عبد الصاحب الناصر
كم كتب مثقفون عراقيون مخلصون عن عقدة مسعود البرزاني كشخص او قائد او رئيس إقليم، و رئيس لحزب وحذروا من عقده النفسية ومخاطر تشبثه بالسلطة. فجوبهوا بشتى الاتهامات، و الجحود و الرجعية و الطائفية و طبعا الشوفينية والعنصرية. و كم كتبنا بأننا لم ولن نقف يوما امام طموحات الشعب الكردي في حق تقرير مصيره. و انما نكتب عن تصرفات مسعود البرزاني كشخص خلال الاربعة و العشرين عاما المنصرمة. فمنذ سنة 1991 من منكم لا يتذكر الحرب بين الحزبين الرئيسيين الكرديين؟ و لجوء مسعود الى الطاغية صدام حسين ، صاحب الانفال و حلبجة؟
و كم كتبتُ شخصيا احلل اهداف هذا الشخص و اولها حلمه بإمارة للعائلة البرزانية على غرار الامارات (المشيخات) القبلية الخليجية. ففقدت اعز الاصدقاء من الكرد، رغم معرفتهم بأننا لا نملك مواقف عداء ازاء الشعب الكردي .
اليوم ، ليس لنا نقاش مع الرجل، فهو كغيره من الطغاة، مهووس بالدكتاتورية يفرضها على شعوبه. و نظرا لجهالة الرجل و مستوى تعليمه المتدني ، وصلت أضرار تصرفاته الدكتاتورية لتشمل كل العراق. و اخذت تضر بالاقليم قبل غيره بعد ان أنعم بالسلام طوال تلك المدة .
لم نكتب حقدا على الرجل بل كتبنا حرصا على الديمقراطية، و دفاعا على مصلحة الشعب العراقي و الاقليم كجزء من العراق .
كنا ننظر الى تصرفات الرجل المعلنة و غير المعلنة، اهمها، انه يؤمن بالعلاقات الخاصة مع الصهيونية العالمية كحامية لقوميته و له شخصيا! فاستسلم لها، ونام في احضانها و ربط مصير الاقليم بسياسي هذه الدولة، و تصور ان صداقته لإسرائيل ستعطيه مكانة خاصة لدا الدول الغربية بصفته مدعوم من الصهيونية واللوبي الإسرائيلي في واشنطن وغيرها. و لم يتمكن من ان يتصور انه مع ذلك، يحتاج الى جيرة حسنة مع الدول المحيطة بالاقليم ، لو استقل!. و الأسوأ أنه تبنى منذ اكثر من خمس سنوات تقريبا حلم تأسيس امارة بارزان كإحدى الامارات الخليجية، و بالخصوص كامارة دبي. كان ذلك بعد الانشقاق الذي حصل لحزب الطلباني، الاتحاد الوطني الكردستاني، اي انه احتاط قبل الموعد ان يركز على امارة برزان قبل انشقاق حزبه. فاشترى اقلاما و ادباء و سياسيين و وسائل اعلام و غيرها ليهيئها لليوم الموعود، و صدقه البسطاء بهذا الحلم. من منا لا يتمنى ان يتطور بلده كإمارة دبي؟ .لكنه اشترى هذه القنوات و الابواق قبل ان يكون بمثل غنى و تحرر امارة دبي. فبذر المال و وزع بطاقات التقاعد المعروفة، كبطاقات صدام المشهورة بـ (كوبونات النفط مقابل الغذاء).
هذا هو مسعود البرزاني و ابنائه وعائلته وعشيرته، نسخة طبق الأصل من الطاغية صدام. و الحديث اليوم يجب ان يتركز على مصلحة الشعب الكردي فقط، بعيدا عن عبادة الشخص و القائد الضرورة .
يعلل قياديو حزب البرزاني عن الاحداث الاخيرة، و قبلها عن مشكلة قيادة الاقليم. ان الوقت غير موافي لمثل هذه الإجراءات، اي تغير القيادة حسب الدستور و هم في قتال مع داعش. حسننا، كان نفس الوضع في عموم العراق و استبدال المالكي و سكت الرجل و اختير بديله و العراق يمر في ظروف اتعس و اصعب مما يمر بها الاقليم، و لم يعترض احد، مع العالم ان المالكي حصل على اعلى الاصوات في اي انتخابات ديمقراطية عراقية فحصل على ( ٧٢٨٠٠٠ ) صوت انتخابي لوحده و باسمه في محافظ بغداد فقط .
الاهم الآن ، ان يعرف الشعب الكردي ان مسعود كغيره من الطغاة ، هو صنيعة من يسمون بوعاظ السلاطين المرتزقة كالمسخ فخري كريم، و غيره من حملة مناصب وزارية بيشمركية تقاعدية، و هؤلاء لا ولاء لهم الا لشخوصهم القرقوزية و لجيوبهم و مكانتهم الهلامية. اليوم كتب المطبل المصاب باسهال الكلام، كاظم حبيب، ينتقد سياسة الاقليم .كتب ” في هذا العام 2015 ، زرت كردستان ثلاث مرات، و شاركت بمؤتمرات و زيارات شخصية، و كل مرة اشاهد اوضاعا مقلقة” .
يا سيد كاظم ، لماذا اذاً كنت تشتم كل من انتقد الاوضاع تحت سيطرة مسعود و وقفت محاميا و بوقا و اعلاميا له، وصرت مسخرة للنفاق و للولاء الاعمى؟
اشير الى مقالة الاستاذ جرجيس كوليزاده القيمة عن اوضاع الاقليم، (الرابط في هامش المقال)، كما اشير الى مقالة السيد كفاح محمود ” البيشمركة الرقم الاصعب” و استفسر من الكاتب عن اي بيشمركة تكتب؟ اذا كنت تكتب عن البيشمركة تحت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، فانت اقرب الى الصواب لأنهم يشتركون اليوم مع بقية المقاتلين العراقيين في محاربة داعش حول محافظة السليانية. اما إذا تكتب عن البيشمركة تحت قيادة البرزان ، فلم تكن مصيبا، بل بوقا نشازاً، فهل من المعقول ان يتصرف الرقم الاصعب ” البيشمركة ” بمنع رئيس و اعضاء البرلمالن الكردستاني من الوصول الى مقرات عملهم في اربيل؟ فمن قام بهذا العمل الشنيع؟ اليس هم بيشمركة مسعود البرزاني؟.
ان قضية مسعود البرزاني كأية قضية مماثلة لقيادة طاغية تستغل شعبها بشعارات قومية، وحتى طائفية، مثلا ضد الاكراد الفيلية .
كفى نزيف شامل يحل على الشعب الكردي العراقي جراء اهواء و رغبات و تطلعات شخصية هزيلة لا مكان لها بين تطلعات شعوبها، فلولا عناد الصدف و الوقت تحت الاحتلال الامريكي للعراق، لما قام لهؤلاء هذه المكانة الوهمية .
يشعر الانسان المحايد بالأسى لما يحل بالشعب الكردي العراقي تحت قيادات تأخذ شعبوها الى الانهيار، بعد ان كانت تنعم تلك الشعوب بكثير من الحريات و الاستقلال و بعض النمو .
ان ” الانهيار” كما كتب الاستاذ جرجيس كوليزاده سيشمل كثير من السياسيين و احزابهم و مكوناتهم، جراء السير وراء اشخاص طغوا هم على انفسهم قبل ان يطغوا على شعوبهم .
رابط بوادر انهيار شامل في كردستان . للاستاذ جرجيس كوليزاده