السيمر / فيينا / السبت 29 . 05 . 2021 —– حرب شعواء شرسة تشنها مواقع فيسبوك وتويتر وغوغل، على الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع العدوان الاسرائيلي عليه ، كشفت ما هو مكشوف اصلا، من عداء وحقد دفينين ينخر قلوب الجماعات اليمينية والعنصرية والصهيونية وتجار الموت والجشعين والطامعين، في الغرب على الاسلام والمسلمين دون استثناء.
العداء والحقد الغربي على المسلمين ليس بالشيء الجديد، فقد استخدم هذا الغرب، الاعلام والكلمة والفيلم والصورة، كسلاح ضد المسلمين، الى جانب الطائرة والمدفع والبندقية والجيوش، لاحتلال ارض وعقول المسلمين، بهدف الابقاء عليهم في دائرة التخلف والتبعية والضعف والدونية.
في البداية وقبل ثورة المعلومات، استخدم الغرب الاستشراق والمستشرقين ، ومن ثم هوليوود، من اجل النيل من المسلمين، وترويح صورة سلبية عنهم، وهي صورة الانسان المتخلف والجشع والطماع الذي تحركه غرائزه البدائية وفي قدمتها الغرائز الجنسية.
كان واضحا منذ البداية بالنسبة للغرب، انه من اجل السيطرة على المسلمين، لابد من نزع سلاحهم الامضى، وهو الاسلام، ومحاولة اظهاره على انه دين رجعي جامد لا يتلاءم مع متغيرات الحياة، لمعرفتهم بقوة الاسلام والديناميكة التي يتمتع بها، والذي يعتبر السد المنيع امام اطماع الغرب في خيرات المسلمين، ومخططاتهم وفي مقدمتها مخطط زرع الكيان الاسرائيلي في قلب العالم الاسلامي.
السينما، التي يرى فيها الكثيرون، عبارة عن ترفيه، نظر اليها الغرب على انها صناعة، تتعدى جني الثروة، الى سلاح من اسلحة الحرب الناعمة، لما لها من ابعاد ثقافية ونفسية وتأثيرات على ذهنيات المشاهد، لتغيير قناعاته وافكاره وحتى عقائده . فالسينما ليس شأنا يخص الفنانين والمبدعين، بل هي اداة خطيرة، استخدمتها المؤسسات الامنية والسيااسية في الغرب وخاصة في امريكا، لتجميل وجه الغرب، وتقبيح وجه الاخر، وهذا الاخر ليس سوى المسلم.
بدأت هوليوود حملتها ضد المسلمين منذ عام 1915 عندما انتجت اول فيلم عن المسلمين تحت عنوان “العرب”، والذي رسم صورة للانسان العربي والمسلم، بقيت الى اليوم تستنسخها في جميع افلامها، حتى باتت صورة نمطية للانسان العربي والمسلم، فهو انسان يعيش خارج الزمن والتاريخ والحضارة، ومتخلف وشبقي، يعيش عالة على البشرية، ولافائدة ترتجى منه، وعدم وجوده خير من وجوده، بل ان قتله لن يكون كقتل باقي البشر، وهو قتل قد يكون من صالح الانسانية.
الناقد السينمائي جاك شاهين، قام بدراسة استند فيها على قرابة ألف فيلم أمريكي، انتجت عن العرب، حيث خرج بنتيجة مفادها ان هناك سبع صور نمطية يرسمها الغرب للعرب من خلال هذه الافلام ، وهي صورة البدوي الشرير، وصورة الرجل المحاط بالنساء، وصورة الإنسان الغبي وعديم الجدوى الذي يمكن قتله دون تأنيب ضمير، وصورة الثري الشهواني التافه، وصورة المرأة العربية التي تكون إما راقصة أو إرهابية، وصورة العربي الذي يحاول أن يصبح جيدا فيتحوّل إلى أمريكي، ثم صورة الفلسطيني الإرهابي الذي يهدد “إسرائيل”.
هذه كانت مقدمة ضرورية من اجل اقناع بعض المفتونين بالغرب من ابناء جلدتنا، بكذب المسؤولين عن فيسبوك وتويتر وغوغل وغيرها، عندما برروا اصطفافهم مع الصهاينة المعتدين على الشعب الفلسطيني، فترجموا كلمة “الفلسطينيين” بـ”الارهابيين” ، وجعلوا من “الكوفية” الفلسطينية، رمزا للارهابيين، بتبريرات مضحكة وسخيفة، فالعداء والحقد الغربي على العرب والمسلمين له تاريخ طويل ، ومن المرجح ان يستمر مادام الشعب الفلسطيني مشردا ومحاصرا ، ومادامت “اسرائيل” موجودة.
قبل ايام أثارت ترجمة موقع “يوتيوب”، الذي تمتلكه شركة غوغل، التلقائية جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد تحريف في ترجمة كلمة “فلسطينيين” باللغة التركية لتصبح كلمة “إرهابيين” في مقطع فيديو باللغة التركية عن العدوان الاسرائيلي على غزة.
وفي سياق الحرب الناعمة التي يشنها الغرب على الشعب الفلسطيني، أثار محرك البحث “غوغل” جدلا واسعا وانتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تعمده ربط الكوفية الفلسطينية بالإرهاب، فقد لاحظ مستخدمو غوغل منذ أيام عند البحث عن إجابة لسؤال باللغة الإنجليزية :”ماذا يرتدي الإرهابيون على رؤوسهم؟”، تتصدّر مواضيع عن الكوفية الفلسطينية نتائج الإجابات التي يُقدّمها محرك البحث!!.
ولم يكتف غوغل بذلك، فعند البحث في خانة الصور تضع نتائج البحث صورة الكوفية الفلسطينية إلى جانب صور إرهابيين يرفعون علم “داعش” أو تشكيلة ملابس المجموعات المسلحة.
اما شركة فيسبوك، فكانت اكثر تضييقا على كل الفلسطينيين والمتعاطفين مع الفلسطينيين، والرافضين لجرائم قوات الاحتلال السرائيلي ضد اطفال ونساء غزة، فقد حجبت فيسبوك الصفحات والحسابات والمنشورات التي تفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وانتهاكاته بحق الفلسطينيين والجرحى والأسرى.
التعامل البشع والبعيد كل البعد عن المشاعر الانسانية، حتى في حدودها الدنيا، لتويتر وفيسبوك وغوغل وغيرها، مع الشعب الفلسطيني، وخاصة محاولات هذه الشركات المستميتة للتغطية والتستر على جرائم “اسرائيل” ضد اطفال ونساء غزة ، الذين مزقت اجسادهم صواريخ “اسرائيل”، جعل من هذه الشركات، شركاء رئيسيين في جرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما كانت هوليوود من قبل شريكة في كل الجرائم التي ارتكبتها “اسرائيل”، ضد الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، منذ عام 1948 وحتى اليوم.
المصدر / العالم