الرئيسية / الأخبار / خطيب جمعة بغداد على المسؤول التحلي بالروح الابوية وعلى القضاء وهيئة النزاهة محاسبة المفسدين بجدية .. يصف استجواب وزير الدفاع بـ”الخطوة صحيحة” ويتأسف لخروجها عن “نسقها الموضوعي”

خطيب جمعة بغداد على المسؤول التحلي بالروح الابوية وعلى القضاء وهيئة النزاهة محاسبة المفسدين بجدية .. يصف استجواب وزير الدفاع بـ”الخطوة صحيحة” ويتأسف لخروجها عن “نسقها الموضوعي”

السيمر / بغداد / الجمعة 05 . 08 . 2016 — اعتبر خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، بأن على المسؤول السياسي والديني والاجتماعي ان يتحلى بروح الابوية، واصفاً بانه لو توفرت الروح الابوية في جميع القيادات أو أي متصدٍ لغيرت من واقعنا المزري، مبيناً ان استجواب وزير الدفاع تعتبر في حد ذاتها خطوة صحيحة وتفعيلاً لدور البرلمان الرقابي لكن المؤسف خروجها عن نسقها الموضوعي، مطالباً القضاء العراقي ومؤسسات النزاهة ان تكون نزيهة وجادة في محاسبة المفسدين دون أن تكون أداة بيد السياسيين والمتنفذين.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، ان “الله تعالى يقول في سورة الصافات وقفوهم انهم مسئولون تحت عرض هذه الآية الكريمة قدمت المرجعية الدينية نصائح أخلاقية تعد أساسا في العمل الاجتماعي بدأً من تهذيب الإنسان لنفسه وعائلته وانطلاقاً لتسنم أعلى المهام والمسؤوليات في هرم السلطة وغيرها من مقامات القيادة الدينية والاجتماعية”
واضاف ان ” اهم صفة اعتبرتها المرجعية الأساس في نجاح أي مشروع وديمومة استمراره هو تحلي القيادة والمسؤول بروح الأبوية تجاه المجتمع الذي يمثله ويقوده ، وهذه الصفة تحمل كثيرا من الخصائص التي فيما لو توفرت في الجميع أو أي متصدٍ لغيرت من واقعنا المزري”
وتابع الساعدي ان “من الخصائص الابوية هي حب الوالد لولده ولو أن كل مسؤول تابع بإحسان وسعى لأداء مسؤوليته كما يؤديها مع أولاده وينظر للشعب كما أنهم أبناؤه لتغيرت أحوال المجتمع ولما حصلت هذه القطيعة وانعدام الثقة بين الشعب والسياسيين أو جميع المسؤولين على اختلاف مسؤولياتهم ومستوياتها”.
وبين الساعدي ” الخصيصة الاخرى هي الرحمة في قلب المسؤول فالمؤسسات ضَعُفَتْ اكثرها وتلاشت لفقدان قياداتها هذه الصفة ، ولعل انفضاض الناس عن كثير من المسؤولين لقناعتهم أنهم لا يشعرون بهم وبمعاناتهم واحتجابهم عن رعيتهم ، فتجد أكثر المسؤولين بينهم وبين الناس حجاب أو غلظة تمنع الناس ان ينفتحوا عليهم ، واغلب المجتمعات تفتقد في رعيتها هذه الصفات الحسنة التي تؤهلهم من آلة الرئاسة وهي سعة الصدر واستيعاب الأمة”.
واوضح الساعدي الصفة الثالثة هي “مدارة الرعية وهذه الصفة تعد أيضا من أهم صفات القادة والمسؤولين ، وقد جعلها الله كما في الحديث صنوان مع العبادة فلا طاعة بلا مداراة الناس وهي والعبادة عند الله على حدٍ سواء”.
وتابع الساعدي “نود أن نقف على بعض ما حصل في الأسبوع الماضي من أحداث ومنها قانون تجريم البعث والذي يعد مصداقا من مصاديق البر والمداراة ، إن اصدار مثل هذا القانون يعد جزءا من استحقاقات الشعب فإن البعث بغطرسته ودكتاتوريته لا مكان له بعد اليوم في العراق ويعد منجزاً سياسياً في طريق الحرب على الإرهاب الذي مازالت عناصر البعث وفكره جزءً من داعش ومنظومة الإرهاب الأسود ، وهذه الخطوة تحتاج إلى تجريم الأصوات التي تكون للبعث المقبور واجهة له وتروج لفكره ، فهناك من السياسيين ممن لا يقلون خطراً عن البعث وهم واجهات للإرهاب السياسي والمؤمن للإرهاب العسكري ، إن مثل هذا القانون يعد خطوة في ترسيخ الديمقراطية ورفض الفكر الشوفيني الشمولي”.
وبخصوص استجواب وزير الدفاع علق الساعدي، ان “ما حصل في البرلمان العراقي من استجواب لوزير الدفاع تعتبر في حد ذاتها خطوة صحيحة وتفعيلاً لدور البرلمان الرقابي لكن المؤسف خروجها عن نسقها الموضوعي لدرجة اصبح البرلمان فيها ساحة للتراشق وكيل التهم ونشر غسيل يندى له الجبين فيما لو صحت مثل هذه التهم.
وتابع الساعدي إن “تكرار مثل هذه الحالات سيفقد الشعب الثقة بالتمام بممثليه وربما قد تكون هي الضارة النافعة لتكون هناك يقظة حقيقية لفتح باب محاسبة المفسدين لا سياسية لتصفية الحسابات واستبعاد الخصوم.
وطالب الساعدي من القضاء العراقي ومؤسسات النزاهة ان تكون نزيهة وجادة في محاسبة المفسدين دون أن تكون أداة بيد السياسيين والمتنفذين فيضيع على الشعب الصواب.

اترك تعليقاً