السيمر / الأربعاء 28 . 11 . 2018
هادي جلو مرعي
يكثر الناس من تكرار هذا السؤال، حين تنفجر سيارة مفخخة.وحين تنقطع إمدادات المياه.وحين لاتصل الكهرباء بشكل منتظم.وحين يطالبك مشغل مولد الكهرباء بالمزيد من المال.وحين لاتجد عملا وتقتلك البطالة والملل.وحين ترى البعض يستقوي عليك بعنوان من العناوين الكبيرة التي تسيطر وتتمكن من كل مكان وحدث وزمان ورغبة وتأخذ منك الطمانينة. وحين ترى آلاف الأشخاص يستحوذون على المناصب والأموال، ويتركونك نهبا للحزن والحاجة.وحين تستقر مياه الأمطار تحت سريرك. وحين تكتظ الشوارع بالأطيان، وتزدحم بالأزبال والعفن.وحين تسير على طريق ممتليء بالحفر والمطبات، ويحلم بالإسفلت.وحين يتكدس الصغار في مدارسهم. ولايجدون كتبا ولامعلمين. وحين تتوقف المشاريع والإستثمارات، ولايحدث تغيير في حياتك، وحين تجتاح قريتك، أو حيك السكني السيول الجارفة. وحين تفتك بك وأهلك الأوبئة والأمراض، وحين تعم المشاكل وتستمر وتتصاعد ولاتنقطع وكأنها قدرك في هذا الوطن المبتلى.
هل ندم العراقيون على صدام..وهل ندم المصريون على مبارك.وهل ندم التوانسة على بن علي.وهل ندم الليبيون على القذافي.وهل ندم اليمانيون على صالح؟ هكذا أيضا يمكن أن يطرح السؤال، ولايكون هناك إستثناء، فالمحن واحدة، والمشاكل متشابهة، والفتن متلاحقة، والبلاءات متراكمة، ولاسبيل للتخلص منها في ظل الفوضى والضياع والفساد، وسوء الإدارة والتخطيط والصراعات، وإنعدام الأمن، والخوف من المستقبل، والظلم والتخبط والحرمان.
لو عاد الناس الى ايام حكم هولاء الذين ذهبوا بحرب، أو بثورة، او بإنقلاب، قبل أن يروا ماحل بالأمة بعد ذهابهم لكان هناك مؤيدون ومعارضون، ولعدنا لذات الشكوى والقهر والتذمر، والرغبة في التغيير والتخلص من الدكتاتورية والسجون والغربة
الفرق ياسادة.. إن الظلم وتوابعه، والطغيان ولواحقه، والعنف ونتائجه كانت تلالا متلتلة، لكنها صارت جبالا مجبجلة، ولهذا نشتكي من الجبال، ونتمنى النزول الى التلال والوديان..فنحن العرب بماض وبحاضر وبغد ثلاثتها مجاهيل… ولهذا نحن الى الماضي.