فيينا / الجمعة 12. 04 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 15 نيسان الجاري خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن فرصة لوضع الشراكة العراقية – الأمريكية على أساس أكثر استدامة.
واوضح رئيس الوزراء في مقال بمجلة فورين أفايرز “ان الولايات المتحدة ساعدت قبل عقدين من الزمن، الشعب العراقي على الإطاحة بنظام صدام حسين الديكتاتوري ووضع الأسس لنظام ديمقراطي، مكّن ذلك العراقيين من تذوق الحرية لأول مرة، والقضاء على الاضطهاد وإساءة استخدام الموارد التي تسببت في مشاكل ليس فقط لبلدي ولكن أيضا للمنطقة على نطاق أوسع”.
وأضاف، “وخلال هذين العقدين مرت العلاقات العراقية – الأمريكية بمراحل متعددة من الصعود والهبوط والحماسة والفتور ومن توافق المواقف والآراء أحيانا، إلى الاختلاف والتوتر أحيانا أخر، لكن على الرغم من ذلك ظل هناك إدراك واضح لا تشوبه شائبة بين قيادة البلدين أن علاقتهما ستظل علاقة إستراتيجية تحمل الكثير من القواسم المشتركة بما يحقق مصلحة الجانبين”.
وتابع رئيس الوزراء في مقاله، “لقد هزمنا الإرهاب معا، وسمح لنا التعاون الأمني بإعادة بناء الجيش العراقي وقوات الأمن الفعالة، اليوم، نحن بحاجة إلى حماية شراكتنا الإستراتيجية من خلال إدخالها في مرحلة جديدة – مرحلة تدعم سيادة العراق واستقلاله دون التخلي عن التعاون المثمر بين بغداد وواشنطن”.
وقال رئيس الوزراء: “في أواخر كانون الثاني/ يناير، شكلنا اللجنة العسكرية العليا، المؤلفة من كبار المسؤولين العسكريين من كل من العراق والولايات المتحدة، لتقييم التهديد المستمر لما يسمى تنظيم داعش، وقدرات الأجهزة الأمنية العراقية والظروف التشغيلية في جميع أنحاء البلاد، وأدى هذا الجهد إلى اتفاق بين جميع الشركاء لإنهاء التحالف الدولي بطريقة تدريجية ومنظمة وفقا لجدول زمني متفق عليه. (تم تشكيل التحالف في عام 2014 لمحاربة داعش، ويشمل 86 دولة، بقيادة الولايات المتحدة ودعوة من العراق) من الآن فصاعدا، ستضع اللجنة العسكرية العليا خريطة طريق للعلاقات المستقبلية، بما في ذلك وجود مستشارين أمريكيين، ستسمح لنا هذه التحركات، على عكس خفض التصنيف في علاقتنا مع الولايات المتحدة، بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة، على أساس التعاون الذي يتجاوز مجرد الشؤون الأمنية والعسكرية”.
وأكد السوداني، أن “العلاقة العراقية – الأمريكية هي مفتاح استقرار الشرق الأوسط، وكذلك لازدهار شعوب المنطقة، نحتاج إلى وقت لإدارة التعقيدات الداخلية والتوصل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف. يجب أن يكون قرار صنع الحرب والسلام مسألة حصرية للدولة، ولا يمكن لأي طرف آخر المطالبة بهذا الحق. بمساعدة أصدقائه – وخاصة الولايات المتحدة – تمكن العراق من هزيمة المنظمة الإرهابية الأكثر قساوة في التاريخ الحديث، الآن، لم يتبق سوى مجموعات داعش الصغيرة؛ يتم ملاحقتها من قبل قوات الأمن لدينا، عبر الصحاري والجبال وفي الكهوف، لكنها لم تعد تشكل تهديدا للدولة”.
وأشار رئيس الوزراء، أن “الحرب ضد داعش عززت بشكل كبير تجربة قوات الأمن لدينا، مما جعلها من بين أفضل الجيوش في مكافحة الإرهاب. لذلك حان الوقت لطي الصفحة وإعادة توجيه مواردنا وقدراتنا من شن الحروب نحو تعزيز التنمية، لا يمكن تحقيق النصر النهائي على الإرهاب بدون تنمية حقيقية، بما في ذلك مستوى لائق من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى. هذا هو الهدف من البرنامج الذي طورته حكومتي وهي مصممة على تنفيذه: دفع الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتمكين المرأة، وتعزيز مبادئ الحرية والديمقراطية بشكل عام”.
وأضاف رئيس الوزراء في مقاله، “من الأهمية بمكان أيضا أن نكافح الفساد – الوجه الآخر للإرهاب؛ لأن تأثيره لا يقل تدميرا- وأن نضمن وضع أموال الشعب العراقي في تحقيق أهداف ذات مغزى، يجب علينا أيضا تنويع اقتصادنا بعيدا عن الاعتماد على النفط، حتى ونحن نستفيد من مكانتنا كثاني أكبر بلد مصدر للنفط في أوبك (بالإضافة إلى امتلاك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي). تحقيقا لهذه الغاية، نتقدم بمشاريع عبر الحدود (مثل المناطق الصناعية مع البلدان المجاورة) وطريق التنمية، الذي يعمل على ربط منطقة الخليج بتركيا وأوروبا. وكجزء من هذا الجهد، لدينا الآن فرصة لتحويل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من علاقة أحادية الوجه إلى علاقة شاملة”.
وأكد رئيس الوزراء، أن “الوقت قد حان لتفعيل جميع أحكام اتفاق الإطار الإستراتيجي الذي وقعه العراق والولايات المتحدة في عام 2008. يتجاوز هذا الاتفاق الشؤون الأمنية والعسكرية فقط، التي هيمنت على العلاقة خلال معظم العقدين الماضيين، وتتميز بشروط التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والاستثمار والطاقة والمناخ والزراعة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم. بالنظر إلى تضحياتهم الجماعية، يستحق كل من الشعبين العراقي والأمريكي رؤية فوائد مستمرة من هذه الشراكة، يجب أن يشجع الاستقرار الحالي للعراق الشركات الأمريكية على المشاركة في مشاريع إنمائية كبيرة في الطاقة والاتصالات والإسكان والرعاية الصحية والتعليم والنقل والمزيد، تمتد حاجتنا الملحة إلى الخبرة والتكنولوجيا الأمريكية إلى الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، حيث نهدف إلى تطوير قطاعات مستدامة ومتجددة. أنشأ اتفاق الإطار الإستراتيجي الأساس القانوني لهذه الأنشطة. ومن خلال الاستثمار فيها، يمكننا وضع العراق لتعزيز ديمقراطيته وتعزيز الدولة وتعزيز سيادة القانون – الركائز التي ستسمح لنا بإعادة العراق إلى روعته التاريخية”.
وقال رئيس الوزراء في مقاله: إن “المبدأ التوجيهي لعلاقاتنا الخارجية هو “العراق أولا” – بناء شراكات قوية قائمة على المصالح المشتركة مع البلدان الصديقة في منطقتنا وخارجها. هذا المبدأ يعني أننا نقترب من كل مقاطعة على قدم المساواة، حتى لا يصبح العراق ساحة لأي جهة فاعلة خارجية لتسوية الحسابات، يجب التعامل مع العراق على أساس السيادة والاحترام المتبادل، وليس كبديل للصراعات الأخرى، لهذا السبب أيضا نسعى إلى استعادة دور العراق المحوري في الشرق الأوسط، والاستفادة من موقعنا الإستراتيجي، نرحب بفرصة العمل مع الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمات والحد من التوترات في الشرق الأوسط، ومع ذلك، نحن عازمون على تجنب الوقوع في الصراع بين اثنين من شركائنا، إيران والولايات المتحدة”.
وأوضح رئيس الوزراء في مقاله، “نعتبر أن خفض التصعيد الشامل في الشرق الأوسط يصب في مصلحة كل من العراق والولايات المتحدة، يتطلب ذلك- قبل كل شيء- نهاية عاجلة للحرب في قطاع غزة، واحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، عندما أزور واشنطن وألتقي بالرئيس جو بايدن في 15 نيسان/ أبريل، ستكون فرصة لوضع الشراكة الأمريكية العراقية على أساس جديد أكثر استدامة، ستؤكد مناقشاتنا على الأهمية المستمرة لعلاقتنا الاقتصادية، والتعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، واستخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية لنزع فتيل التوترات الإقليمية. ستظل مكافحة الإرهاب موضوعا رئيسيا لكلتا حكومتينا، نحن ندرك ونقدر الدور الحاسم للولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في التحالف الدولي لمكافحة داعش في هزيمة الإرهاب، ساعد هذا الدعم العراق على تحقيق الاستقرار واتخاذ خطوات كبيرة في الديمقراطية وسيادة القانون وضمان احتكار الحكومة لاستخدام القوة، ومع ذلك، نعتقد أن الوقت قد حان لكي تصبح علاقتنا أوسع، مع الاعتراف بالقدرات المتزايدة لقواتنا للدفاع عن العراق وضمان سلامة مواطنيه والمساهمة بطرق أساسية في بناء عراق مزدهر ومستقر، في شكلها الجديد، يمكن أن تمثل شراكتنا مصدرا للمنفعة المتبادلة لكلا بلدينا وقوة دافعة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط”.