السيمر / فيينا / الأربعاء 10 . 04 . 2019
حسن حاتم المذكور
1 ـــ من يتجاهل جيل الأنتفاضة, يجهل ذاته, عائم بين مد الأعلام المأجور وجزره, يحلم بأصطياد سمكة فساد نافعة, فيجد نفسه في جوف حوت الفساد, مصطاداً لا حول له ولا قوة, ومن هناك يبدأ كتابة وصاياه, مقالة وتحليل وبحث, او وجهات نظر مصابة بشلل الأحباط, ثم يعيب على ارادة المنتفضين, ووعيهم وثبات مواقفهم وتضحياتهم, يصرخ بالهتاف الخادع “سلمية…سلمية..” ويدعوهم لتسليم أمرهم الى مراجعهم, وينسى ان اصبع العراقيين في النار, واصبعه في الماء, وان العراق وحيداً, تفترسه وتتقاسم اشلائه, سفلة أمريكا وعبيد إيران ومرتزقة الخليج السعودي, أغلب الذين كانوا, او ادعوا, مسحوا ماضيهم كأي وشم, لا ضرورة له, يفترقون مع بعضهم, ويغيرون مواقعهم, تجمعهم المنافع, واحياناً تفرقهم, كل يعيب على صديقه بسواد الوجه, ولون الفساد واحد.
2 ـــ لا يكفي انهم يتجاهلون جيل الأنتفاضة, بل يمضغون وقتهم الضائع أصلاً, في خلافات ومقارانات, بين: ان كانت أمريكا او إيران او السعودية او تركيا, صديقة ام عدوة, يمتدحون هذه ويشتمون تلك, لا يحترمون وقتهم ويخلطون الأوراق على وعي القاريء, لو سألوا بائع متجول, لفسر لهم الأمر, وحررهم من حالة التشظي, لو افترضنا ان الأنتفاضة, في نقطة صفر البداية, لتكن لكنها البداية, هل لديهم بداية أفضل, وحالهم يشير الى موت سريري, ونهايتهم تحاضن نعش الأحباط, الأنتفاضة ضمير شعب يتنهد, لا سكينة له في مستنقع الترقب السلبي, وارواح شهدائها, تكتب وصاياها لأجيال قادمة, الأنتفاضة شعار المشروع الوطني, على امتداد مساحة الوجع العراقي, هناك من يبيع العراق, ولعنة الله على (طراطير) السياسة والدين والثقافة.
3 ــ ابحثوا في زواياكم, ان كان لكم فيها, بقايا من “اضعف الأيمان” وظفوه ولو صدفة, على هامش التضامن مع انتفاضة اهلكم, قد يعاتبكم النفس القديم, لمشروع الرابع عشر من تموز, ويعاتبكم الأوائل, كان كل واحد منهم, صخرة غصت بها فاشية الأنظمة, واستحال هضمها, شاهدناهم وليس منقول عنهم, ساروا الى حتفهم, واستشهدوا واقفين, كنخيل الجنوب وأعلى قليلاً, كونوا نصفهم او ربعهم اوأقل قليلاً, فالأمر ليس معجزة, لمن تمشي في دمه حروف اسم العراق, ويعز عليه ان يهان العراق, او يستقرد عليه صغار الخليج, او تسرق رغيف خبزه ثعالب ولاية الفقيه, ويحكمه لقطاء خرجوا من بيضة الفساد, هل تعلمون يا أولائك وهؤلاء, انه العراق وعاصمته بغداد, متى ستعلمون انكم عراقيون, احفاد تاريخ وحضارات, وجيناتكم لا تسمح لكم, ان تكونوا عبيداً لجاركم, الآن تستطيعون ان تضحكوا مني, قبلها ارجوكم ان تضحكوا منكم أكثر, ان كنتم صادقون, ومن يخون وطنه, يؤهل نفسه ليكون جلاداً لشعبه.
4 ـــ الأنتفاضة مقدسكم, حتى ولو خنقوا صوتها, صلوا خلفها في شوارع وساحات محافظاتكم, انها الضمير والنفس الأخير في رئة العراق, لماذا ولمن تكتبون اذن, ان لم يكن للأنتفاضة, تذكروا أوائلكم, واخلعوا عن ضمائركم, أسمال ثقافة المنطقة الخضراء, ان وعي الرأي العالم العراقي, تقدم أبعد من حضيض العملية السياسية, جميعهم خذلوا العراق, ولم يبق له سوى انتفاضة أهله, دعونا نهتف ــ ونحن ايضاً ــ ونلتحق بالأنتفاضة, بالكلمة والهتاف والمقالة والقصيدة, وكفانا ان نبقى صفراً, بين ارقام الفساد, لا تحسدوا من استبدل الهوية, بحفنة دولارات, انه تعيس يعاني خراب الذات وتفاهة الشخصية, ويصرخ مرعوباً (خذوني فأنا هو), ونحن نستذكر جرائم الطاغية صدام حسين, وقوله “من يريد العراق, يستلمه ارض بلا شعب” ها هو الوجه الآخر لعملة البعث, عادل عبد المهدي, يقولها مقلوبة, من يريد العراق “سيستلمه شعب بلا وطن”.
10 / 03 / 2019