السيمر / الجمعة 17 . 02 . 2017
عبد الصاحب الناصر
زمن شيخوخة اليسار (1 ) و غطرسة اليمين ( 2) و ضياع الشعوب ( 3) في متاهات تأخذهم الى ” لامبالاة ” مدمرة . ما حدث في العالم في السنوات العشر الماضية مؤشر كان، و اتضح مؤخرا بصورة واضحة و بشعة و ربما مخيفة للبشرية .البشرية التي اسست القيم و القوانين و الاعراف و العادات و الحضارات منذ نبخذنصر و اناننا و عشتار و افلاطون و ارسطو ، الى شكسبير و جون ملتن و المتنبي ، ناهيك عن ذكر اعدل حاكم عرفته البشرية ، الذي بتنا “نتخوف” من الاستشهاد بحكمته و عدله و حياته. فلو استشهد الانسان بالقس ماثيو او مارتن لوثر كنج الابن او مكاريوس ، لعدونا مثقفين و متعلمين و ربما قبلونا كيساريين ! على شاكلة كاظم حبيب الذي يدعي انه “جيفارا العراق ” و كفاح محمود و جاسم الحلفي، و ربما ضمن جوقة المدى و فخري كريم ، و لكن عدما نستشهد بالامام علي و نضيف كلمة ” عليه السلام” نصبح اسلاميين متخلفين ومتطرفين .هكذا عندما تنقلب الموازين و لا تؤسس اخرى اعدل و انصف منها، تضيع كل القيم و يقترب الانسان الى العصور البدوية المتخلفة فيشار الى تطور مملكة الارهاب السعودية .
شيخوخة اليسار (1 )
قدمت الآنسة ليز دوست ، كبيرة مراسلي و محرري السياسة في الـ( بي بي سي/ العالم ( كندية الاصل ) تقريرا من داخل المملكة العربية السعودية تشيد بالتقدم الذي يحصل في هذه المملكة، و استشهدت بعدد الاطباء من النساء حيث التطور زاد (من طبيبتين متخصصتين الى اربعة ، فقط ) اقل ما يقال عن التقرير او عنها ، انه انحياز مدفوع الثمن. فما الذي يدفع باعلامية بهذا المستوى ان تبيع كل تاريخها و خبرتها و اعلاميتها و ما قدمته خلافا لضميرها ؟.
ما الذي يدفع “قادة ” اقدم حزب وطني عراقي مثل ” الحزب الشيوعي ” ان يقف و لمرات عديدة مع رجل مخبول مثل مقتدى الصدر؟ فإذا كانت هذه الوقفة تكتيكية آنية كما عللوها أنه تكيك وقتي لإثبات الوجود في الساحة، فلماذا لا يقفون مع المعتدلين من الاسلاميين العراقيين؟ ولو مرحلية الى حين الخلاص من داعش و انتصار الحرب الدائرة منذ اكثر من سنة، يقدم فيها العراقيون اغلى ما لديهم؟ أو اقلها التعاون من اجل بناء الديمقراطية بخطوات ثابتة و اكيدة .و الاهم انهم يطالبون بانتخابات عادلة كما يطالب كل الشعب، الا انه ، سوف لن تكون النتيجة كبيرة لهم حتى لو اصبح العراق دائرة إنتخابية واحدة مفتوحة .فهم و نحن نعرف ذلك . فما هو السبب اذاً ؟.بينما يرفضون الوقوف مع المالكي و يصبون جل اعلامهم يتهمونه بألف تهمة و تهمة، و لا يتمكنون من اثبات حتى واحدة منها، غير الهلوسات التي يقودها كاتب مصاب باسهال الكلام مثل كاظم حبيب. فهل مقتدى الصدر اعقل او انفع او اثقف من غيره من الاسلاميين المعتدلين ؟
غطرسة اليمين ( 2)
انتخب اقل بقليل من نصف الشعب الامريكي “دونالد ترمب” المريض عقليا، والمصاب برجسية خبيثة حسب طلب اكبر مؤسسة للاطباء النفسيين الامريكية من الرئيس السابق “اوباما” ان يصار الى تحليل امراض هذا الرجل لانه اصبح خطرا على امريكا و العالم . بينما هم يكورون و يضخمون التهم و الاوصاف لقادة العالم منهم مثلا الرئيس الروسي بوتين و السيدة مركل” الألمانية، و يتهمون الرئيس الصيني بتجاوزه على حقوق الانسان، و هو يقود حزباً دبر ببراعة فائقة و بإدارة اقتصاد و نمو نسبته (6.8 % ) سنويا ، و باحتياطي خمسون تريليون من الدولارات الامريكية و اعاشة اكثر من مليار و ثلث انسان .
ضياع الشعوب ( 3)
لا تبني الدول بأيام و لا بسنوات معدودة. ان الوقت عامل مهم من عوامل التطور و لابد للوقت ان يساهم في كل عمليات البناء و يتغير و يتطور معها و يماشي حاجات الناس بخطوات لكنها خطوات ثابتة . و لا نعرف عن تطور حدث بدون اسس و بمرور الوقت اللازم لتطوره .
الم يكن من الاحسن ان يتوافق كل الاحزاب العراقية على قاسم مشترك، و اتخاذ طريق للبناء منذ التغيير بدلاً من ان ينكر اليسار الاسلاميين المعتدلين او ان ينكر الاسلاميون المتخلفون اليساريين بتهم قديمة، و محاسبات عن عصور اصبحت جزءً من التاريخ الذي مازلنا نعتصم باثمه؟ لماذا لا يحاسب السيد مسعود مثلما يحاسب السيد العبادي، و لماذا يحتج و يهدد السيد فؤاد حسين رئيس ديوان اقليم كردستان و بهذه الصلافة ” لن نسمح للمالكي العودة لحكم العراق” ، و ان كان قد اكد الرجل عدم رغبته بالعودة بينما رفضت غالبية الشعب الكردي بقاء مسعود و اولاده و جلاوزته على سلطة الاقليم بعد ان مددوا له مرارا . . انه زمن غابر، زمن القادة المتغطرسين الجدد ، وهم في تناسب عكسي، كلما كثرت غطرستهم و قل علمهم زاد عدم اهتمامهم بحالة الشعوب و الانسانية .هدد السيد مسعود في دافوس كما يهدد دائما، باعلان استقلال الاقليم في حال تولي زعيم ائتلاف القانون نوري المالكي الحكومة الاتحادية مجددا قال هذا وهو يمنع نواب الاقليم من ممارسة اعمالهم و واجباتهم، و يمنع رئيس برلمان الاقليم من الوصول الى مقر عمله في اربيل ، فلماذا لا يعلن السيد سمعود استقلاتل الاقليم و يعفي الكرد و العراقيين من تخبطه ؟كما يتخبط ترامبل في تشكيل طاقمه .اي تناقض صلف بشع هذا الذي يحدث في عالم اليوم ، عالم تسيطر عليه غطرسة القوة الامريكية و ارباب الصناعات العسكرية و الصهيونية العالمية كما سيطرة ارباب راس المال على الاعلام العالمي .
ففي العراق، وهذا انقلاب مواقف عجيب و غريب ، حين انقلبوا على السيد العبادي لمجرد توافق مواقفه الوطنية مع اراء السيد المالكي . فلماذا كل هذا الخوف من المالكي ؟؟
بينما يقف اكثر يساري الامس و من هم على شاكلتهم ، يقفون مع مقتدى الصدر مع كل جهله و عدم ادراكه و الاهم مع تقلباته المفاجئة و التي لا نعرف اتجاهها ولا نعرف حدودها ولا نعرف تبعيتها. سؤال ملح و محير منذ القضاء على العصابات الارهابية ، الصدرية او “البعثية المتخفية” ، منذ صولة الفرسان في البصرة صعودا الى بقية انحاء العراق .
يقف كل المتعلمين و المثقفين و الديمقراطيين الحقيقيين ضد استمرار دونالد ترامب ذو”النرجسية العدائية ” ، ليس في امريكا فقط، بل و في كل العالم ، فلماذا يقف يساريو العراق مع متخلف كمقتدى الصدر ؟ وهو مصاب بنفس داء العظمة و بنرجسية خبيثة مدمرة وبجهل مطلق .
سيجيب المستقبل القادم على هذا السؤال بعد ان يعيد دراسة الماضي القريب، و يعرّف من هم من وقفوا مع صدام و مع البرزاني و ضد ابن الشعب البار الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم .