أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / رغم نجاحها في احتواء الفيروس.. الكبرياء التاريخي يمنع الغرب من طلب المساعدة الصينية المباشرة لمواجهة كورونا فيروس.. وترامب أوّل المُحرجين

رغم نجاحها في احتواء الفيروس.. الكبرياء التاريخي يمنع الغرب من طلب المساعدة الصينية المباشرة لمواجهة كورونا فيروس.. وترامب أوّل المُحرجين

السيمر / فيينا / الاحد 15 . 03 . 2020 —– بدأ الغرب يحاول الاطلاع وبنوع من الاحتشام على التجربة الصينية في محاربة وباء كورونا فيروس، وقد يضطر الى طلب المساعدة منها بما في ذلك الولايات المتحدة، في الوقت الذي بدأت فيه بكين بعرض المساعدة، وخاصة على إيطاليا.ونجحت الصين في فترة قصيرة من احتواء الفيروس بطريقة احترافية كبيرة جعلت من الرئيس شين جي بينغ يزور ووهان، المكان الذي اندلع فيه فيروس كورونا وأصاب أكثر من ستين ألفا.وساد نوع من الاطمئنان في أوروبا وباقي العالم في بداية انتشار الفيروس في الصين، ولم تنتبه الدول الى خطورة الأمر رغم قيام بكين بفرض الحجر الصحي على منطقة ووهان مصدر الفيروس والمناطق المحيطة بها، حيث تجاوز العدد 60 مليون نسمة، وبدل نهج سياسة استباقية، بدأ العالم الغربي ينتقد هشاشة البنيات الصحية للصين، وعندما انتقل الى إيران، استغلت الإدارة الأمريكية الفيروس لتوجيه انتقادات قوية الى القيادة السياسية في البلاد.ويعتبر احتواء الصين لكورونا فيروس في ووهان نموذجيا، فقد مس أكثر من 60 ألف شخص، وهو عشر مرات على ما عليه في إيطاليا حاليا بعشرة آلاف حالة، وثلاثين مرة على ما عليه في فرنسا حتى مساء الأربعاء، والمقارنة تكشف نجاح التجربة الصينية، فقد تعرض أكثر من 80 ألف صيني للفيروس، وتعافى 62 ألف حالة وتوفي 3162، بينما في إيطاليا توفي 631، ولم يتعافى في فرنسا سوى 12 شخصا من أصل 1700 مصاب حتى الآن، ولم يتعافى في الولايات المتحدة سوى ثمانية أشخاص حتى الآن من أصل ألف حالة مع 31 حالة وفاة، وإن كان يجب الانتظار عشرة أيام لاحداث مقارنة صحيحة.وبدأت الدول الغربية تتطلع الى التجربة الصينية، وتعرض بكين المساعدة على إيطاليا، وعرضت الصين إرسال فرق طبية لإيطاليا لمساعدتها في مكافحة فيروس كورونا، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانج يي ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو.وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن الوزير الصيني أعرب عن أمله في أن تحقق العلاقات الثنائية المزيد من التقدم. وقال الوزير الإيطالي إن حكومة بلاده تتعلم من التجربة الصينية الناجحة في مكافحة الفيروس، واتخذت تدابير صارمة لمنع انتشاره.وبدون ضجيج إعلامي، يتواصل الأطباء الأوروبيون والأمريكيون باستمرار مع نظرائهم الصينيين لمعرفة طرق عملهم، وانفتحت المجلات العلمية الأمريكية بشكل واسع لنشر التجربة الصينية.ويمنع الكبرياء الدول الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وبالأساس الولايات المتحدة، طلب المساعدة الصينية لأنها ستكون المرة الأولى التي ستلجأ فيها هذه الدول التي لديها الريادة في البحث العلمي الى دولة كانت تعتبر من العالم الثالث حتى الأمس القريب. كما انها في موقف صعب، فهي من جهة تمنع المواطنين في الغرب الاستفادة من التجربة الصينية في الجيل الخامس من الإنترنت، والآن يتم طرق باب بكين للاستفادة من محاربة كورونا فيروس.وفي برامج النقاش السياسي في القنوات الفرنسية مثل “إل سي إي”، يركز بعض المتدخلين على التجربة التايوانية التي حاصرت الفيروس مقارنة مع كوريا الجنوبية والصين، فلم يتعدى عدد الماصبين الخمسين، ويركزون على التجربة الصينية في جعل كورونا فيروس لا يتحول الى وباء قاتل في دولة يبلغ عدد سكانها مليار و300 مليون نسمة.وهناك اعتقاد في فرنسا والمانيا وبريطانيا ان هذه الدول برفقة أخرى ستضطر للجوء الى التجربة الصينية خلال أسابيع قليلة المقبلة لمحاصرة الفيروس، ولا أحد يعلم ماذا سيفعله الرئيس دونالد ترامب، هل سيدق باب الصين للوقوف على تجربتها أم سيترك الفيروس .

رأي اليوم

اترك تعليقاً