أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / قمة الجزائر: تحت شعار “لم الشمل”… القادة العرب يجتمعون لأول مرة منذ جائحة فيروس كورونا
العلم الوطني الجزائري يرفرف بين أعلام الدول الأخرى المشاركة في قمة جامعة الدول العربية ، قبل القمة في الجزائر العاصمة ، الجزائر ، 27 أكتوبر ، 2022. © رويترز

قمة الجزائر: تحت شعار “لم الشمل”… القادة العرب يجتمعون لأول مرة منذ جائحة فيروس كورونا

السيمر / فيينا / الثلاثاء 01 . 11 . 2022 —— تنعقد قمة جامعة الدول العربية في الجزائر الثلاثاء، لأول مرة منذ تفشي وباء كوفيد-19. وتأتي هذه القمة مع استمرار الانقسامات حول النزاعات الإقليمية. ووضعت الجزائر هذه القمة 31 للمنظمة العربية تحت شعار “لم الشمل” لكن عدة دول، لا سيما بلدان الخليج، لن تكون ممثلة بقادة دولها. 

في قمة تستضيفها الجزائر هي الأولى منذ ثلاث سنوات، يجتمع القادة العرب الثلاثاء مع استمرار الانقسامات حول النزاعات الإقليمية، لا سيما في سوريا وليبيا، فضلا عن تطبيع بعض الدول علاقاتها مع إسرائيل.

ويذكر أن آخر قمة للجامعة العربية التي تضم 22 دولة، عُقدت في آذار/مارس 2019 في تونس، قبل تفشي وباء كوفيد-19. ومنذ ذلك الحين، قامت دول عدة أعضاء في المنظمة، التي وضعت تاريخيا دعم القضية الفلسطينية وإدانة إسرائيل على رأس أولوياتها، بتطبيع لافت مع الدولة العبرية. 

فطبعت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع إسرائيل في 2020 في إطار سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها واشنطن. ثم حذت البحرين والمغرب والسودان حذوها. 

 ويثير هذا التقارب اهتماما في سياق القمة إذ أن الجزائر مضيفة الاجتماع، من أشد المؤيدين للفلسطينيين. فقد رعت الجزائر اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، رغم أن فرص تنفيذه على أرض الواقع تبدو ضئيلة. 

 وأدى التعاون الأمني الذي أقامته المغرب المجاورة للجزائر، مع إسرائيل بعد تطبيع العلاقات بينهما إلى تفاقم توتر العلاقات بين الإخوة الأعداء، المتوترة أصلا بسبب الخلافات العميقة بشأن الصحراء الغربية، والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في آب/ أغسطس 2021، بقرار من الجزائر. 

   “دبلوماسية هجومية”

 ووفق مراقبين، عادت الدبلوماسية الجزائرية للنشاط الكثيف، منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة نهاية 2019، بعد سنوات من الجمود على الساحة الدولية  بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وقامت الجزائر بجميع التحضيرات اللازمة من أجل استقبال مميز للمشاركين في القمة، التي ينتظر أن تفتتح أعمالها عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) على أن تختتم مساء الأربعاء.

 وزينت الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية والمباني الحكومية بأعلام الدول العربية كما علقت لافتات ضخمة على لوحات إعلانية  ترحب “بالأشقاء العرب”.

 من جهته اعتبر حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي في جنيف أن “الدبلوماسية الجزائرية انتقلت إلى المرحلة الهجومية على المستويين العربي والأفريقي”.

وإن كانت ملفات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في سوريا وليبيا واليمن مدرجة على جدول أعمال القمة، فسيتعين على القادة العرب والوفود المشاركة إيجاد مخارج دبلوماسية معقدة في صياغة الإعلان النهائي الذي يقر بالإجماع، لتجنب الإساءة والإحراج إلى أي دولة رئيسية في المنظمة.

ونقلت مصادر من  الجامعة العربية، أن وزراء الخارجية العرب حاولوا خلال عملهم على البيان الختامي “إعلان الجزائر”، إيجاد صيغة توافقية للتنديد بـ”التدخل” التركي والإيراني في الشؤون العربية. فقد طلب بعض الأعضاء ذكر أنقرة وطهران بالاسم بينما عارض آخرون ذلك.

“لم الشمل”

 ولفت عبيدي إلى “التناقض في هذه القمة التي تنعقد تحت شعار التنسيق المشترك بينما تحمل كل دولة أجندة وأهدافا خاصة بمصالحها الشخصية. الجامعة العربية هي المرآة العاكسة للسياسة الخارجية العربية”.

   ووضعت الجزائر هذه القمة الحادية والثلاثين للمنظمة العربية تحت شعار “لم الشمل” لكن عدة دول، لا سيما بلدان الخليج، لن تكون ممثلة بقادة  دولها.

   فقد اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، عن المشاركة في قمة  الجزائر رسميًا بسبب مشكلة صحية في الأذن. وبحسب الصحافة العربية، فإن رئيس الإمارات وملك البحرين سيغيبان أيضا.

   وبخصوص النزاع في سوريا، سعت الجزائر في الكواليس بتشجيع من روسيا لإعادة دمشق إلى الجامعة العربية، التي علقت عضويتها فيها نهاية عام 2011 في بداية الحراك ضد نظام بشار الأسد، لكنها تخلت عن هذا المسعى رسميا بناء على طلب النظام السوري نفسه.

   وأوضح حسني عبيدي أن “دعوة سوريا إلى قمة الجزائر في الوضع الراهن تنطوي على مخاطرة كبيرة. لقد أدركت الجزائر عواقب هذا الوجود على نجاح قمتها. وبالتعاون مع دمشق تخلت عن مبادرتها”.

   وبحسب بيار بوسال، الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية في فرنسا، فإن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية كانت أيضا رغبة روسيا، حليفة دمشق ولكن أيضا الجزائر. 

   وقال: “اضطرت دمشق إلى تقبّل الواقع. فمع استمرار الحرب الأهلية، كانت عودة الرئيس بشار الأسد في ثوب المنتصر إلى الجامعة أمرا وهميا، رغم أن موسكو راهنت بالفعل على هذا السيناريو. لكن مرة أخرى تفوقت البراغماتية. فقد تخلت روسيا عن خيار تمرير الأمر بالقوة، ما كان سيؤثر على علاقاتها مع الدول العربية التي أصابتها تداعيات اقتصادية شديدة بسبب الحرب في أوكرانيا”. 

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً