أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 21) (من هو أشد منه قوة)

جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 21) (من هو أشد منه قوة)

فيينا / الأثنين 09 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
المجرمون في الآية هنا الذين يعتدون على حقوق الناس وحرياتهم، ويثيرون الفتن والحروب من أجل مصالحهم ومنافعهم ويدعون القوة للاعداء على الناس وخاصة الضعفاء والأقليات منهم كما هم فرعون وأتباعه كما هي حاليا داعش وأخواتها. مما يتطلب جيش عقائدي مؤمن يدافع عن المظلومين كما الحشد الشعبي المؤمن بمرجعيته الرشيدة الحكيمة والذي يقف سدا منيعا أمام الفرعونيين الجدد مثل داعش والصداميين وأتباعهم. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل من قائل “قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ” ﴿القصص 78﴾ أجابهم قارون بتلك الحالة من الغرور والتكبر الناشئة من ثروته الكبيرة، و “قال إنّما أوتيته على علم عندي”. هذا لا يتعلق بكم، وليس لكم حق أن ترشدوني إلى كيفية التصرف بمالي، فقد أوجدته بعلمي وإطلاعي. ثمّ إنّ الله يعرف حالي ويعلم أنّي جدير بهذا المال الذي أعطانيه، وعلمني كيف أتصرف به، فلا حاجة إلى تدخلكم. وبعد هذا كله فقد تعبت وبذلت جهوداً كبيرة في سبيل جمع هذا المال، فإذا كان الآخرون جديرين بالمال، فلم لا يتعبون ويجهدون أنفسهم؟ فلست مضايقاً لهم، وإذا لم يكونوا جديرين، فليجوعوا وليموتوا فهو أفضل لهم. هذا المنطق العفن المفضوح طالما يردده الأثرياء الذين لا حظّ لهم من الإيمان أمام من ينصحهم. وهذه اللطيفة جديرة بالإلتفات وهي أن القرآن لم يصرّح بالعلم الذي كان عند قارون وأبقاه مبهماً، ولم يذكر أي علم كان عند قارون حتى استطاع بسببه على هذه الثروة الطائلة. أهو علم الكيمياء، كما فسّره بعضهم. أم هو علم التجارة والصناعة والزراعة. أم علم الإدارة الخاص به، الذي استطاع بواسطته أَن يجمع هذه الثروة العظيمة. أم جميع هذه العلومِ. لا يبعد أن يكون مفهوم الآية واسعاً وشاملا لجميع هذه العلوم (بالطبع بصرف النظر عن أَن علم الكيمياء علم يستطاع بواسطته قلب النحاس وأمثاله ذهباً، وهل هو خرافة أم حقيقة واقعية)؟ وهنا يجيب القرآن على قول قارون وأمثاله من المتكبرين الضالين، فيقول: “أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوّة وأكثر جمعاً”. أتقول: “إنّما أوتيته على علم عندي” ونسيت من كان أكثر منك علماً وأشدّ قوّة وأثرى مالا، فهل استطاعوا أن يفروا من قبضة العذاب الإلهي؟ لقد عبّر أولو الألباب والضمائر الحيّة عن المال بقولهم لقارون: “ما آتاك الله”، ولكن هذا الغافل غير المؤدّب ردّ على قولهم بأنّ ما عنده من مال فهو بواسطة علمه. لكن الله سبحانه عبّر عن حقارة قوّته وقدرته أمام إرادته ومشيئته جلّو علا بالعبارة المتقدمة آنفاً. وفي ختام الآية إنذار ذو معنى كبير آخر لقارون، جاء في غاية الإيجاز: “ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون”. فلا مجال للسؤال والجواب، فالعذاب واقع ـ لا محالة ـ بصورة قطعيّة ومؤلمة، وهو عذاب فجائي مُدمّر. وبعبارة أُخرى أن العلماء من بني إسرائيل نصحوا قارون هذا اليوم وكان لديه مجال والجواب، لكن بعد إتمام الحجة ونزول العذاب الإلهي، عندئذ لا مجال للتفكير والجواب، فاذا حلّ العذاب الالهي بساحته فهو الهلاك الحتمي. هنا يرد سؤال حول الآية التي تقول: “ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون” أي سؤال هذا الذي نفاه الله أهو في الدنيا أم في الآخرة؟ قال بعض المفسّرين: إنّ المقصود بعدم السؤال هو في الدنيا، وقال بعضهم: بل المقصود أنّه في الآخرة لكن لا مانع من أن يكون عدم السؤال في الدارين (الدنيا والآخرة). أي لا يسألون حال نزول العذاب في الدنيا، لئلا يدافعوا عن أنفسهم ويبرئوا ساحتهم، ويظهروا الأعذار تلو الأعذار. ولا يُسألون يوم القيامة ـ أيضاً ـ لأنّ يوم القيامة لا يبقى فيه شيء خافياً، فكل شيء واضح، وكما يعبّر القرآن تعبيراً دقيقاً في هذا الصدد “يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ” (الرحمن 41). 
ويستطرد الشيخ الشيرازي في تفسيره الآية القصص 78 قائلا: وكذلك فإنّ الآية  محل البحث “ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون” منسجمة تمام الانسجام مع الآية من سورة الرحمن إذ تقول: “فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌ”. هنا ينقدح سؤال آخر، وهو كيف يسنجم هذا التعبير في القرآن مع قوله تعالى: “فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ” (الحجر 92). ويمكن الإجابة على هذا السؤال عن طريقين: الأوّل: إنّ المواقف في يوم القيامة متعددة، ففي بعضها يقع السؤال والجواب وفي بعض المواقف لا حاجة للسؤال، لأنّ الحجب مكشوفة، وكل شيء واضح هناك. الثّاني: إنّ السؤال عادة نوعان. (سؤال تحقيق) و(سؤال توبيخ) فليس في يوم القيامة سؤال للتحقيق، لأنّ كل شيء هناك مكشوف عياناً وواضح دون لبس. ولكن يوجد هناك سؤال توبيخ وهو بنفسه نوع من العذاب النفسي للمجرمين. وينطبق هذا تماماً في ما لو سأل الأب ابنه غير المؤدب: ألم أقدم لك كل هذه الخدمات.  أهذا جزاء ما قدمت ؟ في حين أن كلا من الأب والابن يعرفان الحقيقة، وأن قصد الأب من سؤاله لإبنه هو التوبيخ لا غير.
عن تفسير الميسر: قوله جل من قائل “قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ” ﴿القصص 78﴾ قوة اسم، قال قارون لقومه الذين وعظوه: إنما أُعطيتُ هذه الكنوز بما عندي من العلم والقدرة، أولم يعلم قارون أن الله قد أهلك مِن قبله من الأمم مَن هو أشد منه بطشًا، وأكثر جمعًا للأموال؟ ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون؛ لعلم الله تعالى بها، إنما يُسْألون سؤال توبيخ وتقرير، ويعاقبهم الله على ما علمه منهم.
هنالك أعمال عديدة للحشد الشعبي لا تحصى ولا تعد. وسيتم التطرق الى نماذج منها في كل حلقة. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر آب 2024: أعلنت قيادة عمليات الشمال وشرق دجلة بالحشد الشعبي، الخميس، نجاح خطة تأمين زيارة الــ25 من شهر محرم الحرام الخاصة بذكرى استشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام في قضاء داقوق جنوبي كركوك. وجرت الخطة الأمنية بالتنسيق بين قوات الحشد الشعبي المتمثلة بالألوية (15، 16، 52، 63) مع القوات الأمنية الأخرى المشاركة في الخطة. إذ تم تأمين الطوق الثالث للقضاء من حيث النيران غير المباشرة ونشر الكاميرات الحرارية، أما الطوق الثاني فتم تأمينه بمشاركة الألوية المذكورة مع فوج المهمات الخاصة وفوج المغاوير مع الشرطة المحلية، وفيما يتعلق بالطوق الأول فكان للحشد الشعبي على وجه الخصوص من حيث نشر المفارز الاستخباراتية والأمنية. كما جرى تأمين المواكب بمحورين رئيسين الأول كان من كركوك مرورا بقضاء طوزخورماتو وصولا الى قضاء داقوق والمحور الاخر كان من ناحية آمرلي الى موقع الزيارة. و بخصوص الجانب الخدمي فقد كان للجهد الطبي دور كبير حيث رافق الزيارة المليونية بوجود أكثر من 15 مفرزة لتقديم الخدمات العلاجية الى الزائرين، كما كانت هناك مشاركة متميزة للدوائر الخدمية كافة وقائممقامية داقوق بتقديم مختلف الخدمات إلى جموع المعزين.
الشعبي عن موقع الميادين عن الحشد الشعبي بعد 8 أعوام.. بين ضرورة التأسيس وجدلية البقاء للكاتب عادل الجبوري: رغم أنَّ عصابات “داعش” ارتكبت فيما بعد الكثير من الجرائم ضد أبناء الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم وأديانهم وعقائدهم، فإنَّ مجزرة “سبايكر” كانت الأكثر دموية والأشد إجراماً ووحشية، ولا يختلف اثنان على أن الآثار النفسية والمعنوية التي خلفتها تلك الجريمة المروعة في نفوس ذوي الضحايا كانت كبيرة وعميقة جداً. ولعل من الصعب جداً أن تمحَى هذه المجزرة خلال وقت قصير. وحسناً فعلت الجهات المعنية في ذلك الحين حين شكلت لجنة خاصة لمتابعة شؤون ذوي الشهداء الذين سقطوا، فضلاً عن الخطوات والمبادرات الأخرى التي قامت بها، وكذلك تلك التي قامت بها المؤسسات الدينية، لا سيما المرجعية الدينية والحوزة العلمية وهيئة الحشد الشعبي، لتخليد تلك الفاجعة من جانب، وتكريم ضحاياها ورعاية ذويهم من جانب آخر.  وارتباطاً بطبيعة ومستوى المخاطر والتحديات التي استدعت تأسيس الحشد الشعبي، من خلال فتوى الجهاد الكفائي، فقد لا يخفى على المراقب وعموم الرأي العام أن هناك 3 عوامل ساهمت في أن يضطلع الحشد بدور مهم وفاعل، وأن يتنامى حضوره الميداني من خلال إنجازات وانتصارات عسكرية كبيرة ومهمة، إلى جانب دوره في الجوانب الإنسانية والخدمية المتنوعة. هذه العوامل الثلاثة تمثلت بفتوى المرجعية الدينية، ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتفاعل الجماهيري الواسع من مختلف فئات المجتمع العراقي وشرائحه، من دون اقتصارها على عنوان ديني أو مذهبي أو قومي أو مناطقي واحد.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً