الرئيسية / مقالات / العرائش بالثابت وليس الطائش

العرائش بالثابت وليس الطائش

السيمر / فيينا / الاحد 22 . 09 . 2019

مصطفى منيغ / المغرب

لن يًبعدنا عما يجري قي الشرق العربي من أحداث متفاوتة الحساسية والخطورة ، عما يجري في بلدنا من أشياء تجعل بعض الأقاليم (المحافَظات) وفي مقدمتها “العرائش” في اختناق متصاعد الوتيرة ، مردُّه انعدام العدالة الاجتماعية قي تصريف ثروات البلاد على حد يضمن الشعور أن المغرب للجميع وليس لبعض الجهات المحظوظة ، وكم نشعر بالشجن العميق ونحن نقيس مستويات الاستثمار الرسمي الحكومي  و العرائش في ذيله موجودة ، كأنها خارج السياق العام لكل تطور منشود كما تريده سنن الحياة الدائمة الاتجاه نحو التجديد حفاظا على استمرار  البقاء كطبيعة داخل الدول المُحْتَرَمَةِ ولشعوبها مُحْتَرِمَة . كل المكونات تساعد عين المكان في خلق نهضة تتغلب على الجاثم الموروث تكدسه منذ سنة 2007 حتى الساعة ، المساهمة فيه بعض الأسماء التي ظنت أن مرور الزمن فرضَ علينا نسيانها لكننا صمدنا بما سجَّلناه فوق الورق المُقَوَّي بحبر يقاوم الرطوبة والحرارة ، ليُبْقِي على وضوح الكلمات المحافظة بتناغم بعضها ببعض على إعادة خروقات مُرتكبة ، بتواطؤ مكشوف بين عصابة إقليمية ، ملكت المناصب والنفوذ و بعض المندسين بأفعالهم اللاَّوطنية، داخل إدارة مركزية ، همُّها منحصر كان على هيمنة الهدوء وإن تطلَّب الأمر غَضَّ الطَّرْف عمَّا يقوم به المفسدون في الأرض انطلاقا من مكانتهم الوظيفية ، وإمكانياتهم في تغطية اللاَّقانون بالقانون رغم أنف الهندسة الإدارية . أجل كل الإمكانات المحلية تؤهل العرائش مدينةً وإقليماً لتبديل حالها الآني الذي لا يسر في مجمل مَجالَيْهَا الحَضَري والقروي عدواً كان أو حبيباً بالمنظور المحايد النائي عن سياسات أية سياسة، هناك سهول وجبال لأرض كل شبر فيها للخير معطاء، مفعمة بوفرة الماء ، وتساقطات منتَظِمَة  تجود بها السماء ، تُنعش الأنهار لرَيِّ فلاحة ذائعة الصيت لجودة صنوفها ابتداءاً من الشمندر، إلى قصب السكر، مروراً بالبطيخ الأصفر الداخل أو الأحمر، هناك بحر وهناك خَيْر بَشَر ، فما العائق الجاعل منها عن فرض وجودها تتأخر، أليس السؤال مقلقٌ للغاية مَنْ يملك صِدْقَ الجواب لو لم يكن لسانه بالحظر عن الكلام يتعثَّر؟؟؟. ترقُُّبُ محدود الانتشار ، لما سيُصفر عنه تنقيبٌ  الإعلان عن نتائجه قريب  كما نتصور. ومع ذلك مآل الحال لن يتغير، ومن يدَّعي غير ذلك يقفز على الحقيقة ليصطدم ذات يوم بمساهمته في تمرير ما تَمَكَّنَ به المغادرة مُحَمِّلا ً بما لَوْ صُرِِف في محلِّه القانوني لكان التخفيف رحمة للعرائش وأهلها عما صبرت بما يكفي لتُنْصفَ بالحصول على حقوقها دون انتقاص أو تغيير.

… مصيبة المصائب تتلخص يومياً في قنطار من أوراق تتضمن تقارير تُرسَل على جناحي السرعة لمصالح أمنية مركزية ، متعددة الاختصاصات ، بما فيها المخابرات بشمولية فروعها، وأيضا الإدارية بما يمثلها من وزارات أكانت عادية أو سيادية لا نفوذ مباشر لرئاسة الحكومة عليها كوزارة الداخلية ،  لو قُدِّر لمن أراد القدر الاطلاع عليها من خارج المنظومة لبكى وضحك في آنٍ واحد ، وتيقَّن من يومه الفريد ، فضاه في قراءة تلك التقارير أن لا مناص حياله من ثلاثة وسائل يختار منها واحدة : ألابتعاد عن هذا البلد بأقصى سرعة ممكنة، أو العيش منزويا ،أو ابتداع شكل غير مسبوق من النضال السلمي الجد مُتعِب ، حتى تلك المؤسسة الإقليمية المنسقة لباقي أنشطة المندوبيات الحكومية المُمُثَّلة في الإقليم ، المُلقَّبة بالمصالح الخارجية ، ما أن ينتهي رئيسها من اجتماع حتى يلِجَ لآخر ، والنتيجة لا شيء نرى ، بعد طول ثرثرة ، خروج من وقت ضائع ، للدخول لما هو أضيع ، وعداد المصاريف لا يشبع ، والحساب بما تَجَمَّع يجمع، ورؤوس المحرومين من حقوقهم من كثرة صداع الانتظار سنة بعد سنة تتوجَّع ، وعيون شباب حاملي الشهادات العليا المعطّلين عن العمل بالدم تدمع .(للمقال صلة)

اترك تعليقاً