السيمر / الاحد 15 . 10 . 2017
معمر حبار / الجزائر
الفرنسية أودري أزولاي ستترأس العرب بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بفضل بقايا العرب الذين منحوها أصواتهم ضد إخوانهم العرب.
أحترم إخواننا المصريين والسعوديين والإماراتيين حين يخالفون إخواننا القطريين ويعارضونهم، وأحترم إخواننا القطريين حين يخالفون إخواننا المصريين والسعوديين والإماراتيين، لكن لاأحترم العربي حين يمنح صوته لغربي أجنبي لكي لايفوز الأخ والجار.
هذا المقال لايتطرق للفرنسية الفائزة ولا يطعن في فوزها ولا في جذورها ولا جنسيتها لكن يتطرق لإخواننا العرب حين يساندون غيرهم على حساب إخوانهم وجيرانهم العرب.
يسألني قارئ: قطر كذلك منحت صوتها لبلاتر ضد المرشح الأردني لتولي رئاسة الفيفا، وعليه نقول: كما نلوم ونعاتب العرب الذين منحوا أصواتهم للفرنسية عوض منحها للأخ القطري العربي كذلك نلوم ونعاتب قطر التي منحت صوتها للغريب والأجنبي والغربي بلاتر عوض منحه للأخ الأردني العربي، ويبقى هذا المبدأ سائدا مع الجميع دون استثناء وفي كلّ القضايا التي تطرح.
ويسألني قارئ آخر: لكن قطر أحرقت ليبيا فكيف تريد أن نمنحها صوتنا؟، أجيب: جريمة حرق قطر لليبيا لاتقلّ جرما عن جريمة منح أصوات العرب للفرنسية على حساب الأخ القطري، ووقوفنا مع قطر في منافستها للفرنسية على رئاسة المنصب واستنكارنا للعرب الذين منحوا أصواتهم للفرنسية ضد أخيهم القطري لاينسينا أبدا أنّ قطر كانت ذات يوم من الذين تعاونوا على حرق ليبيا وتدميرها وأجرمت حين وقفت إلى جنب السّكير ساركوزي، وهذا المبدأ يطبق مع الجميع دون واستثناء وفي جميع القضايا.
يظل المتتبع يستنكر وهو يتابع مجريات انتخابات رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اختلاف العرب وتفرّقهم وبشكل غير ثقافي وغير حضاري في منصب ومكان من المفروض أن يمثّل الحضارة والثقافة حين قبلوا أن يدخلوا بثلاثة مرشحين اللبنانية التي انسحبت والمصري والقطري، ومعلوم أنّ الدول المتحضّرة ترشح مندوبا واحدا كناية عن الوحدة والانسجام ليعبّر وبصوت واحد عن قارة بأكملها، بينما العرب اختاروا طواعية التشتّت والتفرقة وهم يواجهون أمما كأوروبا الموحدة وبغض النظر عن مايقال عن هذه الوحدة.
والنقطة الثانية فرح وابتهاج عضو البعثة المصرية بفوز الفرنسية على حساب المرشح القطري حتّى أنّه وفي حالة الحقد والبغض التي انتابته صرّح بأعلى صوته “تحيا فرنسا تسقط قطر” وهو في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة حيث الثقافة والأخلاق والقيم والحضارة وأمام مرأى ومسمع من العالمين.
إن أبسط قواعد الدبلوماسية أن يساند الإخوة بعضهم بعضا حتّى لو بقيت تلك الخلافات التي تحدث بين الإخوة في أرجاء المعمورة ولدى كلّ الدول والمجتمعات، وما كان للدبلوماسي المصري أن ينهج نهج الحقد والبغض ولو كان القطري من أعدى أعدائه فيظل الأخ العربي مقدّم على الفرنسي وغيره من الغرب في مثل هذه المناسبات العالمية الحضارية.
ماحدث البارحة من تعدّد المرشحين العرب على منصب رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، ومنح بعض العرب أصواتهم للفرنسية نكاية في قطر، وحقد المعلن للدبلوماسي المصري بعد فوز الفرنسية بقوله: “تحيا فرنسا تسقط قطر” يدل بوضوح على ماوصل إليه الوضع العربي من تفرقة ونصرة للغربي وحقد دفين ضد الأخ والجار.