الرئيسية / مقالات / الثأر – ضمن منظومة الردع

الثأر – ضمن منظومة الردع

السيمر / فيينا / الخميس 22 . 07 . 2021 

 عند غيرنا من الأقوام يمثل الثأر قيمةً عليا
– ليس ببعده الانتقاميّ ، بل يتخطاه ليحتلّ بعداً أمنياً ، وليصبحَ جزءاً أساسياً من منظومة الردع.

 لكن بناة العراق الجديد حصروا الثأرَ بمعناه الضيق ، ولم تصل عقولهم لإدراك بعده الستراتيجي.
.. لذا رأينا الوجاهات الشيعية تسارع بعد كل جريمة إلى بث خطابات الصبر وكظم الغيظ ، في سياق الحرص على منع أتباعها دون الثأر من المعتدين .

 وقد ثبُت هذا النهج بعد ٢٠٠٣ – حتى صار سمةً لصيقةً بشيعة العراق يعرفها العدو قبل الصديق ، مما شجع المعتدين للتمادي في غيّهم.

 وقد قادت الزعامات الدينية هذا النهج إيمانا منها بمثاليات عليا ، وحرصا منها على عدم ولوغ الشيعة في الدماء
.. بعضها كان حريصاً أن يقال عن الشيعة وزعاماتهم أنهم إنسانيون وسائرون على درب الأئمة في العفو عند المقدرة.
– إن منحَ الآخرين صوراً مشرقة عن التشيع هو أمر جميل حتما – شريطة عدم الإفراط في المثالية .
– لقد أضحى هذا النهج مدعاةً لضياع الحقوق. فسالت دماء الأبرياء هدراً.
– فالاخر يقتل فينا مراهنا على تعقلنا وسلمية زعاماتنا وقدرتها على لجم المجتمع الشيعي دون الثأر لضحاياه.

– من خلال نهجهم هذا فقد منحوا الخصوم صكوك أمان شجعته على التمادي في العدوان ، خصوصا مع إطلاق رسائل رومانسية من قبيل :
– البعث كان عادلا في توزيع الظلم على الجميع …
– الارهاب لا دين له …
– انتم إخواننا وأنفسنا وشركاؤنا … الخ

 أن أمثلة العفو التي نقلها المؤرخون عن ائمة الهدى كانت تتعلق بالحق الشخصي للإمام .. فهو لا يملك حرية التنازل عن حقوق المظلومين خدمة للشعارات ورغبة في تسجيل المآثر التأريخية.
– كانوا عليهم السلام يتنازلون عن حقوقهم فيما يصح التنازل عنه – لا عن دماء أتباعهم.

 لا يمثل الثأر إنتصارا للمظلوم فحسب – وإحقاقاً للحقوق ..
– بل يعدو ذلك ليصبح وسيلة ردعٍ للعدو المتغطرس – بدونها يسترخص الأعداءُ دماءَنا ويواصلون عدوانهم.

٢٢ -٧ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

#ثأر_الشهداء_قادم
#الجمعة_٨١

اترك تعليقاً