السيمر / فيينا / الاثنين 23 . 03 . 2020 —- دعت ممثلة الأمين العام الخاصة في العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت العراقيين في كافة أرجاء البلاد إلى اتباع التعليمات والنصائح الصادرة عن الجهات الصحية والدينية والمدنية والأمنية، والداعية إلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي والتقيد، على نحو صارم، بإرشادات النظافة الصحية من أجل حماية أسرهم ومجتمعاتهم المحلية من تفشي فيروس كورونا.
وأكدت السيدة بلاسخارت، في بيان تلا لقاءها بوزير الصحة العراقي السيد جعفر علاوي، اليوم الأحد، دعمها لجهود السلطات العراقية والجهد اللامتناهي الذي يبذله العاملون في القطاع الصحي، واصفة إياهم بالأبطال المجهولين في مكافحة انتشار كـوفيد-19.
وأشارت إلى أن هذا الفيروس يمثل تحديا غير مسبوق ينبغي أن يؤخذ بجدية بالغة، “وليس هناك وقت لنضيعه.”
وشدد بيان الممثلة الأممية على الدور المهم الذي تلعبه المجتمعات المحلية في تفشي أي فيروس، وفي إيقافه أيضا، مشيرة إلى أن “الالتزام بالنظافة الصحية، على نحو صحيح، وعلى وجه الخصوص غسل اليدين بانتظام، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتقليل الاتصال المباشر بالآخرين، كلها أمور يمكن أن تمنع الفيروس من التفشي بسرعة.”
وأثنت الممثلة الخاصة على الإجراءات واسعة النطاق التي اتخذت في العراق، بما فيها تلك المتخذة في إقليم كردستان. وأضافت بالقول:
“لا ينبغي أن يتملكنا الهلع، ولكن لتجنب الهلع لا يمكننا أن نخلد إلى الرضى عن الذات. في الأيام الأخيرة لاحظنا أن بعض الناس يخالفون حظر التجوال بلا ضرورة، أو لا يلتزمون بالتعليمات على نحو كامل. وأود أن أوجه كلامي إلى هؤلاء بالقول: أنتم تعرضون أنفسكم وأسركم وأحباءكم ومجتمعكم المحلي بأسره للخطر.”
وقالت ممثلة الأمين العام في العراق إن الصحة العامة هي الأولوية التي تأتي في المقام الأول، وكلنا في هذا الأمر معا، كل الأمم وكل الشعوب، مضيفة أن “الحجر الصحي والعزلة الذاتية والالتزام بالتباعد الاجتماعي أمور لا تدعو إلى الخجل، حيث يجري هذا في العالم بأسره.”
وشددت السيدة جينين هينيس-بلاسخارت على ضرورة عدم ” إقامة التجمعات الجماهيرية، وهذا يشمل الأنشطة الرياضة والمناسبات الثقافية والتجمعات الدينية،” معربة عن تقديرها “للدعوات الصادرة من الجهات الدينية لاتباع الإرشادات والتوجيهات الداعية إلى التزام المساكن والحفاظ على السلامة”.
جهود منظمة الصحة في العراق
وفي مقابلة هاتفية مع موقعنا، أعرب الدكتور أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، عن ارتياحه إزاء القرارات التي وصفها “بالحكيمة والشجاعة” المتخذة للتقليل من حدّة انتشار جائحة فيروس كورونا في الدولة التي تعاني ضعفا في أنظمتها الصحية.
وأوضح د. إسماعيل إنه لو لم تُغلق الحدود مع إيران والمساجد والتجمعات الدينية منذ البداية لكنا أمام كارثة كبيرة، مشيرا إلى إمكانية قهر المرض إذا اتُخذت الإجراءات الوقائية اللازمة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوفدت بعثة فنية إلى العراق لتقيم الوضع وتقديم المساعدة. وقد البعثة فوجئت بالأعداد القليلة للمصابين.
وكان البعثة مكونة من ستة أفراد بمن فيهم خبراء من قسم مكافحة العدوى، والمستشفيات ونقاط الدخول والتجمعات الدينية وخبير في علوم الأوبئة، أي أنه فريق يتألف من جميع التخصصات المعنية بهذا الوباء. قام الفريق بزيارة المعمل المركزي والمستشفيات ومطار بغداد، وقد جاءوا ولديهم اعتقاد أنه توجد أعداد كبيرة من المصابين وأننا لم نقم بالتشخيص والتتبع المناسب، وأثنوا على القرارات التي اتخذناها واعتبروا أن ما نحن فيه هو “معجزة طبية” لا تتحقق سوى باتخاذ القرارات الشجاعة.
الأرقام في العراق بالنسبة للعدد الإجمالي في إقليم شرق المتوسط
وذكر د. إسماعيل أنه عاش في العراق سنوات طويلة، ويدرك مدى المعاناة التي تكبدها الشعب العراقي وحبّه لآل البيت. وأعرب عن أمله في أن يعبر العراق هذا النفق بسلام وأن تنتهي الكارثة بأقل الخسائر “لأن هذا البلد عانى كثيرا، وعاش حروبا وحصارا رغم أن العراق يتمتع بثروات كثيرة وكان غنيا بعلمائه وكوادره ولا يمكن أن يعود العراق لعهده دون أن يكون بصحة جيدة”.
ودعا العراقيين إلى اتباع الإرشادات والتعليمات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة.
وبحسب مكتب منظمة الصحة الإقليمي لشرق المتوسط، فإن عدد الحالات المؤكدة في العراق بلغ 214 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 17 حالة. أما عدد المتعافين، فبلغ 51 شخصا.
هذا وقد بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في إقليم شرق المتوسط 23,669 حالة، فيما بلغ العدد الإجمالي للوفيات 1596 شخصا. أما العدد الإجمالي للمتعافين، فبلغ 7989 شخصا.
اخبار الامم المتحدة