الرئيسية / مقالات / التاريخ الكروي العراقي المضحك والمبكي -1-

التاريخ الكروي العراقي المضحك والمبكي -1-

السيمر / فيينا / الجمعة 20 . 11 . 2020

اسعد عبد الله عبد علي

 

منذ ان تأسس الاتحاد العراقي ولازم جمهورية الكرة مرض خطير! الا وهو القرارات الغبية التي تصدر من الاتحاد العراقي, مما انتج تاريخ هزيل للكرة العراقية وصفحات تاريخية تتحدث عن غباء اهل القرار, والتي لولاهم لكان المجد حليف المنتخب العراقي, فلو تحدثنا عن عقد الثمانينات نجد ان السلطة البعثية العابثة دفعت في مطلع الثمانينات بحارس الامني لصدام (صباح ميرزا) ليكون صاحب القرار الرياضي! مما اغرقنا في بحر من القرارات الغبية التي لا تمت بصلة بالرياضة.

وبعد الحارس الامني صباح ميرزا جاء ابن صدام التكريتي “عدي” الشخص نصف المجنون وغير المتزن ليصبح القرار الرياضي تحت اسره… سنذكر في هذا المقال بعض فجائع القرارات الرياضية على شكل حلقات والتي انتجت لنا جبل من الاحزان, عسى ان يتعظ قادة الرياضة في حاضرنا.

·       تصفيات كاس العالم 1982

كان الاتحاد العراقي في سبات عميق, ادى الى غياب العقل تماما, حيث كانت تلك التصفيات العالمية سهلة جدا مع امتلاك العراق لمنتخب شرس جدا, بعد نجاحاته في عام 1979 في كاس الخليج وكاس العالم العسكري وعام 1980 تصفيات ونهائيات موسكو, كان اسباب الانتكاسة في تصفيات كاس العالم كثيرة وهنا نذكر الاهم منها:

اولا: تسمية المدرب: قبل انطلاق التصفيات بأسابيع قليلة, عمد الاتحاد الى اختيار مدرب غير خبير بمنتخبات المنطقة واجواء المنافسة الدولية, فقط لأنه يوغسلافي, وهو مدرب نادي القوة الجوية “فويا” والذي فشل مع الجوية على مستوى الدوري العراقي, ليتم تسميته لقيادة منتخب العراق في اهم بطولة وقبل اسابيع قليلة من انطلاق التصفيات, مع ان عمو بابا وانور جسام خبراء في التغلب على السعودية وقطر والبحرين وسوريا, لكن كان القرار غير قابل للنقاش.

ثانيا: لم يتم تحضير مباريات استعدادية كافية قبل دخول التصفيات, حيث كان المنتخب يحتاج لسبع مباريات ليهضم افكار المنتخب, لكن الاتحاد لم يحضر للمنتخب الا مبارتان بائستان مع الاردن الضعيف جدا في ذلك الوقت وجرت في الاردن, ومباراة مع المغرب في المغرب, وهكذا دخلنا التصفيات من دون انسجام او هضم لأفكار المدرب.

ثالثا: كان من الممكن ان يطلب الاتحاد العراقي من الاتحاد الاسيوي اجراء مباريات الاياب في بغداد, حيث جرت بعض المجموعات بنظام التجمع الذهاب والاياب, او اضعف الايمان ان يطلب نقل المباريات من ملعب الملز التارتان الى ملعب عشبي, لكن الاتحاد العراقي لم يدرك حجم حقوقه فضاعت منه.

وهكذا خسرنا التصفيات من الدور الاول والتي كانت من اسهل التصفيات في التاريخ وكان مكان العراق محسوم في اسبانيا لو تواجد عمو بابا مثلا مع اجراء سبع مباريات ودية حتى لو بقيت التصفيات في السعودية.

·       كاس الخليج العربي 1982

بعد هزيمة تصفيات كاس العالم المذلة انتبه اهل القرار الرياضي لخطيئتهم التي لا تغتفر, حيث اضاعوا على العراق حلم كبير كان سهل التحقق.

فحاولوا امتصاص نقمة الجماهير عبر العودة الى عمو بابا لكن بعد خراب عكة! فكان الاستعداد لكاس الخليج في الامارات عام 1982 , وهنا يظهر مقدار الجنون لأهل القرار الرياضي, فاستعد المنتخب العراقي لكاس الخليج العربي – البطولة الودية الغير معترف بها من قبل الفيفا- بعشر مباريات كل هذا للفوز ببطولة هامشية بعد التضحية بالبطولة الاهم – تصفيات كاس العالم –  فكان الاستعداد كلاتي: مباراتان مع نادي بلغراد اليوغسلافي, ومباراتان مع منتخب بلغاريا الوطني, ومباراتان مع المنتخب الاردن الوطني, ومباراتان مع منتخب اللمانيا الديمقراطية, ومباراتان مع منتخب كوريا الجنوبية, كل هذا فقط للاستعداد لبطولة لا قيمة لها!

ثم المشاركة, وقبل مباراة حسم الكاس اقدم صدام على الانسحاب عبر رسالة بعثها للمنظمين! باعتبار انه يهدي الكاس للكويت حتى لا يجرحهم خسارة الكاس وهم مقبلين على المشاركة في كاس العالم! موقف غبي وغريب وتافه, مع ان الكويت شاركت بالمنتخب الثاني ولا يهما ان خسروا الكاس! بالاضافة لضياع الجهد والمال والاستعداد الكبير عبثا!

·       الختام

تصور لو هذه الاستعدادات كانت لمنتخبنا في تصفيات كاس العالم 1982, لكن الجنون والغباء هي المسيطرة على اهل العراق الرياضي في العراق.. مما اضاع علينا فرصة التواجد في كاس العالم في اسبانيا 1982 حيث لو تم وتأهلنا من مجموعة السعودية, فلن يكون صعبا جمع النقاط الكافية اللازمة للتأهل لكاس العالم من الكويت ونيوزلندا والصين, وكلها ليست افضل من العراق, فقط هي افضل منا بالقيادات الرياضية الواعية.

وللكلام بقية…

اترك تعليقاً