاف اذن, من الأكثر انهاكاً للدولة العراقية, والأكثر خرقاً للسيادة الوطنية, والأكثر تشويهاً للمجتمع العراقي, امريكا ايران السعودية تركيا, حتى يغرق اغلب مثقفينا كما هم سياسيينا, في وحل المقارنة, وتجرف اغلبهم موجة الأحباط, حتى تمتد اصابع التصريحات والمقالات والتحليلات, في دسم الأرتزاق, ما افهمه من رسالة الأستاذ عادل, وعلى مسؤوليتي اضيف اليها, ان بداية التغيير في العراق, تبدأ من ثغرة يفتحها جيل الأنتفاضة الشعبية, في الجنوب والوسط, في جدار التدخل والوصاية الأيرانية, وتصفية مراكزها السياسية والأقتصادية والثقافية والأعلامية, وفرض حضر دستوري, على احزاب عمالتها, كما هو البعث.
08 / 04 / 2019