الرئيسية / مقالات / الصراع السعودي الإيراني.. مال وذكاء /2

الصراع السعودي الإيراني.. مال وذكاء /2

السيمر / الأربعاء 03 . 01 . 2016

معمر حبار / الجزائر

يقول لي باستغراب، لم تكتب عن السعودية والعراق. أجيبه بأني كتبت 03 مقالات تحت سلسلة الصراع السعودي الإيراني. وأعلمته أني سأكتب الحلقة الرابعة، التي هي الآن بين يدي القارئ.
ثم راح يستعمل مصطلحات طائفية لا أستعملها في كتاباتي، قائلا إنه صراع بين الدول على النفوذ، وكل يديرها بوسائله، وبما أننا لسنا تبعا لأحد، فليس المرء على إستعداد ليبرر للخطاب الإيراني أو الخطاب السعودي، ويتعامل معهما إنطلاقا من نفس المسافة، ودون أن يميل لأحد..
واضح جدا أن الصراع السعودي الإيراني يدار بواسطة المال العربي من جهة والذكاء الإيراني من جهة أخرى.
بغض النظر عن كون القارئ مؤيد أو معارض لإيران، فإن مايجب الالتفات إليه، أن إيران استعملت الذكاء في تسيير الملف النووي ونجحت في ذلك، بغض النظر عن التنازلات التي قدمتها، لأن التنازلات الذكية المدروسة ، مبدأ من مبادئ المفاوضات الناجحة.
وهاهي الآن تستعمل الذكاء للحصول على الصفقات من الدول الكبرى التي فرضت العقوبات كفرنسا، والدول الكبرى الحليفة كروسيا والصين. ويبدو أن ملف الصفقات سيعرف تطورا كبيرا، إذا استمر المنحنى في علاه.
ورغم النيران التي أشعلت هنا وهناك، إلا أن إيران كانت ذكية في إبعاد النار عن دارها. وقد يقول قائل، لكن إيران هي التي أشعلت النيران في العراق وسورية ولبنان واليمن؟.
أما في ما يخص الطرف العربي في إدارته للصراع، فما زال يعتمد على المال وحده، دون النظر إلى كيفية تسيير المال، لأن المال وحده لايحدد مصير المعارك، ولا يقلب ميزان القوى.
ويكفي القول أن النيران إشتعلت في معظم الدول العربية، سواء كانت بأيادي إيرانية أو أيادي عربية أو أيادي تركية ، أو بدعم روسي أو أمريكي فرنسي بريطاني.
ومهما كانت الأسباب، فإن الضعف العربي واضح في سوء تسيير الحريق الذي شبّ في الدار وامتد للجيران، معتقدا أن المال يسكت إلى الأبد، ويناصر إلى الأبد، ويضمن الحليف إلى الأبد.
إننا كعرب نتمنى التوفيق لإخواننا العرب، لكن يفتخر المرء حين يرى الذكاء يقود إخوانه، وتدار الأزمات والصراعات بالذكاء، بل لايتورط فيها العربي بذكائه، ويتلقى وهو يتجنبها أو يديرها أخف الأضرار بذكائه الدائم المستمر.
إن الصراع السعودي الإيراني، هو صراع بين من يملك المال، ومن يملك الذكاء. والكلمة النهائية ستكون لمن يحسن تسيير المال بطريقة ذكية، فيجتمع حينها المال والذكاء. ومن افتقر لأحدهما ظل تحت رحمة من يحسن الإثنين معا.

اترك تعليقاً