السيمر / الثلاثاء 15 . 12 . 2015
عبد الجبار نوري
سد الموصل يبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل بالقرب من أسكي موصل في محافظة نينوى وعلى مجرى نهر دجله ، بني سنة 1983 وأنجز سنة 1984 بتصميم شركتين ألمانية وأيطالية ، يبلغ طول السد2-3 كم ، وأرتفاعه 131 م ، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط ، وهو يمكن أن يؤمن 1010 ميكا واط من الكهرباء ، وحسب دراسة علمية موضوعية أجريت سنة 2007 معدل أنتاج السد 750 ميكا واط قيل أنها تكفي لتغطية 675 ألف منزل ، ويخزن السد كذلك كميات من المياه تبلغ 12 مليار م3 لأغراض الشرب والزراعة لجميع أنحاء محافظة نينوى ، ويشكل جزءاً من نظام التحكم الأقليمي بالفيضانات ، وسيمنح الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية وحساسة للسكان العراقيين ، وأنّ الموضوع مرتبط بالطاقة التخزينية لسد الموضل ، أذ تبلع الطاقة التخزينية التصميمية في سد الموصل بين 8 و11 مليارم3 من المياه ولذا يعتبر أكبر خزان في العراق ، يستخدم للزراعة وتربية الأسماك ، وتوليد الطاقة الكهربائية .
المخاوف التي تثارحول أنهيارالسد !!!
صحيح أن موقع بناء السد في هذا المكان بالذات ليس مناسباً وذلك :
1-لوجود مشاكل مزمنة تتعلق بتهديدات أنجرافه الداخلي ، وتربة شديدة التأثر بالمياه ، حتى أن هناك أنهيارات أرضية في محيطه ، مما يعاني ضعفاً تحت سطحه .
2- تبين فيما بعد ان السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل .
3- بعد سنة 2003 تبين أن السد مهدد بالأنهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته ، ذلك بسبب ( أهمال) الحكومات المتلاحقه وعدم أجراء الصيانة الدورية له في كل عام .
4- أنه يعاني من مشاكل ( فنية ) ,عند أهمال الصيانة له وعدم الأكتراث لما يسببه من كوارث عند أنهياره لذا أطلق عليه المهندسون الفنيون والخبراء في السدود لقب :” أخطر سد في العالم ”
5- أنشيء السد على تربة قابلة للذوبان ، وتحتاج بصورة مستمرة الى التدعيم من أجل تعزيزه .
6- وتكشف الورقة التي قدمتها منظمة التعاون والتنمية الأقتصادية في دراستها : { أن بنية السد ليست مستقرة لأنه شيّد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء ، ويترك تجاويف في الجزء السفلي ، ويتوجب مليء هذه التجاويف بأستمرار بمادة الجبس بكميات قدرت في 2007 ب200 طن سنويا .
7- وقال مختصون بأن أرضية السد غير صالحة لأنها صخور ملحية وكلسية تتعرض للذوبان تحت تأثير الضغط ، مما يؤدي الى تكوين فراغات على شكل ( حُجرْ) تؤدي الى نزول الطبقات التي تعلوها .
المخاوف من أنهيار سد الموصل
أني لا أرى أي مبرر لما يؤرق الكثير ويزيد الهلع والمخاوف لدى الشعب ، لأن المشكلة ليست أكثر من أدامة الصيانة المستمرة حسب التقارير والتوصيات المرسومة من قبل الشركتين الألمانية والأيطالية المصممة لهذا السد العملاق ، وهي قضية قد يفهمها الكادر الفني المشرف على السد ، ولكن الترويج لهذا الموضوع الآن وبهذه الطريقة يأتي لأسباب سياسية يريد أعداء العراق من أرباك الوضع في الموصل بالذات خدمة لأغراض معينة .
ولا أخفي المخاطر التي تنجم من أنهياره { فيما أذا أنتبهت الحكومات العراقية من أجراء الصيانة الدورية على السد ، وهي فقرة أضافية على الشركات المنفذة لأي مشروع ( الصيانه ) بعد التنفيذ مثل :
1-حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم أنهياره ، وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينات ، ولكن هذا السد المسكين والخدوم قد أهمل وهُمش بعد 2003 شأنه شأن كل العراق لأبتلائنا بحكومات الغفلة والنهب ، رجال (حكومة) لا رجال (دوله) ، فسلموا الوطن مستباحا ألى داعش وتدنيس سيادته من قبل من هب ودب أمثال تركيا المتغطرسة ، وشعباً ممزقا ، وخزينة خاوية ، كلٌ يلهث على ليلاه ، فأصبح ” السد ” في خبر كانه وعالم الأهمال المتعمد .
2- وكشفت ورقة منظمة التعاون والتنمية الأقتصادية الدولية في دراستها { أن بنية السد ليست مستقرة لأنه شُيد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء وحينها يترك ( تجاويف )في الجزأ السفلي ، يتوجب ملآ هذه التجاويف بأستمرار بالخرسانة الخاصة بكميات قدرت في 2007 ب200 طن سنويا ً .حسب توصيات الشركة المنفذة ، وخلص تقرير منظمة التعاون والتنمية بعد ثلاث سنوات ألى أن ” هناك حاجة ماسة لأعادة الأعمار الكلي للسد ، ولا يمكن تجاهل ذلك ” —- ولكن نقول للمسؤولين ” أن كنت لاتدري فتلك مصيبة وأن كنت( تدري ) فالمصيبة أعظم “.
3- أن أعمال الصيانة مكفولة لأنها من الشروط المتفق عليها مع الشركات الأجنبية التي بنت السد وهو { أنشاء نفق صُمم داخل السد لأعمال التحشية ، وفي كل عام ، ولكن نحن نتخوف من أهمال الحكومة للصيانة والتحشية بسبب قلة دعم الدولة وعدم كفاءة الكوادر الفنية حينها ، وأن هذا النفق مهم جدا لتسهيل أجراء الصيانة والتحشية لقاعدة السد من خلال حفارات خاصة موجودة فيه ، حيث يتم الوصول ألى الفراغات التي يُضخ بداخلها نوعاً خاصاً من الأسمنت يجعل جزيئات السمنت عالقة بالماء ، ويتتخلل جميع الشقوق والثغرات .
4- السيطرة على التخزين أي تحديد المنسوب الآتي للخزن ، وهذا تمّ العمل به بعد السقوط بناءا على توصيات اللجنة السويسرية ، لكن نريد حلا دائما ، فتم أنشاء أنتاج مزيج التحشية ، ومضخات دفع المزيج وحفارات لتوسيع البرنامج المعد للمعالجة ، ويعمل في السد 24 ماكنة منها تعمل داخل النفق و12 منها تعمل في المناطق المكشوفة خارج النفق والعمل مستمر على تهيئة السمنت الخاص لمعالجة التشققات ، وانشاء قواعد كونكريتية وأنشأت فعلا بحيرة مساعدة للخزن بالقرب من الخزان الأصلي بطاقة 11 مليار م3 ، وبحيرة أصطناعية أخرى يتم الخزن فيها، بواسطة الضخ ، وحبذا ان تكون هذه الأجراءات الأحترازية بشكلٍ دوري ومستمر .
5- يمكن أنشاء نسخة مصغرة من سد بادوش على مجرى نهر دجله بكلفة مليار دولار بين السد والموصل على مشارف الموصل لدرأ مخاطر أنهيار السد .
أخيرا // لا أقصد بث السوداوية ، ولكن هي الحقيقة المأساوية بأن الحكومات المتتابعة أهملت السد حتى زادت الشقوق في الأسفل من السد ، والسد آيل للأنهيار وهي كارثة مروعة تؤرق سكان الكثير من المدن التي تقع على مجرى نهر دجله بدءاً من الموصل حيث يلحق الضرر ب70 % من نينوى بطوفان وأمواج عاتية بأرتفاع 20 م ، وأغراق وتدمير 300 كم من المناطق التي يجري بها منسوب دجلة مثل تكريت وسامراء وحتى مشارف بغداد بأرتفاع خمسة أمتار من المياه ، لأن كمية المياه المتدفقة من السد في حالة أنهياره تقدر ب600ألف مترمكعب بالثانيه ، في حين لا يتحمل مجرى نهر دحله في مدينة الموصل تصريف أكثر من 3500 م3 /ثانيه .
وقد أطلق المختصون بالسدود على سد الموصل ب ” أخطر سد بالعالم ” لا يتعلق بمصير السد وأنما مصير ملايين العراقيين الذين يعيشون عليه ، وجاء تحذيرات هؤلاء الخبراء في العالم من خطر أنهيار هذا السد 2006 و 2007 ، وللأسف الشديد والمؤلم ” لا حياة لمن تنادي في عالم الطرشان “