السيمر / فيينا / السبت 07 . 12 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
بعد
كلمة الشيخ عبدالهادي الكربلائي معتمد المرجعية المتمثلة بمرجعية السيد
علي السيستاني وشكره للعشائر العربية الشيعية لدفاعها عن المرجعية ونزولها
لساحات التظاهر لقطع الطريق على اصحاب المشاريع التي تستهدف اصل العملية
السياسية وبلا شك استهداف العملية السياسية تعني استهداف المكون الشيعي
العراقي بشكل خاص دون غيره، بعد كلمة معتمد المرجعية بخطبة صلاة الجمعة هذا
اليوم واشار بشكل واضح لمشاركة العشائر العربية للدفاع عن المرجعية هل
اقتنع الكثير من الاخوة انني عندما اشير ان العشائر التي نزلت لسوح التظاهر
تابعة لمرجعية السيد علي السيستاني فإنني كنت محق وليس كما حاول بعض
الاخوة الكرام من خلال تعليقاتهم او من خلال اتصالاتهم او من خلال اعراضهم
عن التفاعل مع المنشور الذي نشرته انهم للاسف اما هم متحيزون لفئة لها
مصالح خاصة او ان بعضهم لايميز بين الحق والباطل وهؤلاء اعدادهم كثيرة عبر
التاريخ، عندنا شيخ معمم وصديق محترم في خطبة صلاة الجمعة عام ٢٠٠٤ مدح ما
سماهم في مجاهدوا الفلوجة وثار عليه بعض المصلين بوقتها، وبعد ان اتضحت
الصورة صادفني عام ٢٠١٢ وانجمعت معه في مجلس خاص، تطرق للوضع العراقي انا
رأسا قلت له شيخنا المحترم في عام ٢٠٠٤ انت اسميت القتلة البعثيين
الوهابيين الذباحين في المجاهدين، الرجل صمت، قال لي انا جدا اسف ولا أخفي
عليك استاذي الفاضل ان البقر تشابه علينا، هههههه قلت له شيخي المحترم
البقر يتشابه على الانسان البسيط الجاهل الإمي وليس عليك انت خريج كلية
وشيخ معمم، بكل الاحوال للاسف لدى الوسط الشيعي العراقي ما شاء الله لدينا
اعداد جدا كبيرة تفكر بعواطفها وليس بعقولها، يصدقون كل من هب ودب، يشاركون
بتحطيم مكونهم في اياديهم قبل ايادي اعدائهم، وصدق قول الامام علي ع عندما
صنف الناس الى عدة اصناف
«أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا فِي دَهْرٍ عَنُودٍ وَزَمَنٍ كَنُودٍ
يُعَدُّ فِيهِ الْمُحْسِنُ مُسِيئاً وَيَزْدَادُ الظَّالِمُ فِيهِ عُتُوّاً
لا نَنْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا وَلَا نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا وَلَا
نَتَخَوَّفُ قَارِعَةً حَتَّى تَحُلَّ بِنَا وَالنَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ
أَصْنَافٍ مِنْهُمْ مَنْ لا يَمْنَعُهُ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِلَّا
مَهَانَةُ نَفْسِهِ وَكَلَالَةُ حَدِّهِ وَنَضِيضُ وَفْرِهِ وَمِنْهُمْ
الْمُصْلِتُ لِسَيْفِهِ وَالْمُعْلِنُ بِشَرِّهِ وَالْمُجْلِبُ بِخَيْلِهِ
وَرَجِلِهِ قَدْ أَشْرَطَ نَفْسَهُ وَأَوْبَقَ دِينَهُ لِحُطَامٍ
يَنْتَهِزُهُ أَوْ مِقْنَبٍ يَقُودُهُ أَوْ مِنْبَرٍ يَفْرَعُهُ وَلَبِئْسَ
الْمَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً وَمِمَّا لَكَ
عِنْدَ اللَّهِ عِوَضاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ
الْآخِرَةِ وَلَا يَطْلُبُ الْآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا قَدْ طَامَنَ
مِنْ شَخْصِهِ وَقَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ وَزَخْرَفَ
مِنْ نَفْسِهِ لِلْأَمَانَةِ وَاتَّخَذَ سِتْرَ اللَّهِ ذَرِيعَةً إِلَى
الْمَعْصِيَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَبْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ ضُئُولَةُ
نَفْسِهِ وَانْقِطَاعُ سَبَبِهِ فَقَصَرَتْهُ الْحَالُ عَلَى حَالِهِ
فَتَحَلَّى بِاسْمِ الْقَنَاعَةِ وَتَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ
الزَّهَادَةِ وَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ فِي مَرَاحٍ وَلَا مَغْدًى وَبَقِيَ
رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ الْمَرْجِعِ وَأَرَاقَ دُمُوعَهُمْ
خَوْفُ الْمَحْشَرِ فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ
وَسَاكِتٍ مَكْعُومٍ وَدَاعٍ مُخْلِصٍ وَثَكْلَانَ مُوجَعٍ قَدْ
أَخْمَلَتْهُمُ التَّقِيَّةُ وَشَمِلَتْهُمُ الذِّلَّةُ فَهُمْ فِي بَحْرٍ
أُجَاجٍ أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ وَقُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ قَدْ وَعَظُوا
حَتَّى مَلُّوا وَقُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا وَقُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا
فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْغَرَ مِنْ حُثَالَةِ الْقَرَظِ
وَقُرَاضَةِ الْجَلَمِ وَاتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ
يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وَارْفُضُوهَا ذَمِيمَةً فَإِنَّهَا قَدْ
رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ».
(شرح ابن ابي الحديد مج 1 ص 172 ط 1).