أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / مُؤكِّداً إنتاجَ مسلسلاتٍ وبرامج ستُعرَضُ في رمضان الشيخ علي قاسم يُحذِّرُ من الإعلام المُوجَّه الذي يستهدف قيم المجتمع ويُسوِّق بعض المفردات المُنكرة كـ”زنا المحارم”

مُؤكِّداً إنتاجَ مسلسلاتٍ وبرامج ستُعرَضُ في رمضان الشيخ علي قاسم يُحذِّرُ من الإعلام المُوجَّه الذي يستهدف قيم المجتمع ويُسوِّق بعض المفردات المُنكرة كـ”زنا المحارم”

السيمر / السبت 13 . 05 . 2017 — دعا مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيِّد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 12/5/2017 المرجعيَّات الدينيَّة والأكاديميِّين والمُثقَّـفين إلى ضرورة التهيُّؤ لمرحلة ما بعد داعش، مُنبِّهاً إلى ضرورة الإعداد لمواجهة ما أسماه “الإرهاب الفكريَّ والثقافيَّ والاقتصاديَّ والسياسيَّ”.
الشيخُ علي قاسم حذَّر، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَت في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، من الإعلام المُوجَّه الذي يستهدف قيم المجتمع الأصيلة؛ بغية حرف أبنائه عن جادَّة الصواب، مُستنكراً ما تقوم به بعضُ الفضائيَّات من إنتاجٍ لمسلسلاتٍ بهدف عرضها في شهر رمضان المبارك تتضمَّن مفاهيم وأخلاقيَّات وسلوكيَّات تهدف لتدمير البنى التحتيَّة لقيم المجتمع، مُؤكِّداً أنَّ بعض التقارير تشير إلى إنتاج مسلسلاتٍ تتناول بعض المفردات المُنكرة كتسويق “زنا المحارم” حاثاً الآباء إلى ضرورة توجيه الأبناء الوجهة الصحيحة الهادفة لتكوين مجتمعٍ سليمٍ يسعى للبناء والتطوُّر والتنمية، بعيداً عن مظاهر الفسق والفجور والمجون التي لا تمتُّ بصلةٍ إلى قيم الحريَّة والتمدُّن بصلةٍ.
كما استهجن قاسمُ بعض الممارسات الخاطئة التي تفشَّت في المجتمعات الإسلاميَّة لا سيما في المجتمع العراقيِّ من قبيل الاستخدام غير الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعيِّ خاصَّة الــ(Ficebook)، مُبيِّناً خطورة استعمال هذه المواقع دون توجيهٍ أو وضع برامج عملٍ تدرس هذه الظاهرة التي بدأت تستشري بعيداً عن رقابة الأبوين حتى غدت البيوت “دون حارسٍ”، مُنتقداً تواصل بعض الفتيات المُتزوجات مع شبابٍ بحجَّةٍ مفادها “إنَّ الزوج إذا غاب عن الزوجة أربعة أشهر فهي في عداد المطلقة” لافتاً إلى خطل مثل هذه الأفكار التي يُروِّج لها البعض على أنَّها من الشريعة وليس من الشريعة بشيءٍ، مُوضحاً أنَّ الحكم الشرعيَّ يحكم ببقاء الزوجيَّة حتى إن غاب الزوج لسنواتٍ إلا أن يموت أو أن تتقدَّم للحاكم الشرعيِّ؛ من أجل تطليقها.
وندَّد ببعض الأساليب التي تتبعها الحكومة لإجبار المواطنين على القبول بــ(خصخصة الكهرباء)، مُطالباً إياها بزيادة دخل الفرد العراقيِّ والارتقاء بمستوى الخدمات المُقدَّمة قبل خصخصة تلك القطاعات، مُعرباً عن أسفه لتفشِّي الأمراض الجرثوميَّة؛ بسبب تلوُّث الماء والهواء، مُنتقداً أداء المستشفيات الحكوميَّة الذي أجبر المواطن للعدول عنها ومراجعة المستشفيات الأهليَّة التي باتت ترهق المواطن وتستنزف دخله اليوميَّ.
وأشار مُمثِّل الحيدريِّ إلى الوضع المُتردِّي الذي تعيشه الأمَّة الإسلاميَّة وتغيير بعض المفاهيم الإسلاميَّة وترويجها على أنَّها من الإسلام، مُناشداً الجميع كلاً من موقعه إلى إظهار صورة الإسلام الحقيقيِّ الناصعة بعيداً عن التطرُّف وإقصاء الآخر والإرهاب الذي غدا سمةً بارزةً يُوصَم بها الدينُ الإسلاميُّ الحنيف.
وبارك الشيخ علي قاسم للأمة الإسلاميَّة مناسبة ولادة الإمام المهديِّ، مُسلِّطاً الضوء على فكرة المهدويَّة وأنَّها فكرةٌ إنسانيَّةٌ آمنت بها جميع الأديان والمذاهب، لافتاً إلى أنَّ روايات ظهوره وإقامة العدل على يديه من الروايات المتواترة ورُوِيَت في كتب الحديث الشيعيَّة والسنيَّة بغض النظر عن التفاصيل من قبيل أنَّـه من ذرِّيَّة الإمام الحسن أو الحسين أو أنَّه وُلِدَ أم أنَّه سيُوْلَدُ.
وأوضح قاسم الظروف الموضوعيَّة التي أدَّت إلى غياب الإمام المهديِّ التي من أبرزها ملاحقة السلطات العباسيَّة الظالمة له، وتعقُّـب أزواج الإمام العسكريِّ، لافتاً إلى أنَّ التضييق الذي لاقاه الأئمة بدءاً بالكاظم والرضا ومروراً بالجواد والهادي والعسكريِّ يُمثِّـل أجلى أنواع الظلم الذي تعرَّض له أهل البيت، إذ إنَّ هؤلاء الأئمة قد عانوا من السجن والإقامة الجبريَّة ووضعهم تحت أعين السلطة آنذاك حتى حدا بالإمام العسكريِّ إلى إخفاء ولادة الإمام الثاني عشر إلا عن بعض خواصِّه.
وسلَّط الضوء على تفسير قوله تعالى من سورة القصص: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” وقوله في سورة الأنبياء: ” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ” رابطاً بين قوله تعالى “ونجعلهم الوارثين” وقوله “أنَّ الأرض يرثها عبادي الصالحون” مُؤكِّداً ضرورة وجود الحجَّة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ وأنَّ وراثة الأرض ستكون حتماً للصالحين يقودُهم رافعُ راية الهدى ومُطبِّق أحكام القرآن بين الملا الإمام المنتظر، مُقارناً بين بعض صفاته (ع) وصفات بعض الأنبياء كعيسى وموسى وإلياس .. من قبيل خفاء ولادته وصغر عمره عند تولِّيه الإمامة فضلاً عن غيبته، مُبيِّناً الأدوار الكبيرة التي وقعت على عاتق الإمام العسكريِّ كالمحافظة على الإمام المهديِّ حتى قبل ولادته وبعد ولادته، ومن جانبٍ آخر التعريف بولادته لبعض شيعته وأنَّـه من يملاً الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئت ظلماً وجوراً، وتهيئة الشيعة لتقبُّل فكرة الغيبة.
وحثَّ الشيخ علي قاسم المؤمنين على الارتباط وجدانياً بالإمام الغائب، مُنبِّهاً إلى ضرورة الإعداد لمقدمه الشريف بتمهيد الأرضيَّة الفكريَّة والثقافيَّة والعاطفيَّة في المجتمع لذلك، والتوعية بالأهداف الكبرى التي سيخرج من أجلها المصلح العالميُّ التي أبرزها تحطيم مراكز الظلم والاستكبار، ونصرة المظلومين والمستضعفين في أرجاء الأرض؛ لتكوين مجتمعٍ عادلٍ خالٍ من كلِّ أنواع الظلم والطبقيَّة مُتَّـجهٍ في سيره إلى الله.

اترك تعليقاً