السيمر / فيينا / الثلاثاء 30 . 08 . 2022
محمد علي محي الدين
من الغرائب والعجائب الذي لا تحدث الا في بلاد العجائب ما تتداوله وسائل الأعلام وعلى لسان كبار المسؤولين في الدولة عن “بازار” بيع الوزارات، فقد سمعنا أن هناك أسواق لبيع الفواكه وأخرى لبيع “اللنكات” وسوق “الصفافير” وسوق” الحطابات” ولكن لم نسمع إن هناك سوقا لبيع المناصب سوى في العراق الجديد، فلكل شيء سعره من منصب الوزير الى أقل المناصب في الدولة والجميع يعلم أن إرادات الفاسدين منعت تشكيل مجلس الخدمة العامة ليتسنى لها التلاعب كيف تشاء فكانت الوظائف تباع بالأوراق الخضر والسماسرة يعملون في وضح النهار.
ويبدو إن العملية “كبرت” فاصبح بيع الوزارات له سوقه هذه الأيام، وتحول الصراع الطائفي والحزبي الى صراع تجاري يتحكم فيه المال، و”العنده فلوس ياخذ العروس” وهذا الأمر سيؤدي حتما الى تفشي الفساد وتنمره فمن يشتري منصبه بالمال يسعى للربح وكسب أكثر مما دفع، فاين شعارات مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين إذا أصبح الفاسدين على رأس السلطة ويتحكمون بمقدرات البلاد.
ولعل هناك من يطالب بالدليل والدليل واضح وضوح الشمس في رائعة النهار، فمزاد البرلمان الذي بثته الفضائيات العراقية لا يحتاج إلى دليل فالجميع شاهد كيف كان بعض النواب يعرض ورقته الانتخابية على عرابين الصفقة، وكيف يتحرك البعض للتفاوض مع هذا أو ذاك، بل وصل الأمر أن أحدهم كان يقف قرب النائب عند تأشير ورقته للتأكد من انتخابه لفلان أو علان، وتصريحات عشرات النواب عن ما حدث هي أكبر دليل على صحة الأمر، فاذا كانت انتخابات البرلمان بهذه الصورة فكيف له أن يحارب الفاسدين، وفي انتخاباته شبهات فساد.
ضحك سوادي الناطور وقال: صرنه مثل أيام العصملي چان الباب العالي يعين الولاة اللي يحكمون الولايات، ويا هو اليدفع أكثر هو يصير والي، وإذا عينوا والي وأجه غيره ودفع أكثر منه يعزلوه ويخلون الدفع أكثر، والوالي بس يجمع الضرايب ويلم الفلوس ويدز الگواني لأسطنبول، وهو يبيع الوظايف ،وكلشي بسعره، وما طاح بيها أله الفقير ، يركض والعشه خباز واللي يحصلهن بتعبه يدفعهن “كوده”، والجندرمه راكبين حصنهم و يجمعون من الفلاليح والما ينطي ينضرب بالقرباج، وخايف أگولن بغلتي ببريجي،لن الجماعه حادين سيوفهم، واليحچي يگصون راسه،وبين العجم والروم بلوه أبتلينه!!!!