الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 107): حي الحيانية (ومساكن طيبة)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 107): حي الحيانية (ومساكن طيبة)

فيينا / الأثنين 16. 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
تعليقات وردت في صفحة البصريون الاصلاء عن منطقة الحيانية بالبصرة: حديقة في الجزرة الوسطية مخصصة للعوائل بين طريقين سريعين.. من اقنعهم بهذه الفكرة العبقرية؟. وإذا كان ولابد منها بسسب انعدام الحدائق فالاحرى عمل انفاق تحت الشارع توصل الناس للحديقة والا فالعبور اليها مشقة ومخاطره. حديقة الحيانية وإنما الساحة الوسطية بين الجمعيات والحيانية. يجب وضع حراس وكامرات و سياج وللعوائل فقط. الجمعيات مدينة اكثر تحضرا والاعتناء والاهتمام بقى بيد الشعب هو من يثقف نفسه بنفسه ليحافظ على جمالية المكان ومنظره البهيج أو توضع كاميرات مراقبة وحراسة عليها لأنها ملك للجميع. البصرة تجاوزت بغداد بالتطور. أتلاف الجلسات بسرقة الخشب الخدمات بمستوى الناس. بوركت كل الجهود المخلصة التي تعمل من أجل بصرة أجمل. تم سرقة اخشاب المقاعد بعد افتتاحها بأيام قليلة مع كل أسف. أهل الحيانية الله يهديهم وما يخربون الحديقة. حلوة لكن المشكلة بالإدانة. الحيانية بنيت سنة 1966و1967 بعد أن أمر متصرف لواء البصرة محمد ندى الحياني والذي اصله من قضاء الدجيل في تكريت في زمن عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية انذاك بازالة الصرائف المتجاوزين على اراضي الدولة ومنحهم قطع اراضي غرب البصرة مقابل بدل رسم بسيط وبنيت وسميت بأسمه. والحيانية سميت بهذا الاسم نسبتا الى محافظ البصرة محمد ندا الحياني الذي وافاه الاجل مع عبدالسلام عارف في ستينات القرن المنصرم. الحيانية اسسها المحافظ محمد الحياني اعتقد بالستينات عندما هدم بيوت القصب الصرايف في البرغوثية والخورة وبعض مناطق البصرة واسكنهم بالحيانية.
 
وردت كلمة سكن ومشتقاتها في القرآن الكريم: اسْكُنْ وَالْمَسْكَنَةُ وَالْمَسَاكِينِ مِسْكِينٍ سَكِينَةٌ الْمَسْكَنَةُ مَسَاكِينَ سَكَنَ سَكَنًا اسْكُنُوا لِيَسْكُنَ وَمَسَاكِنُ سَكِينَتَهُ لِتَسْكُنُوا سِكِّينًا وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ أَسْكَنتُ وَسَكَنتُمْ مَسَاكِنِ وَالْمِسْكِينَ لِمَسَاكِينَ مَسَاكِنِهِمْ وَمَسَاكِنِكُمْ فَأَسْكَنَّاهُ مَسْكُونَةٍ سَاكِنًا مَسَاكِنَكُمْ لِيَسْكُنُوا تُسْكَن تَسْكُنُونَ مَسْكَنِهِمْ يُسْكِنِ السَّكِينَةَ مِسْكِينًا أَسْكِنُوهُنَّ سَكَنتُم الْمِسْكِينِ.
 
جاء في صفحة تراث البصرة: الحيانيه: جاء اسم الحيانيه نسبه للمرحوم محمد ندا مطر الحسياني المولود في قضاء الدجيل من اقضية محافظة صلاح الدين متصرف لواء البصرة عام 1966-1967 الذي امر بإزالة البيوت (الصرايف) المبنيه من القصب والبردي و(البواري) والطين والمحاذيه لشط العرب من الناحية الغربية في مناطق الرباط الكبير ونهير الليل والساعي وغيرها.وفي عام 1966 بدأ الناس ببناء البيوت في هذه المنطقة بعد توزيع الأراضي عليهم من قبل الدولة واعتبار ان قطع الاراضي الجديدة ملك صرف مقابل بدل نقدي بسيط في الوقت الذي كانت فيه بيوتهم القديمة في نظر البلدية آنذاك تجاوزا على أملاك الدولة خصوصا قربها من شركة التمور العراقية (التي تعد من أهم الشركات بالبصرة في مرحلة الستينات وحتى السبعينات.والتي كانت مصدر رزق لمئات الألوف من البصريين وغير البصريين الذين إما يعملون فيها كعمال وموظفين أو أصحاب جراديق التمور الذين يبيعون تمورهم لهذه الشركة التي تقوم بتصديرة إلى أميركا وروسيا وغيرها من الدول) وهي منطقة شعبية شاسعة وكبيرة توجد غرب مركز محافظة البصرة في العراق ويسكنها أغلبية شيعية) كما تسكنها أقلية سنية وبعض الأكراد. دارت فيها اشتباكات مسلحة بين القوات البريطانية وغيرها من القوات المقاتلة التي استهدفت جيش المهدي.حيث انها تعتبر المعقل الرئيسي للتيار الصدري وجيش المهدي في البصرة وخاصة منطقة شارع السيد الذي تتركز معظم قيادات جيش المهدي فيه فمنهم قائد جيش المهدي وسام عبد الحسين الملقب ب (أبو قادر) والذي اغتالته القوات البريطانية عام 2007 بعملية خاصة. تقع الحيانية غرب مدينة البصرة العراقية ولكن الآن مع تطور مدينة البصرة واتساعها بعد 2003 أصبحت هناك احياء جديدة تمتد بعدها إلى المدينة الرياضية ومن مشاهيرها الحديثين الاديب يسار سعيد الفلك كبير تجمع شباب مرسال العالمين الوالد أيضا في هذه المدينة وقد قام من اجلها باقامة اكثر من 1000 فعالية تنضيف وتثقيف.
 
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن مساكن “يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” ﴿الصف 12﴾ وتستعرض الآية مرحلة الجزاء الأخروي في البداية حيث غفران الذنوب باعتبارها أهم عوامل القلق وعدم الراحة الفكرية والنفسية للإنسان، وعندما يتحقق الغفران له فمن المسلم أن الراحة والهدوء والاطمئنان تنشر ظلالها عليه. ومن هنا نلاحظ أن أول هدية يتحف الله سبحانه بها عباده الذين استشهدوا في سبيل طريق الحق وباعوا مهجهم في سبيل الدين العظيم، هي مغفرة الذنوب جميعا ولكن هل أن المقصود من غفران الذنوب الذي ورد في الآية الكريمة هي الذنوب التي تختص بحق الله فقط، أم تشمل ما يتعلق بحقوق الناس أيضا؟ ويتبين لنا في هذا الشأن أن الآية مطلقة والدليل هو عموميتها، ونظرا إلى أن الله سبحانه قد أوكل حق الناس إليهم لذا تردد البعض في القول بعمومية الآية الكريمة، وشككوا في شمولها الحقين. وبهذه الصورة نلاحظ أن الآيات أعلاه قد تحدثت عن مرتكزين أساسين من مرتكزات الإيمان وهما: “الإيمان بالله والرسول” وعن مرتكزين أساسين أيضا من مرتكزات الجهاد وهما: “الجهاد بالمال والنفس” وكذلك عن مرتكزين من الجزاء الأخروي وهما: “غفران الذنوب والدخول في جنة الخلد”.
 
جاء في صوت الأمة العراقية عن القسوة لدى صدام حسين الانتفاضة الشعبانية.اذار 1991 للكاتب محمد مجيد: طار صيت انتفاضة أهل الحيانية، وهجومهم على الفرق الحزبية الى كل الأفاق، ووصلت أخبارها مثل البرق الى المناطق المجاورة والتي لم تكن تفصلها إلا مسافات بسيطة، فالمناطق في البصرة متداخلة بعضها البعض. فهبت المناطق القريبة، تحطم الفرق الحزبية، وتهجم على دوائر الشرطة وتستولي على الأسلحة فيها.
وكان أهل الجمهورية السباقين، بعد أهل الحيانية في الهجوم، بعد أن عاشوا ليلة عصيبة ضد النظام، عندما وصل الغليان ليلتها الى ذروته. فقد هجم أهل الجمهورية على الفرق الحزبية، ودوائر الشرطة وقد سقطت الفرق الحزبية المهمة في الجمهورية، وهي فرقة حزب البعث لتنظيمات الكليات الإنسانية في جامعة البصرة، بعد ساعة من المقاومة، ثم احرقت وقتل أربعة من الحزبيين فيها. اتجهت جموع الثوار المندفعين من أهل الحيانية بعد إسقاطهم الفرقتين الحزبيتين في الجمعيات والكفاءات، نحو شارع المستشفى الجمهوري (شارع رئيسي يربط ساحة سعد، بمركز البصرة العشار) تتقدمهم دبابة، كانوا غنموها من الجيش، ويقودها شخص من أهل الحيانية. اندفع الثوار، نحو سجن البصرة المركزي، المقابل الى المستشفى الجمهوري، واسقطوا السجن، بعد أن استسلم الحرس، واطلقوا السجناء (أغلب نزلاء هذا السجن هم من غير السياسين والمحكومين بجرائم جنائية مختلفة). انضم الكثير من السجناء الى الثوار وخاصة المعروفين بشراستهم وشجاعتهم، وقد أبلى البعض منهم في مقاومة قوات النظام بلاء عظيماً ومات البعض منهم في أثناء هجوم الجيش على المنتفضين. بعد سقوط سجن البصرة، من قبل أهل الحيانية، انضم المئات الى الجموع الغفيرة، التي اندفعت بعد ذلك في الشارع الرئيسي المؤدي الى مركز محافظة البصرة، حيث توجد المقرات والمؤسسات الحكومية المهمة، مثل المحافظة، ومديرية الأمن، والمخابرات ومراكز الشرطة وغيرها. تشظت الانتفاضة الى مجاميع كبيرة، واندفع الالاف الى كل ما يمت الى النظام ومؤسساته الأرهابية بصلة، مثل الفرق الحزبية ومراكز الشرطة، ومراكز الأمن الفرعية، يكتسحونها، ويحرقونها. ولكن الجمع الغفير الذي انطلق من الحيانية ظل متماسكاً ومستمراً في إسقاط معاقل النظام الواحد تلو الأخر، واتجه بعد سقوط سجن البصرة الى أول فرقة في نفس الشارع، الذي يقع فيه السجن (شارع المستشفى الجمهوري الذي يربط ساحة سعد بالعشار) وهي فرقة عدنان خيرالله وتقع في منطقة القبلة القديمة أو باب الزبير، وتبعد مئة متر عن سوق البصرة القديم. لم تقاوم كثيراً فقد سقطت بعد دقائق وقتل الثوار مسؤولاً حزبياً كبيراً فيها، وظلت جثته في باب الفرقة عدة أيام. وبسقوط هذه الفرقة، انفتح الطريق للثوار الى عمق البصرة. وأصبحت الانتفاضة عارمة، ووزعت الاسلحة الموجودة في هذه الفرقة على الناس. ولم يبق أمام المنتفضين ألا المعاقل الرئيسية، وهي المخابرات ومديرية الأمن العامة والمحافظة. وصل الثوار بعد ذلك، الى الأمن القديمة (وهي البناية القديمة لمديرية الأمن في البصرة، كان النظام قد تركها بعد أن بنيت بناية الأمن الكبيرة في العشار). ويبدو أن النظام لم يعد يستخدمها. بل حرص على الاحتفاظ بمجموعة من الحرس في ابوابها، كمظهر من مظاهر إيهام الناس، وتخويفهم بوجودها. وقد تبين ذلك فيما بعد، عندما سقطت فلم يجد الثوار فيها شيئاً، وليس فيها سجناء أو معتقلين فقد نقلهم الى المديرية الجديدة. لم تقاوم هذه المديرية طويلاً وقتل الثوار ما كان فيها من شرطة الأمن من الحرس وكانوا اثنين أو ثلاثة. لم يبق للثوار في هذا الشارع من مؤسسة مهمة ألا مديرية الأمن الرئيسية، وقلعة الظلم والاضطهاد في البصرة، والتي يطلق عليها ازلام النظام ” الليث الأبيض” وفي الوقت الذي وصلت فيه جموع أهل البصرة الغفيرة الى مديرية الأمن كانت هناك مجاميع تتبادل أطلاق النار مع رجال الأمن والحرس فيها جاءت من المناطق القريبة كالتميمية والطويسة والعشار ومن مختلف المناطق الأخرى، بعد أن عمت الانتفاضة كل البصرة تقريباً. استمر تبادل إطلاق النار والمقاومة بين رجال الأمن والمنتفضين لعدة ساعات، الى أن أطلق شاب شجاع قذيفة RBJ7 فاشتعلت النيران في البناية، وتوالى أطلاق القذائف عليها وهجم المنتفضون واحتلوا البناية واطلقوا سراح السجناء السياسين منها بعد أن قتل الكثير ممن كان في البناية، من ضباط الأمن والحرس وتم القاء القبض على اثنين من الضباط، وهرب الكثير كما عرفت فيما بعد، من الباب الخلفي أو السري للأمن، في ظل الظروف وفوضى الهجوم. وقد تم إعدام الضابطين مع مجموعة من ضباط المخابرات في حسينية التميمية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً