السيمر / فيينا / الأربعاء 10 . 04 . 2019
اياد السماوي
في التاسع من نيسان من كلّ عام تعود ذاكرة العراقيين إلى ذلك اليوم الخالد لتستذكر ذلك المشهد التأريخي الرائع الذي سقط فيه صنم العراق الأكبر لتدوس عليه أقدام العراقيين .. ففي مثل هذا اليوم الأغر سقط أعتى نظام فاشي ودموي عرفته البشرية في تأريخها الحديث .. وفي مثل هذا اليوم سقط رمز من رموز الظلم والجور والقتل .. وفي مثل هذا اليوم انتهت حقبة البعث المظلمة وانتهت معها دولة المنظمة السرّية ودولة الجريمة المنظمة .. وفي مثل هذا اليوم ولّى وإلى الأبد صدّام وعزّت الدوري وعلي كيمياوي وعبد حمود والمعتوه عدي .. وفي مثل هذا اليوم سقطت عصابة البعث المجرمة وسقط معها نظام القتل والتدمير والاغتصاب والاغتيالات .. وفي مثل هذا اليوم لم يعد لأحواض التيزاب وجود لتذاب فيها أجساد المناضلين والمجاهدين .. وفي هذا اليوم كشف عن مقابر النظام الجماعية وجرائم البعث المجرم بحق الشعب العراقي .. وفي مثل هذا اليوم لم يعد أبن تكريت أو الرمادي محافظا أو مديرا للأمن على البصرة والسماوة والناصرية وكربلاء والنجف .. وفي مثل هذا اليوم اكتحلت عيون الأمهات والزوجات اللواتي فقدن أبنائهن وأزواجهن في أقبية سجون صدّام ومقابره الجماعية .. وفي مثل هذا اليوم بكى أيتام البعث من الرفاق والرفيقات بدموع من دم على رحيل صدّام وعدي وقصي وعلي كيمياوي وبرزان وأخوته .. وفي مثل هذا اليوم استعاد الإنسان العراقي كرامته وحريته ولم يعد لأحد أن يجبره للانتماء لهذا الحزب أو ذاك .. وفي مثل هذا اليوم أسدل الستار في العراق عن حكم الأقلية الذي استمرّ أكثر من ثمانون عاما . ومع كلّ هذا وبالرغم من كلّ جرائم النظام البشعة بحق الأبرياء وحروبه العبثية التي دمرّت البلد وأرجعته إلى العصور الوسطى , لا زال أيتام البعث يذرفون دموع التماسيح على احتلال العراق من قبل أمريكا ويعتبرون هذا اليوم يوما أسودا في تأريخ العراق , يتباكون على الوطن نفاقا , متوّهمون أنّهم سيخدعوا الشعب بهذه الكلمات الساذجة ويخفوا حقيقة مشاعرهم و نفوسهم المريضة , وكأن الوطن هو الأرض فقط وليس الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض والنظام الذي يحترم هذا الإنسان وحقوقه , وبدورنا نقول لهؤلاء المنافقين الأدعياء أي كرامة للإنسان في ظل نظام قمعي وفاشي ودموي وديكتاتوري جائر كنظام صدّام المجرم ؟ أليس هذا اليوم الخالد آية من آيات الله ومشيئته في أن يسقط هذا النظام المجرم في نفس اليوم الذي أعدم فيه الشهيد الخالد آية الله العظمى محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ؟ ألا يستحق الشعب العراقي الذي عاني الويلات في ظل هذا النظام المجرم القذر أن يفرح ويبتهج بهذا اليوم الذي أنزل فيه الله تعالى عقاب السماء بجرذ العوجة ونظامه الفاشي ؟ لماذ كلّ هذا الحنين لنظام لصدّام وزبانيته ؟ في الختام نقول لكم .. سنبقى نحتفل ونبتهج كل عام بهذا اليوم الخالد الأغر .. وستبقون كل عام تذرفون الدموع على صدّامكم وبعثكم المجرم القذر …